دعكم من الصغائر

يديعوت أحرنوت

بن – درور يميني

اضافة اعلان

11/7/2019

نحن في الصيف. ويحتمل أن يكون هذا هو الوقت المناسب للنقاشات الجدية. ولكن حملة الانتخابات هي موضوع جدي. أو، على الاقل، هذا موضوع يفترض أن يكون جديا. وما الذي رأيناه في الايام الاخيرة؟ منافسة على فتح الزجاجات بضربة كراتيه ما. يحتمل ان يكون هذا ايهود باراك هو الذي بدأ. وانجر الآخرون وراءه. وليس مثل هذه الترهات من هذا النوع كي تنسينا بأن هناك بضعة مواضيع جدية على جدول الاعمال.
لقد وصلت حملة الانتخابات السابقة، وهذا كان قبل وقت قصير حقا، الى ذرى من التبخيس الذاتي للقيمة. فلم يصل أي موضوع جدي الى البحث الجدي. وسيطرت الاحابيل. وكانت التشهيرات هي المادة الاساس. فهل احد ما يتذكر شيئا عن الدين والدولة؟ عن التعليم؟ عن التسوية السياسية؟ عن المستوطنات؟ اذا كان هناك شيء كهذا، فقد كان في الهوامش. لم يكن هناك أي قول جدي. والموضوع الذي حظي بأشد الاهتمام كان نتنياهو وقضايا الفساد. وهذا ليس فقط لم يضر به بل خدمه. هذا ما يريده. كل خصومه وقعوا في الفخ ذاته.
والآن، يجدر بنا ان ننتبه، فالشخص الوحيد الذي ينجح في دفع موضوع جدي الى جدول الاعمال هو افيغدور ليبرمان. لا حاجة لأن تؤيد آراءه السياسية، ولكنه الوحيد الذي يطرح على جدول الاعمال الاستسلام للاصوليين كالموضوع المركزي. يمكن أن يقال عنه انه متهكم. يحتمل، ولكن من العبث يأتي العبث. عندما ينشغل الآخرون بفتح الزجاجات، بالكليشيهات وبمسألة من فاسد اكثر، يعرض ليبرمان على الاقل موضوعا جديا مع امكانية كامنة لتغيير الخريطة السياسية لدولة اسرائيل.
مسألة الفساد هي الاخرى جدية، ولكن الانشغال بها ليس فقط لا يضر بنتنياهو بل انه يساعده. لأن كثرة الانكشاف في الايام الاخيرة يتبين لمؤيدي نتنياهو كمرحلة اخرى من الملاحقة من جانب وسائل الاعلام. بعض من هذه الانكشافات محرجة، ليس لنتنياهو بل العكس. فهي تثبت ادعاءه بانه يلاحق على توافه. تحقيق شامل عن مروحية قيل أنه صادق عليها حين تبين في الغداة انه لم يكن له ضلع في ذلك. هذا الانشغال بالصغائر يعمل كالسهم المرتد. كما أنه يخدم نتنياهو ويثبت ادعاء الملاحقة ويمنع الانشغال بمواضيع اكثر جدية مثل الاستسلام للاصوليين، مثل الزحف نحو الدولة ثنائية القومية، مثل العجز الاقتصادي، مثل التصدي السليم لحماس. كل هذه المواضيع – يوك. المروحية والسيجار هما الاساس.
هكذا بحيث أن الاعلام ايضا ملزم بمحاسبة النفس. كفى.. للاعلام دور. وهو لا يفترض أن يكون يسارا او يمينا في هذا السياق. ينبغي ويجب أن يطرح المسائل الجدية التي تؤثر على مستقبلنا جميعا. نحن لا يمكننا أن نواصل الادمان على التوافه والصغائر. وهو لا يمكنه أن يحرر السياسيين من المواضيع الجدية.
هذا موضوع لم يفت أوانه بعد. فثمة ما يزال اكثر من شهرين. حملة الانتخابات السابقة كان ينبغي أن توضح لنا بأنه ما كان محظورا . محظور السماح لهم. والمسؤولون ليست عليهم فقط، بل على الاعلام ايضا.