نادر رنتيسي عمان- عند السادسة والنصف صباحاً، أصحو لأنّ صوت المنبّه يعرف مصحلتي أكثر منّي، فأحاول العودة لاستكمال المنام، لكن نوبة أخرى من الرنين المزعج تسحبُ غراء النوم من عينيّ. تغلي القهوة التركيّة في الركوة النحاسية، وتصعد النّار إلى سيجارتي التي في فمي المرتخي، أسعلُ وأزيدُ السُّعال لأطمئنّ أنّ صوتي لم يذهب مع الهواء المُبَرّد. أشاهد فيديو مقترحاً من صديق لفتاة ريفية تغنّي “عتابا” تُتْعبُ القلب، ثمّ أقرأ على هاتفي أخباراً عن بلادي التي يفصلني عنها أكثر من ميناء. “بْلادي” أسمعها عند السابعة صباحاً بصوت السيّدة فيروز، ترجو “الهوى” أن يأخذها إليها. جاء الغناء من الشقة المجاورة التي سكنها بالأمس...