رغم مرارة الجائحة.. استعادة الشغف واستكمال الأحلام "أولوية"

Untitled-1
Untitled-1
ربى الرياحي عمان- منذ الأشهر الماضية وتحديدا مع بدء جائحة كورونا تخلى الكثيرون عن أحلامهم وأصبحوا رهائن للانتظار والقلق. الأغلبية تقريبا استكانوا لتأجيل قرارات مهمة، وهناك أيضا من توقف عن مسابقة الزمن والركض خلف شغفه، هؤلاء جميعا تناسوا أن في الحياة ما يزال هناك متسع للفرح وللحلم ونقاط مضيئة بإمكانها أن تحيي فيهم الأمل وتحرضهم على كسر قيود اليأس التي باتت تحاصرهم من كل جانب متحدين بذلك كل الظروف الصعبة الخانقة. الخروج من رتابة الأيام والانتصار على فوضى المخاوف وقسوتها يحتاج حتما لبدايات جديدة تعيد إلى القلوب نبضها والإحساس بقيمة الحياة واختراع تفاصيل رغم بساطتها، إلا أنها قادرة على تحريك الشغف واستعادته، ولأنه لم يمض سوى أيام قليلة على بداية العام الجديد فهذا بالتأكيد محفز قوي للجميع لكي يتداركوا الوقت مستجيبين للنداءات الخفية المحملة ضمنيا بالطاقة والاندفاع والحب تجاه الحياة، وهذا ما تنبه له بعض الأشخاص ممن سئموا الخوف وقرروا أن ينطلقوا من جديد مع تجاهل متعمد لمرارة الجائحة وقسوتها راغبين في تجاوز المحنة والعودة لملاحقة أمانيهم. روحها التواقة للنجاح دائما هجرتها وباتت غريبة عنها نتيجة تراكمات كثيرة أوجدتها جائحة كورونا هذا حال الثلاثينية سحر مازن، تقول، ليست هي وحدها المتعبة والمرهقة والفاقدة لشغفها الجميع دون استثناء تأثر بالوضع الصعب الذي يجتاح العالم. وتضيف، قبل الأزمة كانت أحلامها لا سقف لها كبيرة جدا بقدر طموحها، وقدرتها على التألق والتجديد لم تكن تهدأ أو حتى تسمح لنفسها بأخذ قسط من الراحة، بل على العكس هي كامرأة شغوفة لم تعترف يوما باليأس أو المستحيل، كانت دائما حريصة على اختراع اللحظات البسيطة حتى تظل متجددة تتقد حماسا ورغبة في الوصول إلى أهدافها بمعزل عن التذمر والخوف والتردد. تقول، صحيح كورونا حالة استثنائية قاسية جعلتنا نفقد الكثير من الضمانات، وربما في كثير من الأحيان أقنعتنا بالتخلي عن أمنياتنا إلا أنها اليوم ومع بداية 2021 تشعر بأن لديها فرصة جديدة يمكنها أن تبدأ من خلالها متمردة على ذلك الوقوف الاضطراري والذي تسبب حتما في تغريبها عن نفسها. وتبين هي كشخصية مولعة بالتصوير قررت أن تتجاوز كل ما يحدث وتتحمل مهما كانت التحديات معاندة لها ومؤذية. سحر ولأنها تؤمن بنفسها كثيرا تأبى أن ترضخ للضغوطات رافضة الانهيار أمام تبعات كورونا المرهقة هي على عكس الكثيرين ممن يصرون على رؤية الواقع بسوداوية تريد أن تتمسك بكل ما من شأنه أن يسعدها ويحفزها باحثة عن التفاصيل المبهجة والعفوية في كل ما تلتقطه من صور صادقة تضج بالحياة والأمل. وتشاركها الحماس نفسه ندى حسان التي لم تكن مختلفة عن بقية الناس تقول، كورونا وبرغم مرارتها أيقظت فيها قوة خفية تدعوها لأن تثق بإمكاناتها وتعاود التخطيط لحياتها باندفاع حقيقي، موضحة أن استسلامها رغما عنها للفراغ والتخلي أفقدها الحافز للتجدد والمضي قدما من أجل تحقيق كل ما تصبو إليه. فهي دون أن تشعر أهملت طموحاتها لم تعد تثري مهاراتها وتستجيب لذلك الشغف في داخلها. تقول، صحيح هي فترة صعبة، لكنها علمتها كيف تطور نفسها في مجال الرسم والتصميم ندى أبت أن تروضها الضغوطات وتحجم أحلامها، بل أكثر من ذلك لم تقبل أن تلغي رغبتها في أن تكون ذاتها. إصرارها على أن تواجه كل المخاوف أعاد إليها الإحساس بقيمة الأشياء حولها ودفعها لأن تتبع حلمها، فرأت