رسائل الملك في لقاء الهيئة المستقلة للانتخابات

يكتسب لقاء جلالة الملك مع الهيئة المستقلة للانتخابات يوم الثلاثاء أهمية خاصة من حيث التوقيت والظروف التي تمر بها البلاد المرتبطة بالتطورات الخاصة بجائحة كورونا. بعد تزايد أعداد الإصابات بالكورونا واقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في العاشر من تشرين الأول، بدأت تسود حالة من عدم اليقين لدى المرشحين والناخبين خاصة مع بدء تداول احتمالية تأجيل أو الترويح لسيناريو تأجيل الانتخابات البرلمانيه المقبلة.اضافة اعلان
الرسالة الأولى التي وجهها جلالة الملك من خلال لقائه الهيئة هو أن الانتخابات البرلمانية استحقاق دستوري وسوف تجري بموعدها المحدد في حالة لم تتدهور الأمور الصحية إلى درجة حرجة تجعل من إجراء الانتخابات مخاطرة بحياة المواطنين لا سمح الله. إن حسم الجدل حول إجراء الانتخابات بموعدها والذي جاء رسالة غير مُباشرة يعيد الثقة لدى المرشحين والناخبين وسوف يؤدي إلى ازدياد وتيرة الاستعداد والتحضير للعملية الانتخابية.
أما الرسالة الثانية وهي لا تقل أهمية عما قبلها فهي تأكيد جلالة الملك تطبيق العدالة والقانون بالتساوي على جميع المرشحين وهذه رسالة للهيئة ولجميع الأطراف المعنية المرتبطة بضمان نزاهة وحرفية الانتخابات البرلمانية وهي رسالة للجميع بأن الانتخابات سوف تكون نزيهة وحرة حيث من الواضح ان هناك الكثير من الناس الذين يشككون بنزاهة الانتخابات. الحالة الأكثر خطورة على نزاهة الانتخابات اليوم والتي باتت تؤثر سلبا في مزاج الناخبين هي الاستخدام الكثيف للمال الأسود والفاسد الذي يصادر إرادة الناخبين ويثني الناس عن المشاركة بالانتخابات لقناعتهم بأن الانتخابات لا تعكس إرادتهم وبالتالي فإن محاربة المال الفاسد سوف تزيد من الثقة بالعملية الانتخابية وترفع نسبة المشاركة بالانتخابات وهذا بحد ذاته مهم لمخرجات الانتخابات ولزيادة الثقة بالمجلس النيابي المقبل والتي تراجعت لمستويات غير مسبوقة في السنوات الماضية.
أما الرسالة الثالثة فهي المحافظة خلال عملية الانتخابات على صحة المواطنين المشاركين بالانتخابات وهذه رسالة للهيئة المستقلة لتشديد الإجراءات الصحية خلال الحملات الانتخابية ويوم الانتخابات نفسه. الإجراءات الصحية السليمة دون تهويل سوف تشجع الناخبين على الإقبال على الانتخابات وتبديد الخوف من الوباء وهو مطلب جماعي.
الرسالة الأخيرة هي أن الانتخابات عملية جماعية يشارك بإنجاحها ليس المؤسسات القائمة عليها فقط، وإنما أيضًا المرشحون والناخبون والهيئات التي تدير وتراقب عملية الانتخابات وأن الجميع مطالب بالقيام بدوره على أكمل وجه والتعاون مع الهيئة المشرفة على إدارة العملية الانتخابية لضمان سلاسة العملية وإنجاحها لخير وسلامة الجميع سواء أكان ذلك مرتبطا بالالتزام بالقانون أو بالإجراءات الصحية التي تتطلبها العملية الانتخابية.
رسائل ملكية مهمة بعث بها جلالة الملك لكل الأطراف المعنية إذ ما تم التقاطها والعمل بها فسوف تكون كفيلة بإعادة الروح لهذه العملية الأهم في سياق الاستحقاق الدستوري المقبل. نحن الآن بأمس الحاجة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتحافظ على صحة سلامة كل المعنين بالعملية الانتخابية وهي ضمانة أيضًا لإعادة الثقة بالعملية الديمقراطية وبالمجلس النيابي المقبل، ونأمل أن يلتقط الجميع هذه الرسائل والعمل على إنجاح العملية الديمقراطية.