دراسة مقلقة

ماسة عمر الدلقموني* الموضوع: زيارات قسم الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا خلال جائحة كورونا- الولايات المتحدة، 1 يناير - 17 أكتوبر 2020 النتائج: بدءًا من أبريل 2020، زادت نسبة زيارات قسم الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية للأطفال بين جميع زيارات قسم الطوارئ للأطفال، وظلت مرتفعة حتى أكتوبر. مقارنة بالعام 2019، زادت نسبة الزيارات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11 بنسبة 24 ٪، كما زادت بنسبة 31 ٪ بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019. التوصيات: تعد مراقبة مؤشرات الصحة العقلية للأطفال، وتعزيز التأقلم والمرونة، وتوسيع الوصول إلى الخدمات لدعم الصحة العقلية للأطفال أمرًا بالغ الأهمية خلال جائحة كورونا. نعم، ندرك أننا لم نتمكن من التفكير بمحاولة تطبيق أي من التوصيات أو أخذ الاحتياطات بما اننا بالأصل لم نتمكن من إجراء دراسة أو الحصول على معلومات دقيقة تخص الأردن، خصوصا لحساسية الموضوع الذي بالكاد نتطرق اليه في مجتمعاتنا العربية بما يخص الصحة العقلية. لكننا إذا كنا نعرف اليوم أن الآثار السلبية لهذه الجائحة متشابهة بخطوطها العريضة على اختلاف الدول والديانات والجنسيات، فالأجدى بنا أخذ الاحتياطات والبدء بالتخطيط لمواجهة كارثة نفسية على الأبواب. نسمع المطالبات الجدية والواعية والقائمة على اقتراح حلول مختلفة بهدف التقليل من الضرر العام على طلابنا، والذي لا يمكن تجنبه فهو هنا لا محالة، كما نراقب يوميا المطالبات المستمرة من المجتمع المدني والأهالي للعمل بكل الإمكانات والقدرات واقتراح الحلول للنظر جديًا بقرار إعادة فتح المدارس ورياض الأطفال بأسرع وقت ممكن، ولكن عبثًا. مراكز دراسات عالمية متخصصة بكفاءة عملية التعلم مثل I-labs معهد التعلم وعلوم الدماغ في جامعة واشنطن تؤكد على أهمية التفاعل الإنساني الآمن في عملية التعلم والذي بغيابه لا يمكن تحقيق عملية تعلم مكتملة، ولا سيما بما يخص الطفولة المبكرة. إن كنا نعتقد اليوم أن ما يحصل من خلف الشاشات بالتعلم عن بعد هو المستقبل فلا بد لنا أن نعيد حساباتنا، فهذا النوع من التعلم أساسه وجود قدرة على خلق تركيز مستمر وسيطرة ذاتية، وبحكم نمو القدرات من الناحية البيولوجية فنحن على معرفة تامة بأن هذه القدرات غير موجودة في عمر المراهقة، فكيف لنا أن نتوقع نجاح هذه العملية بتجرد وبعد عن التفاعل الإنساني المباشر وبشكل منظم؟ قد يكون محتوى المواد والحصص من خلف الشاشة قيما بحد ذاته، لكنه يفقد وبشدة قدرته بالتطرق للجوانب النفسية والاجتماعية والانفعالية والحسية للطلاب والتي هي مفاتيح وأساس عملية التعلم الحقيقية. فجوة التعليم القادمة على المستوى النفسي والاجتماعي والمعرفي ستكون فجوة قد نحتاج عقودًا لتجاوزها إن لم نتحرك باتجاه إعادة فتح المدارس بآلية آمنة ومنظمة بأسرع وقت ممكن. أيعقل ألا ترى كل العقول في وزارة التربية والتعليم ولجنة الأوبئة ولجنة إدارة الأزمات هذه المخاطر؟ * متخصصة بالتربية والتعليماضافة اعلان