"رسالة إلى": رقص للحرية يستلهم رسومات الفنان ناجي العلي

"رسالة إلى": رقص للحرية يستلهم رسومات الفنان ناجي العلي
"رسالة إلى": رقص للحرية يستلهم رسومات الفنان ناجي العلي

فرقة فنون شعبية تستهل ملتقى حكايا الثاني احتفاء بمئوية عمان

 

محمد الكيالي

اضافة اعلان

عمان- أطلقت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية في الثامنة من مساء أول من أمس على المسرح الرئيسي لمركز الحسين الثقافي فعاليات ملتقى حكايا الثاني، الذي يقام خلال الفترة من التاسع من نيسان (إبريل) الحالي، ولغاية الخامس عشر من الشهر نفسه.

الفرقة التي تأسست العام 1979 بجهود مجموعة من الشباب والشابات المبدعين والواعدين من فلسطين، قدمت أمسية خاصة تليق بحفل الافتتاح الذي يقام بمناسبة مئوية مدينة عمان وعلى هامش فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009.

وانقسمت الأمسية الفنية الغنائية الراقصة التي حملت عنوان "رسالة إلى.." واستمرت على مدار ساعة ونصف إلى جزأين، تم خلال الجزء الأول بعنوان "مقتطفات من العرس العربي الفلسطيني" تقديم لوحات فولكلورية راقصة.

وحضر رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي جليا في الجزء الأول من الحفل الذي قدمته فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية والتي تأخذ من "للحرية نرقص" شعارا لها، ليقدم شبان وشابات الفرقة الذين فاق عددهم 20 راقصا، 8 لوحات للعلي بأسلوب راقص مبنية ومستلهمة من رسوماته، قامت الفرقة بترجمتها برؤية عصرية تلامس الماضي والحاضر والمستقبل تخليدا لذكراه.

وتميز راقصو الفرقة بالسرعة والليونة في الحركة مع قيامهم بتشجيع الحاضرين في المسرح ودعوتهم للتصفيق، حيث برز منهم كل من ياسمين قطامش، ربى زغموري، خالد قطامش، حسين أعمر، شرف دار زيد، ناجح مسالمة، نصير منصور، منير قوار، شذا صلاح، نغم عوض الله، فايز كواملة، ماهر شوامرة ونورا بكر.

وحملت اللوحات الثماني في الجزء الأول من الأمسية والتي رافقها عرض (Data Show) أسماء منها اللوحة الأولى بعنوان "ناجي..."، اللوحة الثانية بعنوان "أمل"، اللوحة الثالثة بعنوان "كرامة"، الرابعة حملت عنوان "ممنوع الوقوف"، اللوحة الخامسة كان عنوانها "أنا موجود"، والسادسة حملت اسم "حلم"، فيما حملت اللوحتان السابعة والثامنة اسم "خلاف" و"أنا..نحن".

الجزء الأول تضمن رقصة "الحجل" بمرافقة لحن تركي على آلة العود، ورقصات أخرى منها "المحاورة"، "أبو قذيله" و"السمسم" وكلها جاءت بمصاحبة ألحان تراثية وهي من إعداد الفنان طارق الناصر من الفرقة.

وتناول الجزء الثاني للعرض والذي حمل عنوان "اضطهاد ومقاومة..حلم وكرامة" تقديم لوحات الدبكة الراقصة بمرافقة أغنيات عديدة تجاوب معها الجمهور الذي ملأ مقاعد المسرح كلها وصفق لراقصي الفرقة الشباب.

وقدمت الفرقة أغنيات شعبية تراثية فلسطينية منها "إلى غزة" من كلمات أمجد عرار، وغناء محمد يعقوب، وموسيقى "الخوالي" لسعد الحسيني، "المفاتيح" للملحن عودة ترجمان، وأغنية تم إهداؤها للقدس بعنوان "علّي نارك" مع أغنية "حيفا وجنين" بمصاحبة رقصة "الفخر والعزة" والألحان التراثية المرافقة لها.

واختتمت الفرقة أمسيتها بتقديم لوحات فلكلورية راقصة على طريقتها الخاصة، عُرفت بها عند اختتام حفلاتها مع أغنية حملت عنوان "القدس تشرع" من غناء الفنان محمد يعقوب.

عملت هذه المجموعة الشبابية على تقديم أشكال الفن الشعبي الفلسطيني من موسيقى ورقص، بأسلوب مميز، ما جعلها تتوج كرائدة للرقص الشعبي الفلسطيني.

وحققت الفنون بين الفلسطينيين في الوطن كما في الشتات، شعبية لم يسبق لها مثيل وباتت أغانيها ورقصاتها يشدوها الفلسطينيون أو يرقصونها في بيوتهم ومدارسهم ومناسباتهم الاجتماعية.

ولعبت فرقة الفنون منذ نشأتها دورا مميزا في إحياء التراث الموسيقي والراقص التراثي الفلسطيني، حيث تكمن أهمية هذا الدور في وقوفه بمواجهة الممارسات الاسرائيلية الممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية.

وواجهت الفرقة تحديات عديدة عبر مسيرتها تكمن في كونها فرقة فنية راقصة، انطلقت من مجتمع تقليدي محافظ قابع تحت الاحتلال.

وطالت الممارسات الإسرائيلية القمعية أعضاء الفنون الذين تعرضوا للاعتقال أو الحرمان من السفر من ناحية ومن ناحية أخرى، حيث أن الممارسات الاجتماعية التقليدية، والتمييز ضد المرأة وعدم التجاوب مع مقتضيات التغيير الاجتماعي والثقافي، شكلت أيضا مجموعة من التحديات التي أدركتها الفنون.

ولم تقف هذه الصعوبات حائلا أمام تطور وصعود شعبية فرقة الفنون، فكان أن أنتجت العديد من الأعمال التي حازت على تقدير فلسطيني، عربي وعالمي، وتمكنت من المحافظة على أسلوبها المميز الذي يعكس رؤيتها الفنية للرقص الفلسطيني.

وكان الملتقى افتتح بحفل قصير رعاه مندوبا عن أمين عمان، نائب مدير المدينة للشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية في الأمانة والرئيس الفخري لرابطة الفنانين التشكيليين المهندس هيثم جوينات الذي أكد على أن هذا المهرجان ياتي بمناسبة احتفالات الأردنيين بمئوية مدينة أمانة عمان.

وأشار جوينات في حديثه المقتضب إلى أن هذا الملتقى في نسخته الثانية يشكل نتاجا إضافيا للثقافة الأردنية والذي يفتح آفاقا جديدة للتنوع الثقافي الفني في المملكة.

وأثنى مدير مسرح البلد رائد عصفور على الإنجاز الجديد للمسرح في تقديمه لمجلة "واو البلد" في عددها الاول للشهر الحالي، حيث تعد الدورية دليلا شاملا لجميع الفعاليات الثقافية والفنية في المملكة على مدار كل شهر.