ربى: إليها.. لأنها الأمل!

أعود لأكتب عن إنسانة سجلت مكانة استثنائية لها في قلوب كل من عرفها ومن كان محظوظا بالقرب منها ومن رقيها وجمال روحها وقلبها.
هي الصديقة والزميلة الصحفية الكفيفة ربى الرياحي التي انضمت إلى فريق الغد، وتحديدا في دائرة حياتنا، قبل 7 سنوات، لتسطر قصة نجاح وتبني علاقات إنسانية رائعة، وتفرض حضورها واحترامها ومحبتها في القلوب.اضافة اعلان
خطواتها الواثقة والشجاعة، وايمانها بذاتها وبقدراتها ومفاتيح القوة لديها، وتحدي العراقيل التي تقف بطريقها؛ كلها أسباب ساهمت بأن تسجل اسمها في عالم الصحافة.
نهلت ربى من حقول المعرفة كثيرا لتفرغ كل ما تعرفه بحروف يترجمها حاسوبها الخاص. لم يكن الطريق في بدايته سهلا، تحديدا بمرحلة التعرف على شخصيات جديدة عليها أن تتعامل معهم يوميا، وتبني كل مشاعرها معهم عبر الصوت، وليس بكل حواسها.
لكنها جاءت لتكون الزهرة العطرة التي تفوح بعطرها على "حياتنا"، لتصبح ركنا اساسيا في مكان ازدهى، وأصبح أكثر جمالا بوجودها.
تشارك كل زميلاتها لحظات الإنجاز والفرح وحتى الحزن، تشعر بهن جميعا حتى وإن لم يقلن شيئا، فتكون الداعمة لهن دوما بآرائها وأسلوبها وطريقتها وعفويتها.
ربما لم تكن الأعوام الماضية سهلة عليها، وهي تخطو نحو عالم الصحافة المليء بالصعوبات والمتاعب، وبحاجة لأن تثبت وجودها وتسجل اسمها وبصمتها. فماذا لو أضفنا على كل ذلك أنها كفيفة، الأمر الذي قد يعيق الكثير من تحركاتها وقدرتها على الحضور أو المنافسة بقوة.
لكن ذلك لم ينطبق على ربى التي لم تسمح لشيء بأن يقف في طريقها، بل نقلت ما بداخلها بحروفها الجميلة ولغتها الإنسانية وحسها المرهف للقارئ الذي لمس شغفها بالكتابة وصدق مشاعرها.
بدأت ربى بكتابة مقالات خاصة وتحقيقات تتناول من خلالها أوضاع ذوي الإعاقة والعقبات التي تواجههم والحرمان من فرص عديدة وحقوق ما تزال مهدورة، ونظرات لا ترحم من المجتمع والمحيطين، والتقليل من دورهم وتحجيم طموحاتهم.
ومن رحم المعاناة، كانت ربى أكثر من استطاعت التعبير بلسانهم، والتحدث عن تفاصيلهم بصدق وموضوعية، والتفاعل مع كل ما يختبرونه في حياة صعبة تتضاعف فيها الهموم والصعاب.
ومع مرور الوقت، أصرت على التفوق أكثر وأكثر بأن تكون صحفية شاملة تكتب بمختلف القضايا والموضوعات، وتنقل هموم الشارع، وتتحدث عن ظواهر اجتماعية مهمة، لتخرج بقصص مكتملة وبأسلوب جميل يعكس دواخل هذه الإنسانة المبدعة.
هذه هي ربى؛ فتاة جميلة تفاجئنا كل يوم بحجم الإبداع الذي بداخلها، وتلمس شعور الفخر من المحيطين بها، فقط لأنها آمنت بنفسها وبأنها لا تختلف عن أحد إلا بالإنجاز والإبداع. لقد وجدت بيئة محفزة تدعم نجاحها، وأشخاصا يقفون بجانبها ويقدرون خطواتها نحو الحلم والأمل بحياة أجمل، لذلك فهي اليوم تفيض عطاء غير محدود.
اليوم ننشر ملفا عن البيئة الدامجة للطلبة في المدارس الحكومية، ونستعرض معاناة طلبة وأهال من غياب التجهيزات والسياسات والإجراءات التي تراعي احتياجات الأطفال من ذوي الإعاقة، وكذلك نلقي الضوء على قصص نجاح سجلوها.
ربى ساهمت بهذا الملف لكي تنقل صورة المكفوفين ومعاناتهم في المدارس مع غياب البيئة الملائمة. تحدثت بلسان الصغار وأوصلت أصواتهم.. وربما كانت تتحدث عن نفسها في يوم ما.
ربى؛ إنني ها هنا أتحدث عنك وإليك، لأنك ملهمة لي ولكثيرين غيري، لعلي استطيع كتابة بعض من الحروف التي لا تكفي بالتأكيد لتصف القوة الكبيرة التي تختزنينها في داخلك، ولا الجمال الذي يكتنفك وتأسرين به كل من عرفك.
اكتب عنك لأنك طوق الياسمين الذي يغلف "حياتنا"، ولأنك إنسانة ترى الجمال بقلبها وروحها. ونحن ننتظر اشراقة كل صباح لكي نراك بيننا، ونتعلم منك كيف نعاند المتاعب، وكيف نتحدى الصعاب، ونصنع من تلك التحديات فرصا من أجل حياة أكثر احتمالا.