دراسة: مواقع "العمل" أقل تحرشاً للمرأة من الأماكن العامة

رانيا الصرايرة

عمان- كشفت دراسة استقصائية صدرت الاربعاء الماضي، واعدتها مؤسسة الاقتصاد النسوي، عن اعتقاد 92 % من المشاركين في الاستطلاع الذي تم اعداده ضمن الدراسة، أن التحرش بالمرأة قد ازداد.

اضافة اعلان


وقال 69 % من جميع المجيبين "إن التحرش بالنساء "زاد بشكل كبير"، بينما أكد حوالي 18 % أنه زاد بشكل معتدل ونحو 6 % يعتقدون أنه زاد بشكل طفيف، ويعتقد حوالي 5 % فقط من المجيبين أن الأمر لم يتغير.


وبالمثل، يعتبر الجنسان أن التحرش بالمرأة أكثر شدة مما كان عليه في الماضي، حيث تعتقد الغالبية العظمى من المجيبين، اي ما يقرب من 95 % "أن النساء اليوم يتعرضن للتحرش بشكل كبير مقارنة بالنساء من الأجيال السابقة".


وبحسب الدراسة، يتشارك الرجال والنساء الرأي القائل بأن التحرش أكثر إشكالية اليوم مما كان عليه في الماضي، ومع ذلك، فان 70 % من النساء كن أكثر ميلًا للقول إن التحرش قد زاد بنسبة كبيرة، مقارنة بالرجال 67 % بينما كان الرجال أكثر ميلًا للقول بأن هذه الظاهرة لم تتغير أو زادت بشكل طفيف بواقع 12 % من المجيبين مقارنة بالنساء9 %.


وفي أغسطس 2021، أجرت مؤسسة الاقتصاد النسوي دراسة استقصائية لفهم العقبات التي تواجه النساء في الأردن، ووجهات النظر حول قدرة النساء على اتخاذ القرارات بشأن حياتهن وعملهن، وقضايا السلامة والأمن التي تواجههن هن وعائلاتهن.


وشمل الاستطلاع عيّنة تمثيلية من 1141 بالغًا (فوق 19 عامًا) في الأردن، منهم 569 ذكور و572 إناث، وحوالي 75 % من المشاركين حصلوا على تعليم ثانوي أو أقل، فيما 25 % حصلوا على مستوى من التعليم العالي (كليّة مجتمعية أو بكالوريوس).


ووجدت الدراسة أن التحرش لا يُنظر إليه على أنه مجرد إزعاج وإهانة، ولكن كتهديد لسلامة المرأة وأمنها. وعلى وجه التحديد، يُنظر إلى التحرش على أنه يقلل من سلامة المرأة وأمنها كلما ابتعدت عن البيئات المألوفة، وينظر إلى الأماكن العامة، على وجه الخصوص، على أنها بيئة أقل أمانًا للمرأة.


وحدد ما يزيد قليلاً عن 45 % من المشاركين في الاستطلاع أن الأماكن العامة هي الساحة الأساسية الذي يحدث فيها التحرش، تليها بيئة العمل (17 %) والمدرسة (13 %) والمكاتب الحكومية ومنظمات المجتمع المدني (10 % على التوالي) بحسب البحث.


وبينما يُنظر إلى مكان العمل على أنه أكثر أمانًا إلى حد كبير من الأماكن العامة، إلا أن 83 % من المشاركين وافقوا أيضًا من حد طفيف إلى حد كبير على أن التحرش في مكان العمل يعيق مشاركة المرأة في سوق العمل.


وحول أسباب زيادة التحرش تقول الدراسة "من الواضح أن المجتمعات الأردنية، وبشكل مباشر وغير مباشر، تربط هذه المشكلة المتنامية بتزايد حضور المرأة في الحياة العامة من خلال مشاركتها في مجالات عامة مختلفة حيث يختلط الرجال والنساء".


ويتشارك الرجال والنساء هذا الرأي بشكل متساوٍ تقريبًا عبر جميع الفئات، مع اختلافات في الرأي تقتصر على 2 % أو أقل.


في حين يُنظر إلى التفاعل المتزايد بين الرجال والنساء على أنه خلق بيئة تزيد من فرص حدوث التحرش، فقد أوردت المجتمعات الأردنية عدة أسباب لحدوث التحرش، كان أبرزها لباس المرأة 92 %، يليه تعاطي المخدرات والكحول 89 %، والكسل بسبب البطالة 79 %، ونشر صور للعنف ضد المرأة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي 79 % على التوالي، والأمراض العقلية 77 % والتأثير الاجتماعي المستمر من قِبل أفعال وخطاب الذكور في الأوساط الاجتماعية 76 %.


وعندما طُلب منهم ذكر أي أسباب أخرى من شأنها أن تفسر التحرش، أرجع 1.5 % من مجموع المجيبين هذه الظاهرة إلى عدم الالتزام بالدين، على الرغم من أن هذه النسبة صغيرة، إلا أن عدم الالتزام الديني كان العامل الأبرز في فئة "أخرى"، مع ذكر جميع العوامل الأخرى بأقل من واحد بالمائة.


ولفتت الدراسة الى وجود اختلافات مهمة بين الجنسين في هذه الآراء، حيث حدد كل من النساء والرجال ملابس النساء وتعاطي المخدرات والكحول كأهم عاملين يساهمان في التحرش، اذ أن 93 % من النساء و92 % من الرجال وافقوا على أن لباس المرأة يمكن أن يساهم في التحرش، وكان هناك تفاوت أكبر في وجهة نظرهم تجاه تعاطي المخدرات، حيث وافقت 92 % من النساء على أن تعاطي المخدرات والكحول كان عاملاً مساهماً، كانت نسبة الموافقة من الرجال 87 % فقط.


وكانت النساء أيضًا أكثر ميلًا إلى تحديد دافع التحكم كعامل أكثر من الرجال، على الرغم من أن الدافع للسيطرة لكل من الرجال والنساء هو من بين آخر العوامل المساهمة، إلى جانب التخلي عن القبلية.


ويبدو أن فصل العوامل المساهمة وترتيبها يشير إلى ميل النساء إلى عزو التحرش إلى ظروف وخصائص وعادات الأفراد، بينما يبدو أن الرجال يميلون أكثر إلى عزو ذلك إلى عوامل في البيئة الاجتماعية، سيما تطبيع العنف ضد المرأة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.


ووجدت دراسة مؤسسة الاقتصاد النسوي، فجوة سردية كبيرة بين أسباب التحرش المذكورة والتدابير الوقائية والحلول المقترحة، وعلى سبيل المثال، على الرغم من أن المشاركين في الاستطلاع أرجعوا الزيادة في التحرش إلى الاختلاط بين الجنسين حيث تشارك النساء بشكل متزايد في الحياة العامة، إلا أن أقل من 1 % من المشاركين في الاستطلاع شعروا أن الحد من الاختلاط بين الجنسين أو الحد من حركة المرأة سيعالج المشكلة.


وبالمثل، على الرغم من أن لباس المرأة كان يعتبر عاملاً رئيسًا في إثارة التحرش، إلا أن ارتداء النساء لباس أكثر احتشامًا لم يكن يُنظر إليه على أنه رادع للتحرش.

إقرأ المزيد :