ربط ترامب الإرهاب بالإسلام يثير قلقا واسعا

متظاهرون يحملون لافتات كتبت عليها عبارات تندد بترامب امام السفارة الأميركية بلندن أول من امس - (أ ف ب)
متظاهرون يحملون لافتات كتبت عليها عبارات تندد بترامب امام السفارة الأميركية بلندن أول من امس - (أ ف ب)

موفق كمال

عمان- رأى سياسيون وخبراء أردنيون أن تأكيدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطاب التنصيب، فيما يتعلق بحديثه عما أسماه بـ"الإرهاب الإسلامي"، وسعي إدارته إلى "استئصاله" من العالم، تشي في جانب ما بتغير مرتقب على السياسة الأميركية في المعركة ضد الإرهاب، لكنها، في الوقت ذاته، تثير العداء مع العالم الاسلامي، لربطها المطلق بين الإسلام والارهاب.   اضافة اعلان
وفيما نبه البعض إلى أن ترامب يسعى من خلال تمسكه بخطابه في الانتخابات ضد ما يسميه "الارهاب الاسلامي" الى تحشيد الرأي العام الاميركي والغربي ضد "عدو وحيد"، رأى آخرون أن المؤسسة الأميركية الرسمية "ستكون قادرة على لجم "شعبوية ترامب" وإثارته للعداء مع المسلمين.
خطاب ترامب في حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الجمعة الماضية، حمل عدة شعارات رأى فيها محللون تكرارا وتمسكا منه بخطابه وشعاراته في الانتخابات، ورغم أنه خلا من التفاصيل للسياسات المرتقبة للإدارة الجديدة، فإن صبغته الشعبوية والمنغلقة أثارت قلقا واسعا على مستوى العالم من جهة، واستثارت غضبا إسلاميا خصوصا من ربطه الإرهاب بالإسلام.
رئيس الديوان الملكي الأسبق، والسياسي عدنان أبو عودة، يرى أن هناك ترقبا لما بعد تصريحات ترامب، بشأن "اجتثاث الإرهاب الإسلامي"، التي اعتبر أنها تصريحا "تفتقر للفكر الاستراتيجي".
ويوضح أبو عودة أن "أهم ما قرئ في هذا الخطاب، بعده القومي الشعبوي، المرتكز على النهوض بالشعب الأميركي (أميركا أولا)، بهدف توجيه الأنظار إلى عدو"، مشيرا إلى أن ترامب "تعمد ترك دول العالم بانتظار تصرفه، لذا قدم عناوين فقط في خطابه".
ويضيف أبو عودة أن "العدو الذي نلمسه في خطاب ترامب، هو الإرهاب الإسلامي، وبالتالي تبدأ عملية التحشيد ضده وتخويف الآخرين منه، لذلك يجب أن يكون هناك وعي لهذا المخطط، الذي سيوظف تحت هذا المسمى".
ويبين أنه بدا واضحا في خطاب ترامب على الصعيد الاقتصادي، أنه "سيسعى للنهوض بأميركا عبر إعادة الإدارة للشعب الأميركي، بخاصة بعد إعلان ارتياحه لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي".
الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري يعتقد بان "ترامب لا يمتلك استراتيجيات لما ورد في خطابه من شعارات، فهو ما يزال يتحدث بصيغة خطاب المرشح للانتخابات، فعبارة اجتثاث الإرهاب الإسلامي؛ تركيب خاطئ ستوضحه الإدارة الأميركية".
ويضيف الدويري أن ترامب "عندما يستخدم مصطلح إرهاب إسلامي، وهو ما سبقه إليه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، فذلك يعني حربا صليبية"، ويلفت أن "ترامب لا يملك الرؤية لكيفية التحرك السياسي، والأجهزة المعنية في أميركا ستصوب له ذلك".
ويقول الدويري إن "ترامب يصب اهتماماته، بحسب ما جاء في خطابه، على التعامل مع المهاجرين، وتطوير الصناعة، وتحصين الحدود، وينظر الى السياسة من منظور اقتصادي، فأولوياته الآن الوقوف أمام التطور الصناعي الصيني الذي بات يشكل خطرا اقتصاديا على أميركا، لهذا فإن من المرجح حدوث فجوة بين المثلث الروسي الصيني الهندي".
أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عريب الرنتاوي فيرى ان تصريحات ترامب حول اسئتصال ما اسماه "الارهاب الاسلامي" يجب ان تؤخذ في سياقها المتوقع.
ويوضح الرنتاوي أن "سيناريو اجتثاث الإرهاب الاسلامي، عند ترامب يوزع على مسارين، الأول أمني استخباراتي، وسيكون على شكل عمليات اغتيال، وعمليات نوعية وضرب أهداف، والثاني، عسكري هدفه ضرب مواقع داعش والقاعدة والنصرة في أماكن وجودها في العراق وسورية واليمن وليبيا وأفغانستان ومالي، ما سيفرض على ترامب تحالفات جديدة مع دول أخرى، وتعزيز تحالفات قديمة في الحرب على الإرهاب".
ويشير الرنتاوي إلى احتمالية أن يكون هناك تعاون روسي أميركي أكبر في الحرب على الإرهاب في المرحلة المقبلة، سيما وأن ترامب غير معني بإسقاط الأنظمة، كما كان في عهد إدارات اميركية سابقة، "وفي هذا المجال، سيكون أكثر حزما من سلفه، بخاصة وان استئصال الارهاب كما وصفه هو القضية الوحيدة في السياسة الخارجية التي أتى على ذكرها في خطابه".