ديرعلا: الموت يتربص بعائلة تقطن مغارة - فيديو

1549821177652947500
1549821177652947500

حابس العدوان

ديرعلا - في مغارة مهجورة تطل على مقام الصحابي الجليل ابوعبيدة عامر بن الجراح يتربص الموت بعائلة عطية البلاونة التي فرت من جور الحاجة، لتسلم نفسها للجوع والحرمان.اضافة اعلان
صورة مؤلمة لا يمكن لأي انسان ان يتخيل حدوثها في القرن الحادي والعشرين، فمنذ العامين والعائلة المكونة من عطية وزوجته وأطفاله الثلاثة يقاسون مرارة العيش ويخاطرون بحياتهم كل يوم عشرات المرات اثناء ذهابهم وإيابهم لوكر لا يليق سوى بالوحوش.
وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر تصل إلى مغارة موحشة تفوح منها رائحة الموت تقطنها العائلة المنكوبة في منطقة خزمة بلواء ديرعلا، لتشاهد مأساة عائلة غابت عنها الظروف الإنسانية، بعد ان أسلمت نفسها للقهر ومرارة عيش والعقارب والافاعي التي تقض مضجعهم ليل نهار.
ويقول عطية البلاونة ذو 58 عاما "اضطررنا للالتجاء إلى هذه المغارة الرطبة والشديدة البرودة والتي تغرق بمياه الأمطار مع كل منخفض جوي بصحبة الزواحف والحشرات بعد أن جرى طردي من المنزل الذي كنت استأجره لعدم قدرتي على دفع الاجرة،" مضيفا انه "لم يكن لدينا خيار آخر فأصحاب المنازل يرفضون تأجيرنا لعلمهم بحالنا وذوو القربي لم يقووا على تحمل عائلة للعيش معهم."
مأساة العائلة تتعدى ذلك إلى ان الاب وزوجته مطلوبان للتنفيذ القضائي، على خلفية قروض وديون عجزوا عن سدادها، فيما المرض ينخر اجسادهم فعطية يعاني من امراض عضوية ونفسية بنسبة عجز 80 %، بحسب التقارير الطبية وزوجته هي الاخرى تعاني من عدة امراض.
ويبين عطية انهم يبيتون بالليلة والاثنتين بدون طعام لحين قيام المحسنين بإرسال الخبز والطعام لهم، في حين انهم يضطرون إلى احضار احشاء الدجاج والارجل وطهيها على الحطب لكي يتذوقوا طعم اللحم.
وتبين ام رأفت ان سكنهم في المغارة قد يكون وفر لهم سقفا متينا الا ان الطريق اليها وحدها كافيا لأن تقضى على آمالهم بالعيش، مشيرة إلى ان الصعود إلى المغارة يتطلب السير على اربع كالحيوانات والنزول منها كذلك، فيما البرد ينخر عظامهم لعدم وجود غطاء على بابها.
تقول ام رافت "حياتنا مريرة نقضي حاجتنا في الخلاء وبالكاد نوفر الماء للشرب بتعبئة الغالونات والزجاجات فيما نستحم كل شهر مرة عند الجيران،" مضيفة "انا وزوجي لم يتبق لنا الكثير على هذه الارض الا ان الواقع المؤلم الذي يعيشه ابناؤنا لا يقبله ذو قلب".
وتؤكد "الاطفال الثلاثة بدأوا يومهم الدراسي بلا مصروف او دفاتر او اقلام كبقية الطلبة، وزوجي لا يستطيع العمل كونه مطلوبا للتنفيذ القضائي ومبلغ 60 دينارا التي اتقاضاها من المعونة الوطنية لا اعلم كيف انفقها، ثمنا للخبز او الطعام او الحاجات التي لا يستطيع اي انسان الاستغناء عنها."
وقالت ان بناء مسكن صغير سيحل جزءا كبيرا من مشكلة العائلة وسيشعرهم بأنهم بشر، فيما مستقبل الاطفال يبقى مرهونا بقيام الحكومة بواجبها تجاه المواطنيين المحرومين.