آخر الأخبار حياتنا

رندا عبدالعزيز وحنان مداهين سفيرتا التعليم في الوطن العربي

منى أبوحمور

عمان- استطاع المعلم الأردني، ورغم الإمكانيات المتاحة، أن يحدث فرقا كبيرا في المنظومة التعليمية وأن يطور أدواته لينافس بقدراته المعلمين على مستوى العالم.
حصول المعلمتين الأردنيتين رندة عبدالعزيز ورهام مداهين على لقب سفيرتي الوطن العربي للتعليم خطوة إيجابية تؤكد مهارة المعلم الأردني وقدرته على المنافسة؛ حيث كان ترشيحهما لجائزة التعليم الدولية خطوة إيجابية تعلي من شأن المعلم الأردني على مستوى العالم.
وترشحت كل من رندا عبدالعزيز معلمة التربية الفنية في مدرسة حي العماوي الثانوية- جبل عمان وحنان مداهين معلمة في مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز- محافظة العقبة، في مؤسسة “فاركي جيمس” الدولية لأفضل معلم في العالم في 18 آذار (مارس) 2014، وهي مؤسسة خيرية تمنح مليون دولار للمعلم المتميز نتيجة تقديمه مساهمات بناءة وفاعلة في قطاع التعليم.
رندا درست هندسة الديكور وعملت في القطاع الخاص وفي الكثير من الأعمال التطوعية، وبعد ذلك بدأت العمل في التعليم وذلك منذ عشرة أعوام، تلفت إلى أن بداية التجربة كانت في جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز التي أعطت المعلم الأردني الثقة بقدرته على التنافس فلم يكن ترشيحهم للجائزة تجربة جديدة.
تقول رندا “اختيارنا لهذه الجائزة كان بناء على مطابقتنا للمعايير والشروط الواردة فيها”؛ حيث كانت الجائزة مفتوحة أمام المعلمين الذين ما يزالون على رأس عملهم، ويُدَرسون الطلاب في المرحلة الإلزامية أو الطلاب دون سن الثامنة عشرة، وفق عبدالعزيز.
وتضيف أيضا “لأن هذه الجائزة متاحة أيضا أمام رؤساء المعلمين ممن لديهم مسؤوليات وصلاحيات تدريسية مؤهلين أيضا للترشيح للجائزة. ولا تشترط الجائزة نوع المدرسة، بل هي متاحة للمعلمين في أنواع المدارس كافة، وتخضع للقوانين المحلية في كل بلد في العالم”.
“جائزة الملكة رانيا للمعلم ساعدتنا كثيرا في الترشيح”؛ حيث ساعدت المعلمين على كتابة معاييرهم أو كتابة أي استفسار وهي من الأمور التي ساعدتهم كثيرا، وتمت المشاركة في هذه الجائزة من خلال الموقع العالمي لها.
موقع الجمعية لجائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز، قام بمساعدة المعلمين على إرسال طلب ترشيحهم عبر البريد الإلكتروني للجائزة.
كما وفرت الجمعية للمعلمين مراجع من مشرفيهم، بالإضافة الى مرجعين إضافيين، وذلك قد يشمل مقاطع فيديو لشهادات حول أداء المعلمين في الصف وخارجه، ويمكن أن تأتي من طلاب وزملاء ومعلمين، وكذلك من أشخاص في المجتمع الذي يعيشون فيه.
وتشير عبدالعزيز إلى أن هذه الجائزة تعد الأولى من نوعها عالميا موجهة للمعلم؛ حيث تعد من أوائل الجوائز التي يقدمها المجتمع الدولي للمعلم، هادفين من خلالها إلى جعل المعلم قادرا على رفد طلاب متميزين إلى المجتمع الدولي قادرين على استيعاب الآخر وكيفية التعامل معه، اضافة إلى تدريب الطلاب على كيفية خدمة مجتمعهم مركزين من خلال الجائزة على تعليم الطلاب المواطنة الصالحة وهي من أبرز المعايير التي ركزت عليها الجائزة.
“المعلم همزة وصل بين مدرسته والمجتمع”، وهو ما أكدته الجائزة؛ فدوره لا يقتصر على المنهاج فحسب وإنما بمدى تأثيره على طلابه والمجتمع المحيط به.
