رغم الإعاقة.. إياد سقط بالرصاص على عتبات الأقصى

1-1590843345
1-1590843345

القدس-  تنتقل من مكان إلى آخر في أرجاء المنزل.. نظرات تائهة ومطالبات بالاتصال بالمدرسة للتأكد من وجوده هناك، لا تصدق ما تسمع من أخبار، هذا حال والدة الشهيد الشاب إياد الحلاق الذى ارتقى شهيدا على عتبات المسجد الأقصى، خلال توجهه الى مدرسته "البكرية" لذوي الإعاقة.

اضافة اعلان

ومع مرور الدقائق، تبدأ المعلومات بالوصول اليها، تتذكر بداية إبلاغها بإصابته في قدمه، ثم خبر استشهاده قرب باب الأسباط، وتردد "مين راح يقولي كيف حالك يا ماما.. راح أشتاقله.. الله اختاره لأنه ولد مرضي"، أما والده فقد جلس محاطاً بجموع الشبان مردداً "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فوقع الخبر وقسوته عليهما كان كبيراً، لأنه قتل بلا ذنب وبدم بارد.

الشهيد اياد خيري الحلاق 32 عاما، طفل بتصرفاته لأنه من ذوي الإعاقة – يعاني من مرض التوحد-، حيث قالت والدته :"اياد هو ملاك مش إنسان، شفاف خلوق تقي..حرموني ابني بحجة انه بحمل سلاح"، متسائلة :"أي سلاح وهو يعاني من التوحد، لا يختلط ولا يقترب من أي شخص فكيف لهم أن يقتلوه بدم بارد؟

وأضافت:" يمسكوه ..يفتشوه.. مش يقتلوه ويحرموني منه".

وقالت :"اريد حق ابني الذي اعدم بدم بارد من إسرائيل..لا يحمل سوى هويته وهاتفه ومحفظته فكيف يدعي الاحتلال بأنه يحمل السلاح."

وعن الساعات الأخيرة مع اياد قبل استشهاده قالت والدته :"تحدثنا سوياً مساء أمس وقلت له لا تذهب الى المدرسة، لكنه أخبرني بأنه سيخرج كالمعتاد مبكرا، لانه اذا بقي في المنزل "يزهق"، فطالبته بأن يأخذ هويته الخاصة وبطاقة المدرسة في حال أوقفه أحد الجنود ليبرزها له دون أن يخاف أو يتردد لأنه بطبيعته يخاف من الاختلاط بالآخرين."

وأضافت :"نفسي بس يصلوا عليه بالأقصى، يصلوا ويروحوا فيه على دار الآخرة، لأنه إنسان يخاف الله وتقي وشفاف".

وقالت الوالدة المكلومة :"شو ذنب اياد يقتلوه ..هذا ظلم لذوي الإعاقة".

وأوضحت والدته أن شقيقته أيقظتها صباحا وأخبرتها بأن إياد تعرض لإطلاق نار، فتوجهت على الفور الى "باب الأسباط" فلم يسمح لها بالدخول، وأُخبرت هناك أنه أصيب في قدمه، ولدى عودتها الى المنزل فوجئت بقوات ومخابرات الاحتلال في المنزل، ثم تسارعت أنباء استشهاده.

فيما قال والد الشهيد :"منذ 6 سنوات وابني في مدرسة البكرية للاحتياجات الخاصة، يذهب من الصباح الباكر حتى العصر، ليعود إلى المنزل ويجلس في غرفته، فلا أصدقاء له ولا يذهب الى أي مكان، وقد ابلغنا اليوم بإطلاق النار عليه ثم استشهاده".

وأوضح المحامي جاد القضماني أن الشرطة بدأت بالتحقيق مع رجال الشرطة الذين أطلقوا النار على الشهيد إياد، وحتى اللحظة لا يوجد اعتراف بأنه قتل عن طريق الخطأ.

وأضاف القضماني أن العائلة تؤكد أن نجلها قتل دون مبرر وبدم بارد.

وأوضح أن الشرطة تواصل احتجاز جثمان الشهيد، وسيتم متابعة الاحتجاز لاسترداده ودفنه.

وأصدرت شرطة الاحتلال عصر اليوم أمر منع نشر حول اعدام الشاب اياد، فيما يتعلق بأسماء رجال الشرطة الذين تواجدوا في المكان أو اسماء الوحدات التي يتبعون لها حتى الثالث من شهر حزيران القادم.

فيما قالت وسائل اعلام اسرائيلية " انه تبين ان الشاب لم يكن مسلحا وانه من ذوي الإعاقة، واطلق عليه الرصاص لرفضه التوقف كما طالبه الجنود".

وأكد شاهد عيان لوكالة معا أن قوات الاحتلال لاحقت الشاب اثناء سيره في باب الاسباط، وخلال هربه واحتمائه في ممر مخصص لحاويات القمامة اطلق الجنود عليه الرصاص بكثافة."

من جهته قال أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور لوكالة معا قال:" كل صباح يرتكب الاحتلال جريمة جديدة في القدس، الإعدامات والاعتقالات والابعادات، وهذا كله سياسة ممنهجة تتبنها حكومة الاحتلال لتهويد المدينة ومحاولة لإجبار أهالها على الرحيل، لكن الرد ما جرى اليوم في منزل الشهيد بالتفاف الجماهيري حول أسرته.

وأضاف مطور:" هذه الإجراءات ستزيدنا إصرارا في التصدي لسياسات الاحتلال، بالحفاظ على المقدسات وكل ذرة تراب في المدينة، وسياسات الظلم والعربدة فالقوة والإرادة أقوى من كل اجراءاته." (وكالة معا)