أن تبدأ ببيتها محاولة إضفاء بعض اللمسات البسيطة على شكل الديكور وطريقة ترتيب الأثاث، مؤكدة أن هذه الخطوة غيرت من نفسيتها كثيرا وأشعرتها بالسعادة والتجدد كونها شغوفة منذ الصغر بالتصميم ومتابعة كل ما هو جديد في هذا المجال تحديدا. وهذا حتما حرضها على أن يكون لها مشروعها الخاص وفعلا مع بداية العام الجديد شرعت في تنفيذ حلمها متحدية نفسها وكل الظروف المحيطة بها. ويرى المختص النفسي الدكتور موسى مطارنة أن الإنسان بطبيعته يبحث دائما عن البدايات الجديدة وهذا يدفعه بالطبع إلى الوقوف في نهاية كل عام لتأمل ما حققه من أحلام على أرض الواقع، لكن العام 2020 كان عاما مختلفا شهد الكثير من الأحداث والتغيرات بسبب ظهور جائحة كورونا والخضوع لتطبيق الإجراءات الوقائية من أجل السلامة العامة، هذا كله أفقد الناس شغفهم ومتعة التخطيط لأيامهم القادمة جعلهم يعيشون اللحظة بكل ما فيها من قلق وانتظار وخوف. ويشير إلى أن طول مدة الجائحة خلق حالة من الضجر. فالجميع دون استثناء بدأوا يشعرون برتابة الأيام وتشابهها ليس فيها ما يحرضهم على التجدد والانطلاق. مبينا أن الخطوة الأولى في تخطي هذه المرحلة الصعبة هي ابتعاد الناس عن فكرة أن الوضع من سيئ إلى أسوأ وأن المقبل لن يكون أفضل مما سبق. يقول، استعادة الشغف يحتاج فعليا إلى اجتذاب كل التفاصيل المبهجة وإيجاد لحظات حقيقية دافئة قادرة على إيقاظ الأحلام من سباتها والشروع في مطاردة تلك الطموحات الباعثة على النجاح والتطور. ويتحقق ذلك بحسب مطارنة، بالانتباه أولا للوقت وعدم تضييعه في أمور غير مجدية، اكتشاف نقاط الضعف والقوة بموضوعية، كتابة الأهداف المراد تحقيقها وتحويلها إلى خطة بتواريخ ثابتة، التركيز على خلق لحظات ممتعة وسعيدة بأقل الوسائل والإمكانات. ويختم حديثه بتأكيد أهمية أن يكون الإنسان مرنا لديه قدرة على التكيف مع الأزمات بشتى أنواعها دون أن يرتكن لليأس والإحباط، إضافة إلى أن الإيمان بالله أكبر محفز على التفاؤل وأنه لا شيء يدوم للأبد، فالحياة عبارة عن خليط من الفرح والحزن الخوف والطمأنينة القوة والضعف الشدة والرخاء. وتقول المختصة بالعلاج النفسي ديما الرجبي، منذ بداية الجائحة والعالم خضع لسطوة التراجع الاقتصادي والاجتماعي وشُلت حركة الحياة بمسارها الطبيعي، وفقد الكثيرون مشاريعهم وأعمالهم، وتوقفت خططهم عن المضي نحو التحقيق. وتتابع، العام 2021 يحمل في جعبته الكثير من الآمال خاصة في ظل توزيع اللقاحات الخاصة بفايروس كورونا المستجد، وهو ما يدفع عجلة الأمل بالاستمرار لمن اصابه اليأس في العام المنصرف ومؤكدآ يتيح الفرصة لاولئك الذين لم يفقدوا أملهم وشغفهم واصرارهم على العبور على الضفة الثانية من النجاة ليستمرون في تحقيق أهدافهم التي لم تقف كورونا عائقا امامها. الصمود أثناء هذه الجائحة لجميع الفئات المتضررة وغيرها نجاح بحد ذاته، وفق الرجبي، وكل ما يلزم لتحقيق عبور آمن لعودة الحياة الطبيعية واستئنافها هو الإيمان بقدراتنا والثقة بجهود جميع المعنيين ممن حاربوا هذا الوباء للابقاء على صحتنا وحياتنا. وتعلل، لذلك يجب أن يستمر الجميع في البحث عن أفضل ما افرزته كورونا والنظر للجانب المشرق من هذه المحنة العالمية واستغلال ما أمكن الطاقات الايجابية حولنا لدفعنا نحو الإنجاز والعمل واستعادة الشغف في كل نواحي حياتنا، وكثيرون هم من لم يستسلموا لواقع كورونا ومضوا في تحقيق أحلامهم وهذا العام سيكون عام الحصاد بعد سنة صعبة ومرهقة عبر بها الجميع.اضافة اعلان