رسالة إلى المحرر

 

من دون تعصب

سأل بعض الصبية المتعصبين "العندليب الأسمر" الراحل عبد الحليم حافظ في أحد أفلامه إن كان أهلاويا أو زملكاويا، أي إن كان يشجع أحد قطبي الكرة المصرية، فأجاب بعد صمت قصير: أنا .. "زمهلكاوي"، قاصدا أنه يشجع كلا الفريقين ولا يفرق بينهما، ومتجنبا بهذه الإجابة الدبلوماسية أن يغضب واحدا من الصبية على حساب الآخر أو أن يرضي طرفا دون الآخر.

اضافة اعلان

أعجبتني تلك الإجابة كثيرا لأن فيها حلا لمشكلة التعصب، وتساءلت: لم لا نطبق مثل هذه العبارة على قطبي كرة القدم الأردنية فنقول: "وحداصلاوي" اختصارا وجمعا لفريقي الوحدات والفيصلي؟.

جميل جدا أن نكون متسامحين. أجل... فالتسامح في رأيي يفوق مصطلح "الروح الرياضية" معنى وأثرا. كيف؟ فليحاول كل مشجع لأحد الفريقين أو لغيرهما أن يضع نفسه مكان مشجع أو مشجعي الفريق المنافس. إذا فاز فريقي فرحت وإذا خسر حزنت.. إذن أحاول، بل يجب علي، أن أشعر بشعور مشجعي الفريق المنافس فأفرح لفرحهم إذا فاز فريقهم على فريقي وأحزن إذا خسر فريقهم أمام فريقي.

قد يقول البعض إنني مثالي، فأرد وأقول: ألا ترون كيف يتصافح ويتعانق فرسان الفريقين، أي فريقين، الفائز والخاسر، في نهاية لقائهما؟.

عبد الكريم هندي/ عمان