رواية تاريخ مادبا: 9 كتاب يوقعون "حكايات المقهى العتيق"

2
2

مادبا-الغد- وقع تسعة كتاب في قاعة جمعية الشابات المسيحية في محافظة مادبا، اول من امس رواية "حكايات المقهى العتيق" بحضور وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي ووزير الشباب د. فارس بريزات ونواب المحافظة وأمين عام وزارة الثقافة. اضافة اعلان
تحاكي الرواية التي صدرت عن وزارة الثقافة تاريخ محافظة مادبا عبر حقب زمنية، بأسلوب روائي مشوق، وقام بتأليفها تسعة روائيين في مادبا وهم: "جلال برجس الذي تناول جلال برجس الحقبة المؤابية بالإضافة إلى حركة الشخصية المتخيلة الدكتور مؤاب، وتناول علي شنينات الحقبة الأشورية، والمحامي إسلام حيدر الحقبة النبطية، ونوال القصار الحقبة الرومانية، وبلقيس العجارمة الحقبة البيزنطية، وسليمان القبيلات الحقبة الإسلامية، ويوسف غيشان رحيل المسيحيين من الكرك إلى مادبا، وعيسى الحميد الحقبة العثمانية، وأخيراً تناول د. بكر السواعدة مرحلة تأسيس الإمارة".
وزير الثقافة د. باسم الطويسي بارك الجهود المبذولة في انجاز هذا العمل الروائي التشاركي المتكامل إلى حيز الوجود، مؤكدا ان وزارة الثقافة تمتلك رؤية واضحة المعالم لتفعيل العمل الثقافي في محافظات المملكة والرقي بأنشطتها وأدائها، مشيرا إلى استمرارية دعمها للهيئات الثقافية بالإمكانات المتاحة.
مدير ثقافة مادبا المخرج فراس المصري قال إن مشروع الرواية جاء ضمن رؤية المديرية التي تهدف إلى تكريس مفهوم الإبداع على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الحراك الثقافي لاقى النصيب الأكبر خلال العام الماضي من خلال التركيز على المهرجانات الثقافية الفنية، وإعطاء المبدعين حقهم في نشر إبداعاتهم المختلفة، إضافة إلى أنه تم استملاك ستة دونمات ونصف لإقامة مركز ثقافي في مادبا، وهذا سيساهم في إعلاء الشأن الثقافي في هذه المحافظة التي لها تاريخ ثقافي مميز على مستوى الوطن وخارجه.
من جهته قال الروائي جلال برجس صاحب فكرة هذه "الرواية المشتركة" إن "متعارف عليه أن الرواية يكتبها واحد لكن يذهب بعض الروائيين إلى تعدد الأصوات في رواياتهم.
وفي هذه الرواية المشتركة "ذهبنا إلى تعدد الرواة وبالتالي تعدد الساردين الذي حتما سيؤدي إلى أبعاد جديدة في السرد.. انها مغامرة جديدة انطلقت من الفكرة الجماعية في الكتابة والتي ستؤتي ثمارها ليس فقط على صعيد الموضوع وتقنيات السرد إنما أيضا ستؤدي إلى مستويات لغوية سردية جديدة".
فيما اشار الباحث والناقد حنا القنصل إلى أن الرواية تمثل "فتحًا جديدًا في الرواية العربية عمومًا، والأردنية خصوصا؛ فالتجديد في الأدب عامة والرواية خاصة بحث دائب للتعبير عن علاقة الأديب بواقعه، وهو أيضا حيازة جمالية، وتنقيب عن عالم أفضل"، لافتا إلى أن الجديد في هذه الرواية أنها ليست رواية راوٍ وكاتب واحد، بل اشترك فيها تسعة كتاب من أبناء مادبا، لهم تجارب مميزة.
وعلى هامش حفل التوقيع اقيمت ندوة حول الرواية ادارها الشاعر علي شنينات وتحدث فيها د. عماد الضمور، الذي اشار الى ان "الروائي جلال برجس ورفاقه فاجؤونا برواية أبدعها تسعةُ روائيين، وهي رواية "حكايات المقهى العتيق"، التي تنهل معينها الروائي من مكان واحد هو "مأدبا" المكان والإنسان، وهذا عمل فني غير مسبوق على مستوى الكتابة الروائيّة العربية، حيث نقرأ مأدبا روائيّاً منذ الحقبة المؤابية حتى تاريخ تأسيس إمارة شرقي الأردن العام 1921".
وسعى الكتّاب، جاهدين، من خلال الرواية إلى تغطية الحُقب الزمنية المختلفة لمدينة مأدبا منطلقين من الجنس الأدبي (الرواية) التي تستوعب التاريخ والمجتمع والإنسان.
وخلص الضمور إلى نجاح كتّاب روايات (حكايات المقهى العتيق) في تصوير الملامح الفردية والحضارية للشخوص بآمالهم وأحزانهم والذهاب بعيداً إلى أماكن وتفصيلات منسيّة في كتابات المؤرخين عن مأدبا، وكتابة ما يمكن تسميته بـ"التاريخ الاجتماعي"، لمأدبا بمزج التاريخي بالدرامي بالسردي بعيداً عن لغة الأرقام الرياضية والوثائق التاريخية.