د. محمد حسين المومني يكتب: حظر قد يطول

يستمر الأردن للحظة بحصد الكثير من الإعجابين الدولي والداخلي بسبب تعامله مع أزمة كورونا. كثيرون يتعجبون ويعجبون كيف أن بلدا قليل الموارد كالأردن أثبت أنه من الأفضل على مستوى العالم على صعيد نوعية القرارات، توقيتها، ومؤسسات وأجهزة تمتلك قدرة متقدمة على تطبيقها. يعجب البعض كيف أن عقيدة القيادة التي أصبحت عقيدة الدولة تتجلى في جوهرها وتتمحور ليس فقط حول تحسين حياة الناس بل الاستبسال والتفاني في خدمتهم. الشعب الأردني وأجهزته أظهرا أروع صور التفاني والشهامة والمروءة وكشفت عن معدن الأردنيين النبيل. وسائل إعلام عالمية ومؤسسات دولية صنفت الأردن أنه من الأفضل على مستوى العالم بالتعامل مع هذا التحدي الإنساني المتمثل بتفشي فيروس كورونا.اضافة اعلان
مطلوب منا الصمود والصبر. الحظر ليس بالأمر السهل على أي كان، فما بالنا بمن انتقلت مدارس أولاده لبيته من خلال التعليم الالكتروني الذي يجب أن يشكر القائمون عليه وتشكر دولة استثمرت مئات الملايين في بناء بنيته التحتية. نستطيع أن نتذمر ونغضب بسبب ما نمر به، ولكن نستطيع أيضا أن نرى أن بلدنا ونظامنا التعليمي لم يتعطلا ومواردنا البشرية ستستمر بالتعلم والتطور. شراء الحاجات والمستلزمات ممنوع بسبب الحظر، لكن كان معنا فترة زمنية جيدة للتمون لعدد من الأيام، ولدينا من التعاضد والتكافل الاجتماعي ما يسمح بتعاون الجيران على التشارك بالحاجيات تماما كما فعل جيل آبائنا وأجدادنا عندما كانوا يتقاسمون المونة. لكل شيء وجه إيجابي علينا التركيز عليه في هذه المرحلة لأنه سيساعدنا على الصبر، وهذا بالتأكيد يستحضر إنسانيتنا بأجمل وأبسط معانيها. الصبر والصمود شيمة الأردنيين كانت وما زالت. علينا أن نصبر ونلتزم بالحظر بقوة وحرفية حتى نكسر سلسلة العدوى، فإن نجحنا بذلك وأبقينا على منافذ بلدنا مغلقة، نستطيع أن نعود لحياتنا الطبيعية شيئا فشيئا. مؤشر ذلك سيكون وقف أو تناقص أعداد المصابين داخل الأردن. هذا ليس بالأمر المستحيل فقد نجحت به الصين والسبب الأساسي الحزم والقوة بتطبيق الحظر على عكس إيطاليا وإسبانيا اللتين تراختا بالحظر واستخفتا به فدفعتا ثمنا باهظا.
في مواجهة هذه الأزمة، نجد تفاعلا وتفهما ومنطقا بالتفاعل الرسمي على الصعد كافة. سيارات الغاز وتنكات المياه مسموح لها الخروج، الأمانة تعقم وعن قريب سنرى سيارات النفايات تجول لجمع نفايات المدن، التنمية الاجتماعية تعلن أنها ستعيل مئات الآلاف من الأسر خاصة أولئك الذين يعيشون على نظام دخل المياومة، هناك تفكير بخروج مبرمج للناس بطريقة تجنبنا التزاحم، وأيضا تفكير برحلات جوية مقننة ومراقبة صحيا. كل هذا يشعر المرء بالراحة أنه لن يترك وحيدا في هذه الأزمة، وأن هناك من يفكر ويتابع الأزمة والأحوال بمنطقية وعقل منفتح. أزمة يتابعها ويدير دفتها الملك، يرفع معنويات الميدانيين فيها ولي العهد مهاتفا إياهم، وجيش وأجهزة أمنية ومؤسسات طبية أظهرت احترافية كما أعظم دول العالم.