ربيع الأردنيين على الرصيف!

دخلنا مرّة واحدة في الصيف لكن الأمطار المتأخرة تعطينا ربيعا جميلا، ولدينا الان ثلاثة ايام عطلة ستحار أكثرية العائلات في الاستفادة منها.

أرخص من الفنادق في العقبة أو البحر الميت اختيار احد العروض الى لبنان وسورية وشرم الشيخ، لكن حتّى هذه التي تبدو رخيصة كعرض فردي تصبح مشروعا يقصم الظهر لعائلات بدخل متوسط أو دون المتوسط اذا افترضنا عائلة من خمسة أفراد على الأقل مع مصاريف اخرى لا بدّ منها هناك.

اضافة اعلان

أمانة عمّان، بالتعاون مع جهات اخرى، وفّرت شاطئ عمّان السياحي حيث يمكن قضاء سحابة النهار دون مبيت والاستفادة من خدمات الدوشات والمظلاّت بثلاثة دنانير "على الرأس" مع امكانية ادخال الطعام والشراب. لكن في العطل - حسب ما قال لي الأستاذ هاني الغويري- هناك ما لا يقلّ عن اربعة آلاف شخص يزدحمون في هذه الرقعة الصغيرة، ويمكن السخاء بفلوس اكثر والدخول الى الموقع المجاور حيث توجد برك ايضا لكن يمنع الطعام والشراب الا من المطعم، فيصبح الدخول بضعف المبلغ ومع الطعام تتكلف العائلة سبعين دينار تقريبا.

كان هناك استراحات سياحية كثيرة انشأها القطاع العام، مثل حمامات ماعين والأزرق ودبّين، لتمكين ذوي الدخل المحدود من قضاء نهار عطلة بسعر معقول، لكن تمت خصصتها جميعا انسجاما مع مبدأ تحويل كل المرافق الى القطاع الخاص، لتعمل على اساس تجاري يتيح تحديثها والارتقاء بنوعية الخدمات، المعضلة أنّ تحديث الخدمات مرّتين يقابله رفع الكلفة 5 مرّات!

الخلاصة انه لا توجد مرافق ربحية محترمة يمكن ان تكون بمتناول العائلات دون المتوسط.

المرفق الأخير لبقية الجمهور (أي معظم الجمهور) افتراش الجوانب العشبية على طريق المطار أو شارع الاردن. انا لا أعرف ما هي المتعة في الجلوس قرب الطريق مع ضجيج السيارات! لكن هذه النزهة المسائية غير ممكنة في المتنزهات والغابات المظلمة فلا يبقى سوى الاستئناس بضوء السيارات والطرقات واحتمال التلوث والضجيج.

نتمنى لو ان امانة عمان وبلديات اخرى تتبنى المزيد من المرافق العامة على غرار شاطئ عمان السياحي على البحر الميت، مرافق تتناسب مع مختلف الفصول، مرافق لحاجة الناس، بل وتشجع الخروج للتنزه والاستمتاع بالعطل بالتزامن مع تنمية المسؤولية عن هذه المرافق.

[email protected]