تقول “ترشيحنا ضمن أفضل خمسين معلمة على مستوى العالم كان أمرا في غاية الأهمية”، وخطوة تحولية كبيرة، خصوصا وأنهما العربيتان الوحيدتان في هذه القائمة والحائزتان أيضا على جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز، واصفة الشعور بالفخر والاعتزاز لما وصلتا إليه في هذه القائمة.
وتعتبر عبدالعزيز وصولهما إلى هذه القائمة بأنه اعتراف حقيقي من المجتمع الدولي بأهمية المعلم الأردني وقدرته على المنافسة ضمن إمكانياته المتاحة مقارنة بنظرائهم المشاركين في الجائزة؛ حيث تم نشر الأسماء على موقع الجائزة الرسمي مرفقا بنبذة جميلة جدا عن كل معلم.
“دعم جلالة الملكة رانيا العبدالله لنا وتهنئتها لنا على موقعها الخاص أثر فينا كثيرا”، مشيرة إلى أن ما قدمته جلالتها للتعليم وللمعلم جعله في مقدمة الصفوف.
بعد خروج قائمة أفضل خمسين معلما، توجهت الجائزة إلى إنشاء سفراء للتعليم، من خلال اختيار مجموعة من المعلمين الذين وردت أسماؤهم في القائمة، تم اختيار عبدالعزيز ومداهين كسفيرتين للتعليم للوطن العربي، والذي سيحملهم عبئا كبيرا، مؤكدة أنها وبدعم المحيطين بها ستتغلب على العقبات كافة التي ستواجهها.
وتضيف أن حصولهما على هذا اللقب ليس مجرد وصف لهما وإنما يترتب عليه الكثير من المهام المنوطة بهما كمنتديات في يوم المعلم وتبادل قصص النجاح مع المجتمع الدولي ودمج الطلاب مع المعلمين وتبادل الخبرات.
وتذهب الى أن اللقب جاء بفترة حرجة جدا، وجاءت بالوقت الذي يحتاج به التعليم الأردني إلى الإنصاف، خصوصا ما حدث في السنوات الأخيرة من ضعضعة بالتعليم جاء لرد اعتبار التعليم الأردني ومناهج التعليم التي كانت في مصاف الدول التي يفتخر بها الجميع.
وتتابع “اختيارنا من ضمن خمسين معلما بمؤهلات تعليمية أمر متميز”، مؤكدة أنه ورغم البيئات الفقيرة نوعا ما التي تعملان بها، إلا أنهما تجاوزتا كل تلك الأمور وأعادتا الهيبة للمعلم والتعليم في الأردن”.
وتضيف أن هذه الجائزة جاءت لتقدر التعب والجهد الذي يبذله المعلم في الأردن، مؤكدة أن دعم طلابها وثقتهم الكبيرة بها وافتخارهم واعتزازهم بها وما وصلت إليه، كلها أمور شكلت حالة كبيرة من الرضا والقوة والمتابعة في مسيرة التعليم.
تتفق معها حنان مداهين التي تصف سعادتها الكبيرة ومدى فخرها واعتزازها بما وصلت إليه وزميلتها وجعلتهما بمصاف دول العالم، مشيرة إلى أن اختيارها لهذه الجائزة جاء بناء على المبادرات الكثيرة والمشاريع التي قامت بها وإنجازاتها في مجال التعليم.
تركيز الجائزة على إعداد معلمين وطلاب عالميين كان تجربة جديدة ومهمة جدا، مشيرة إلى أن إعداد المعلم ليكون مؤهلا عالميا وكذلك الطلاب يفتح الكثير من الآفاق أمام الطرفين.
“اختياري ضمن قائمة الخمسين ليس بالأمر الهين”، وهو دليل حقيقي على أن المعلم الأردني لا يقل عن نظرائه في أي مكان في العالم وأن جميع المعلمين على مستوى العالم يلتقون في الأهداف نفسها وقدسية الرسالة التي يحملونها.
تقول مداهين “دعم طلابي لي ومتابعتهم لي عبر مواقع التواصل كان سعادة حقيقية لي”، مؤكدة أن ما وصل إليه المعلم الأردني مفخرة، خصوصا في ظل دعم جلالتها المتواصل للمعلم والطلاب في الوقت ذاته.

[email protected].

 

[jetpack-related-posts][/jetpack-related-posts]
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock