دلال أبو آمنة تشدو وتغني للنضال والوطن في ليالي "جرش"

الفنانة دلال أبو آمنة- (أمير خليفة)
الفنانة دلال أبو آمنة- (أمير خليفة)
معتصم الرقاد عمان- ليلة تراثية فلكلورية مغلفة بعبق تاريخ النضال الفلسطيني، قدمتها الفنانة الفلسطينية الدكتورة دلال أبو آمنة، على المسرح الجنوبي، أول من أمس، ضمن فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لـ”مهرجان جرش”، في أول ظهور فني لها في المهرجان الذي يعد قبلة فنية لكبار المطربين العرب. وقدمت دلال أبو آمنة في الحفل الذي رافقها فيه، فرقة أوركسترا المعهد الوطني للموسيقا بإشراف المايسترو محمد عثمان صديق وقيادة المايسترو جورج أسعد، ميدليهات فلكلورية وتراثية، إلى جانب أغنيتين جديدتين لأول مرة. يونان والصقار يطربان جمهور “الشمالي” بباقة فنية ملونة واستحضر الحفل أغنيات لطالما كانت ماثلة في ذاكرة الناس الجمعية، وشكّلت الهوية الفنية لجيل كامل وسمعوها من أجدادهم، في مسعى لتوثيق الغناء الفلسطيني في مواجهة طمس الاحتلال لكل ما هو فلسطيني وسرقته ونسبته إليه، بحسب ما أشارت إليه في المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة “مهرجان جرش” لدلال قبيل موعد الحفل، وأدارته الفنانة الأردنية أمل الدباس. وغنت أبو آمنة مجموعة كبيرة من الأغاني التراثية: التي ضمت، “زينوا المرجة”، “الدار داري”، “ليا بليا يا حبيبي”، “هوجي وموجي”، “بياع التفاح”، “عالروزنا”، و”مشوار ستي” كله بـ(زفّاته) و(مهاهاته) وحجازه ومجازه و(طلعاته) و(نزلاته) ودبكاته، كان حاضراً في أمسية الشجن الطالع من ربوع فلسطين: عتابا وميجنا ودلعونا وظريف الطولِ و”فوق إلنا خِل” و”يخلف عليكو كثّر الله خيركو”، و”هاي دار العز واحنا رجالها.. وما يحلّي الدار غير نسوانها”، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فـ”سيروا على ما قدّر الله والكاتبه ربك يصير، وياللا توكلنا عليك يا ربنا نعم الوكيل”. خيل الخليل وطلّتها، ورام الله التحتا والفوكا، وبرج يافا واسمها العالي، وحيفا العربية الرمّانة الساحلية، وسوق الترويحة النابلسي وخان نابلس وغندورتها، والطالعين في جنين عالجبل ليكيدوا الأعادي، وبياع التفاح الناصريّ (إسّا إجا وإسّا راح)، واللي رايحين على صفد، وحبايب بيت لحم، وطبريا ونسوانها ورجالها، وبديوية النقب، وسور عكا، وشعب الجبّارين الذي في غزّة، وطلّة خيلنا من القدس، وروح الشعب كل الشعب كانت حاضرة في مسرحٍ نابتٍ من عبق التاريخ ليعيد لأرض مغتصبة تاريخ أهلها وغنائها وأفراحها وندائها الأزليّ من أجل الحرية والكرامة والنصر والتحرير. وشكلت مشاركة 100 سيدة من فلسطين والأردن من حافظات التراث حدثاً استثنائياً يقدمن فيه لوحات تراثية غنائية من تراث وفلكلور بلاد الشام والعالم العربي، في مشهدية جديدة على فضاء “مهرجان جرش”. وقالت دلال أنها تشكر الأردن على احتضانها فنياً في المهرجان، لتقديم الحفل الذي قد لا يتكرر مرة أخرى لصعوبة تنفيذ الفكرة، خاصة وأن التحضير لها استغرق أكثر من ثلاثة أشهر. ولفتت دلال النظر إلى الصعوبات التي يتعرض لها الفنان الفلسطيني في سبيل ايصال صوته، والتعريف بقضية وطنه والدفاع عن أرضه وكرامته في مواجهة المحتل. وقالت: “يسعى المثقف الفلسطيني للدفاع عن أرضه بوسيلته التي يعرفها، فأنا أدافع بصوتي وغنائي عن الأرض المغتصبة فأنا صاحبة حق أطالب به ما حييت”. ويأتي حضور دلال في “مهرجان جرش” ضمن جولة فنية عربية تقوم لها حاليا، بدأتها من المغرب، مرورا بـ”جرش” و”الحمامات” و”دقة” في تونس، قبل أن تحضر للأردن مجدداً للغناء في “مهرجان الفحيص” يوم الثالث عشر آب/ أغسطس المقبل، وتختتم جولتها في “مهرجان القدس الدولي” في فلسطين في الثامن عشر من ذات الشهر. وحول طريقة اختيار السيدات المائة اللاتي سيشاركنها الغناء في “جرش”، بينت دلال أنهن سيدات قياديات في أعمالهن، وقالت: “يوجد معنا طبيبات ومهندسات ورئيسة بلدية سابقة وأكاديميات واعلاميات، وتم اختيارهن وفق رغبتهن بالمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي، حيث لمست منهن محبتهن الغامرة وشوقهن لأرض فلسطين”. وشرحت دلال إلى أن السيدات يرتدين في الحفل أثوابا تراثية “كل منطقة فلسطينية لها ثوب خاص بها، وهو ما يقابله أيضاً في الأردن، حيث أن البعد الجغرافي لمدن نابلس والسلط، والكرك والخليل، وإربد والناصرة، يجعل من القواسم المشتركة كثيرة جداً في اللباس والعادات وطريقة الكلام”. يشار إلى أن دلال أبو آمنة هي فنانة فلسطينية، ودكتورة باحثة في علوم الدماغ وفسيولوجيا الأعصاب، وقد طافت معظم دول العالم بحفلاتها ومشاريعها الغنائية التي يأتي مشروع “يا ستي” على رأسها، وهو المشروع الغنائي الذي يعمل على استعادة الجلسات النسائية الفلسطينية قديماً، ويعيد تقديم الأغاني التراثية بمشاركة الجدات الفلسطينيات اللواتي تتجاوز أعمارهن الـ 70 عاماً، وقد حقق المشروع نجاح منقطع النظير وصل لإقامة أكثر من 100 حفل فني في فلسطين ومجموعة من الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى مشاركة مجموعة كبيرة تتخطى الـ 150 امرأة في حفلات المشروع واللواتي ينقسمن إلى نساء من الشتات الفلسطيني إضافة إلى نساء عربيات من الجاليات العربية في مختلف دول العالم. كما قدمت دلال في مشوارها الفني العديد من الأغنيات الخاصة وثلاثة ألبومات غنائية، هي: “نور”، “عن بلدي” وألبوم “يا ستي”. وكانت قد أطلقت دلال بداية العام الحالي برنامجها التلفزيوني “مشوار ستّي” والذي يُعنى بإحياء التراث الغنائي العربي والفلسطيني عبر شاشة تلفزيون “العربي 2″، وزارت خلاله 13 مدينة وقرية فلسطينية، ولاقى البرنامج نجاحاً وتفاعلاً كبيراً في فلسطين والمهتمين بالتراث الفلسطيني. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان