دراسة إحصائية حول "المقاومة العراقية بين التحرر الوطني والإرهاب"

دراسة إحصائية حول "المقاومة العراقية بين التحرر الوطني والإرهاب"
دراسة إحصائية حول "المقاومة العراقية بين التحرر الوطني والإرهاب"

    عمان- الغد- صدر أخيرا عن مركز الخليج للأبحاث في دبي دراسة من تأليف الباحث الأردني "مراد بطل الشيشاني"، بعنوان "المقاومة العراقية بين التحرر الوطني والإرهاب-دراسة إحصائية"، تقوم على المنهج الكمي بغية تبيان الحجم الفعلي للمقاومة العراقية، والتمييز على المستوى النظري بين الإرهاب والمقاومة الوطنية، حيث تستند هذه الدراسة على تحليل عمليات المقاومة العراقية خلال السنتين الأولى للاحتلال الأميركي للعراق، وذلك اعتماداً على مصادرة متاحة غير سرية Open Resources، بحيث تقدم مسحاً عاماً لعمليات المقاومة (وقد حصرتها في ثمانية تكتيكات هي: الهجوم، والقصف، والتفجير، وإطلاق النار، العمليات الانتحارية، والسيارات المفخخة، والاغتيال، والخطف)، وذلك: من حيث الأهداف، المقسمة بدورها إلى أهداف عسكرية، وسياسية، ومدنية، ودينية-عرقية، واقتصادية، وكل هدف مقسم بدوره إلى عدد من الأهداف الفرعية. ومن حيث الضحايا، ومن حيث الانتشار الجغرافي لكل تكتيك على حدة.

اضافة اعلان

   وتستخلص الدراسة، من خلال المقارنة بين التكتيكات الثمانية، وباستخدام معياري: الهدف والضحايا، إلى وجود نمطين من المقاومة العراقية أحدهما ذو طبيعة وطنية ويستخدم تكتيكات ذات طابع تقليدي في الصراعات المسلحة، وآخر أقرب إلى النمط الإرهابي بتكتيكات تستخدم في عمليات الإرهاب السياسي في ظروف السلم، ومن خلال هذه المقارنة، بالتالي، ترسم الدراسة معالم أهداف المقاومة العراقية، وهويتها، وتقدم رؤية مستقبلية من خلال رصد تصاعد المقاومة الزمني، وانتشارها الجغرافي.

   وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، التي ترتبط بمستقبل ظاهرة المقاومة في العراق، ومن أهم هذه النتائج، وعلى المستوى النظري، أن استخدام الاقتراب الكمي يساهم بشكل كبير بإيضاح الصورة في حالة وجود مقاومة للمحتل وفي رسم استراتيجيات التعامل معها وتمييزها عن الإرهاب.

   وأما على المستوى التطبيقي فقد وجدت الدراسة أن أغلب تكتيك تستخدمه المقاومة العراقية هو تكتيك الهجوم أو المواجهة المباشرة بنسبة 28.1% من مجمل العمليات، ومن ثم يليه التفجير بنسبة 19.7%، ومن ثم العمليات الانتحارية بنسبة  12.7%، ومن ثم إطلاق النار بنسبة 11.7%، ثم الخطف بنسبة 7.2%، ثم السيارات المفخخة بنسبة8.4% ثم الاغتيال بنسبة 7% وأخيراً القصف بنسبة 5.2%. وقد قسمت الدراسة التكتيكات.

   وقد وجدت الدراسة وباستخدام معياري: الأهداف والضحايا، أن مستخدمي النمط التقليدي من العمليات يمثلون مقاومة "وطنية" ذات أهداف سياسية محددة يمكن أن تدخل في عملية سياسية، بينما النمط الآخر يرى بالعراق جزءا من معركة مستمرة، ولا يقبل بأية تسويات سياسية.

   وعلى أن المقاومة العراقية، وفي غالبها، وفقاً لأرقام الدراسة، تنطلق من صراع سياسي، وأن "الجهاديين من الخارج" لا يشكلون الفئة الغالبة من المقاومة، وقد وجدت الدراسة، من خلال دراسة البعد الطائفي-الجغرافي أن تكثف المقاومة في المنطقة السنية الوسطى، والمنطقة الوسطى المختلطة، وفي الشمال المختلط بشكل يؤشر إلى طبيعة سنية للمقاومة، ومع ذلك فقد خلصت الدراسة إلى أن إعلان الولايات المتحدة جدولة انسحابها يعد خطوة أساسية للاستقرار في العراق، بالإضافة إلى إتباع عملية إدماج المقاومة في الحياة السياسية وتحقيق مطالبها كعاملين أساسيين لوقف العنف في العراق وعزل منفذي العمليات الإرهابية.

   وقد أشارت الدراسة إلى تأثير انتهاكات حقوق الإنسان مثل حالة سجن أبو غريب حيث دفعت إلى إذكاء درجة العمليات من النمط غير التقليدي، وهو ما يؤشر وبشكل جلي، وفق أرقام الدراسة أن التجاوزات اللأخلاقية تجعل من الخطاب الراديكالي أكثر جاذبية بين أوساط العراقيين، وهو ما يدلل على أن العراقيين في المقاومة، وإن كانوا، في غالبهم أقرب إلى المقاومة الوطنية، وفقاً لأرقام الدراسة، فإن تجاوزات من قبيل فضيحة سجن أبوغريب دفعت إلى تزايد العمليات من النمط غير التقليدي، والأقرب إلى نمط العمليات الإرهابية في أوقات السلم.