دعونا نتعلم منهم درس الإرادة

رغم عودة منافسات الدوري الألماني لكرة القدم في 16 أيار (مايو) الحالي، بعد فترة توقف قسرية للرياضة العالمية، سببها تفشي فيروس كورونا المستجد، الا أن "المشهد الكروي" ما يزال قاتما بسبب غياب الجمهور تحسبا من زيادة عدد ضحايا "كوفيد 19"، ونتيجة لعدم استئناف أهم بطولتين كرويتين في أوروبا "الدوري الانجليزي والدوري الاسباني"، بالاضافة إلى ما تبقى من مباريات دوري أبطال أوروبا.اضافة اعلان
الاتحاد الإسباني لكرة القدم و"رابطة الليغا" توافقا على كيفية إنهاء الجولات المتبقية من الدوري إعتبارا من يوم الخميس 11 حزيران (يونيو) المقبل، وثمة طموح كبير للتتويج باللقب بين برشلونة وريال مدريد، حيث ارتفعت وتيرة الاستعدادات وزادت قوة التصريحات، ويبقى الملعب هو من سيحدد بطل "الليغا" في ظروف غير طبيعية.
بدورهم حدد الانجليز يوم الأربعاء 17 حزيران (يونيو) المقبل لاستئناف "البريمير ليغ"، وسط توقعات بحسم قريب من قبل ليفربول للصراع على اللقب، حيث يتصدر الترتيب بفارق 25 نقطة (ومباراة أكثر) عن مانشستر سيتي بطل الموسمين الماضيين، مع تبقي تسع مراحل على النهاية.
ثمة قناعة بأن ليفربول سيتوج بطلا للدوري الانجليزي للمرة الأولى بعد غياب 30 عاما عن هذا اللقب، لكن النادي الانجليزي بمختلف أركانه، يجد أن التتويج من دون حضور أنصار الفريق سيكون أشبه بـ"عرس" من دون حضور "معازيم".
ويعتبر المدرب الألماني يورغن كلوب، ان تتويج فريقه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون أمرا استثنائيا، وإن كان غير مثالي في حال غاب عنه المشجعون، لكنه أضاف: "سمعت قبل أيام عبارة جيدة جدا عن أننا نحظى بأفضل مشجعين بيتيين في العالم، لذلك ربما علينا الآن أن نكون أفضل مشجعين يبقون في منازلهم"، ما يشير إلى توجيه للمشجعين لتفادي التجمع والحفاظ على التباعد الاجتماعي لتجنب التقاط عدوى الفيروس.
المهم في إقبال الأوروبيين على استئناف بطولاتهم والتحضير لانطلاق الموسم الجديد، ما يدعو للفخر والاحترام، وفي ذات الوقت التعلم من تلك الارادة الصلبة بعدم التهاون او "التضحية" بالبطولات، رغم أن بلدانهم عاشات ظروفا صعبة للغاية بعد أن تحولت "القارة العجوز" إلى بؤرة للمرض، ونالت نصيبا وافرا من أعداد المصابين أو الضحايا.. لم يستسلم الأوروبيين لتلك الجائحة، وسعوا للخروج منها بسرعة وبأقل عدد ممكن من الخسائر البشرية والاقتصادية، لأنهم يؤمنون بأن عجلة الحياة يجب أن تواصل الدوران… ببساطة دعونا نتعلم منهم درس الإرادة.