دراما رمضان نسائية جدا

دراما رمضان نسائية جدا
دراما رمضان نسائية جدا

  القاهرة ـ المرأة هي نصف المجتمع والدراما أيضا وبالأخص تلك التي ستبدأ الشاشات المصرية والعربية في بث أحداثها بعد أيام قليلة، تحديدا مع انطلاق شهر رمضان، والذي تحول للأسف لسوق لترويج الدراما والنجوم ولتصفية الحسابات بين المنتجين أيضا، في صيغة أقرب للبيزنس بعيدا عن ماهية الفن، أو جدوى ما تطرحه هذه الدراما من قضايا.

اضافة اعلان

    موضوعات مختلفة رفعت حدة وشراسة المنافسة والتي دخلتها الأسماء المتداولة رمضانيا منذ سنوات، لعل في مقدمتها النجم يحيى الفخراني ومسلسله المرسى والبحار والذي يعيد للأذهان السؤال الأزلي الخاص بالهوية والانتماء، الانبهار بالآخر وحلم الهجرة الذي يراود البعض..، وهي قضايا تتماس أو تتقاطع وربما تتداخل مع ما يطرحه الفنان محمد صبحي في مسلسله أنا وهؤلاء، الذي يخوض من خلاله صبحي تجربة جديدة حيث يجمع بين التمثيل والتأليف إلى جانب الإخراج الذي يعاونه فيه عصام شعبان.

    الغوص في النفس الإنسانية ومحاولة إصلاحها لا تتعلق فقط بمسلسل صبحي، ولكنها أيضا محور أكثر من عمل بعضها يتعامل معها بشكل فلسفي كما في مسلسل التوبة للفنان محمود ياسين، أو مسلسل السيف الوردي، الحب موتا والمنصورية وأعمال كثيرة حاولت أن ترصد عبر الدراما لحظات فرح وحزن ومشاكل كثيرة .

فتش عن المرأة

    عندما تثور النساء، عواصف النساء، امرأة عادية وأخرى وحيدة و... عناوين كثيرة اهتمت برصد مشاكل النساء العديدة سواء في صراعهن مع الحياة أو التحديات التي تواجههن، وبالأخص صراعهن مع الرجال، ذلك الصراع الأزلي بين آدم وحواء..

    هذا ويقف مسلسل "عواصف النساء" في مقدمة هذه القائمة لكونه يناقش 09% من هموم النساء على حد تعبير مؤلفه محمد الغيطي، بالإضافه لرصد أنماط وأنواع مختلفة منهن، وبالتالي طوفان من المشاكل التي تعاني منها المرأة على مختلف أنماطها ومستوياتها اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، المسلسل يهتم أيضا بمناقشة الزواج العرفي ومدى مشروعيته، ما قد يفتح بوابة الانتقادات مجددا، خاصة وانه اقتبس بتصرف قضية هند الحناوي وهو ما يحدث لبطلة المسلسل أيضا.

    على مدى سنوات مضت كانت رحلة صعود النساء من القاع للقمة هي الثيمة الأكثر تداولا في الدراما، وهذا العام تواصل كل من الفنانة يسرا، فيفي عبده، سميرة أحمد، إلهام شاهين، ليلى علوي وآثار الحكيم العزف على نفس الأوتار رغم اختلاف التفاصيل والملابسات.

هجمة الشباب

    من أبرز الظواهر التي تشهدها الدراما الرمضانية هذا العام هي جنوح شباب السينما نحوها، في سابقة لم تشهدها الدراما التليفزيونية من قبل وبالأخص بعد ارتفاع أسهمهم سينمائيا، ما يشير لانتقال الصراع من السينما للتلفزيون بعدما حسم لصالحهم بوصفهم الحصان الرابح والأكثر قدرة على تحقيق الإيرادات، وهو ما تعبر عنه الإعلانات التي انهالت على أعمالهم بل ونجحت في إعادة بعضها للخريطة وفي موقع متميز رغم سطوة الصراع بين المنتجين.

    على الجانب الآخر تشهد هذه الهجمة صراعا داخليا بين هذا الجيل وعبر أكثر من جبهة، لعل في مقدمتها زعامة الكوميديا التليفزيونية "بعدما حسمت سينمائيا لصالح محمد سعد"، والتي يتنافس عليها هاني رمزي وأشرف عبدالباقي وأحمد رزق رغم أن مسلسله لا يصنف كوميديا بشكل خالص، وبينهم كنجوم للمشهد الكوميدي، وبين فتيان السينما الذين يمثلهم هذا العام مصطفى شعبان ومسلسله "العميل 1001" والذي يعيد للجماهير دراما المخابرات التي اختفت منذ زمن، ما يعتبره البعض صراعا آخر بين الكوميديا والأكشن لم يحسم بعد سينمائيا فهل يحسم تليفزيونيا؟، الاجابة مرهونة بعرض هذه الأعمال والتي تشهد منافسة شرسة..، أما رومانسية الشباب فترى منها ملمحا عبر عدة أعمال تتسابق للفوز بفرصة عرض مناسبة في مقدمتها "راجعلك يا إسكندرية" للفنانة الشابة حلا مع خالد النبوي، و"علمني حبك" البطولة الأولى لمنه فضالي.

أسود وأبيض

    العودة للماضي احدى الظواهر التي يمكن تلمس ملامحها في دراما هذا العام، وربما أبرزها مسلسل "ريا وسكينة" الذي شهد اعتذارات عديدة قبل أن يستقر في جعبة عبلة كامل وسُمَيَّـة الخشاب، ليعيد من جديد قصة أشهر الجرائم المرتبطة بالنساء إضافة لقدرته على رصد ملامح السنوات الأولى من القرن الماضي بكل إيجابياتها وسلبياتها وكيف تسهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية في الدفع بالبعض للجريمة.

    "مصر الجديدة" أحد الأعمال التي يغوص مؤلفها أيضا في الماضي ليقدم لنا هدى شعراوي رائدة تحرير المرأة، بوصفها نموذجا نسائيا لعب دورا مهما في تحرير المرأة المصرية والعربية أيضا، ولا زالت آراؤها مثار جدل، وبالطبع يرصد العمل أحوال وأوضاع المجتمع المصري في زمن الأبيض والأسود.