رحيل معن أبو نوار

معن أبو نوار الفارس الذي ترجل وهو يحمل تراثا حقيقيا وإنجازات لا تعد ولا تحصى، فهو الجندي المقاتل الذي حارب على اسوار القدس، وهو الذي خدم وطنه ضابطا وقائدا في الأمن العام والدفاع المدني والقوات المسلحة والتوجيه المعنوي، ووزيرا للاشغال والشباب والرياضة والثقافة والسياحة ونائبا لرئيس الوزراء وأمينا لعمان الكبرى وكاتبا وصحفيا وخبيرا وسفيرا.اضافة اعلان
عرفته وانا عضو في الاتحاد الأردني لكرة القدم، عندما كان رئيسا للاتحاد العام 1979، ثم بعد ذلك لسنوات. وجدت فيه الرجل العملي النشيط الذي يحوّل أي مشروع رياضي الى ورشة عمل وطنية يستنهض فيها همم الشباب الأردني.
في عهده تطورت الصلة الجماهيرية بكرة القدم الأردنية، قفد كان يؤمن ايمانا مطلقا بدور الجمهور والاندية في مسيرة اللعبة ويعطيها اهتماما ودعما كبيرا.
كان المنتخب الوطني في قلبه وضميره، يبذل قصارى جهده لتأمين احيتاجاته المعنوية والمادية، وكان يحضر رغم انشغالاته غالبية حصص تدريب المنتخب وكان يرهقنا لكثرة اجتماعات الاتحاد من أجل متابعة كل شؤون اللعبة وحل مشاكلها اولا بأول.
كان يهتم بالاعلام كثيرا لكنه لم يكن يحرص ان يكون في الصورة الا في الحالات التي تستوجب ذلك.
عملت شخصيا مع عدد كبير من رؤساء الاتحادات الأردنية لكرة القدم اولهم الراحل تحسين المفتي العام 1974 ثم الشيخ سلطان العدوان ود.معن ابو نوار ودولة عبدالرؤوف الروابدة ود.عبدالله عويدات ولو لوقت قصير واخيرا معالي رجائي الدجاني.. كلهم تشرفت بالعمل بمعيتهم وكان لكل منهم بصماته وخدماته للعبة كرة القدم، وكان رحمه الله صاحب انجازات كثيرة تحتاج الى وقفة اخرى.
مهما كتبت عنه فلن اعطيه حقه الذي يستحقه، فهو جزء من تاريخ الأردن وشخصياته المهمة، فقد كان الأردن يسكن في جوانحه حتى اللحظة الاخيرة من حياته رحمه الله.