دراسة تربط بين أزمات المناخ والتنوع البيولوجي بفيروس كورونا

فرح عطيات عمان ـ أظهرت دراسة علمية حديثة أن "تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية، وفقدان الموائل، يتسببان بخطر ظهور أمراض جديدة غير فيروس كورونا، نتيجة انتقال الحياة البرية من مكان لأخر بحثا عن مناطق أكثر ملائمة مناخيا للاستقرار فيها، وتفاعلها مع أنواع أخرى لم تصادفها من قبل". وأكدت الدراسة، التي نشرها موقع "المحادثة" العلمي الاخباري العالمي اليوم، على أن " تغير المناخ يقوض صحة الإنسان على الصعيد العالمي بطرق عميقة أخرى، مما يزيد من فرص مواجهة الحكومات في الأردن والعالم للمخاطر والتهديدات الصحية المختلفة". وشددت الدراسة، التي حملت عنوان " فيروس كورونا دعوة للاستيقاظ أن محاربة البيئة تؤدي إلى أوبئة"، على أن "الحد من ظهور إصابات جديدة وأوبئة مستقبلية، لا يأتي الا بإيقاف استغلالنا وتدهورنا للطبيعة، وخفض انبعاثات الكربون بشكل عاجل من قبل دول العالم كافة". وبينت نتائج الدراسة، التي نشرت باللغة الإنجليزية، أن "كوفيد ١٩ يعد من أحدث الأمراض المعدية الجديدة الناشئة عن الاصطدام بالطبيعة وتدهور البيئة، الذي كان الخبراء يحذرون من نشأته، وأن انتشاره بوتيرة سريعة مثير للقلق". ومن احدى الأدلة التي استندت عليها الدراسة ظهور فيروس الإيبولا في وسط أفريقيا، عندما أجبرت التغييرات في استخدام الأراضي وتغير الظروف المناخية الخفافيش والشمبانزي معًا الهجرة الى مناطق فيها. وفي رأي معدي الدراسة فإن "صحة الإنسان تعتمد على النظم البيئية الصحية، ولكن نادرًا ما يتم أخذ ذلك بعين الاعتبار في قرارات السياسة بشأن المشاريع التي تؤثر على النظم البيئية الطبيعية، كتلك التي تعنى بالبنية التحتية الرئيسية للطاقة أو النقل والزراعة على المستوى الصناع". ومن وجهة نظرهم فإن "مكافحة الوباء تركز بشكل مناسب على تعبئة الموارد البشرية والمالية لتوفير الرعاية الصحية للمرضى ومنع انتقال العدوى بين البشر". كما لا بد، بحسب ما جاء في نتائج الدراسة، أن "تستثمر الحكومات في معالجة الأسباب الكامنة للمشكلة من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي واستقرار المناخ، لتجنب انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر في المقام الأول". و"يجب أن تكون العواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية لـ كوفيد ١٩ بمثابة دعوة للاستيقاظ لجميع الحكومات في الأردن والعالم للتقييم، والنظر بعناية في الأدلة، وضمان عكس استجابات الفيروس للحرب على الطبيعة"، تبعا لما جاء فيها. وبينت أن " جائحة كوفيد ١٩ التي تجتاح العالم هي أزمة من صنعنا، وهذه هي الرسالة من خبراء الأمراض المعدية والصحة البيئية، والكوكبية (مجال ناشئ يربط بين صحة الإنسان، والحضارة، والأنظمة الطبيعية التي يعتمدون عليها". وأكدت على أن "الغالبية العظمى (ثلاثة من كل أربعة) من الأمراض المعدية الجديدة لدى البشر تأتي من الحيوانات، من الحياة البرية والماشية، التي نحتفظ بها بأعداد أكبر من أي وقت مضى". ومن أجل فهم فيروس كورونا، وغيره من الأمراض المعدية الجديدة التي سيتم مواجهتها في المستقبل والاستجابة لها بفعالية، اشترطت الدراسة على "صانعي السياسات الاعتراف بـما اسمته بـ "الوعي الكوكبي" والاستجابة له، وهذا يعني أخذ نظرة شاملة للصحة العامة التي تشمل صحة البيئية الطبيعية". وحول مخاطر الأمراض المنقولة عن طريق الحيوانات لفتت الدراسة الى أن "التنوع البيولوجي آخذ في الانخفاض بشكل أسرع من أي وقت في تاريخ البشرية، عبر إزالة الأشجار في الغابات والموائل، وتقريب الحيوانات البرية من المستوطنات التي يقطنها الناس، وملاحقة وبيع الحيوانات البرية، التي غالبًا ما تكون مهددة بالانقراض مما يزيد من خطر انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر". [email protected]اضافة اعلان