روسيا لن تملي علينا

يديعوت أحرونوت بقلم: سيفر بلوتسكي 21/1/2020 لم يعد للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اصدقاء روح بين زعماء الغرب. باستثناء زعيم واحد: رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. بين بوتين ونتنياهو نشأت في السنوات الاخيرة علاقات شخصية استثنائية، لدرجة أنه يمكن الحديث عن محور موسكو – القدس. أو لمزيد من الدقة، كرملين – بلفور. لهذه العلاقة فضائل استراتيجية عديدة، ولا سيما في الفترة الاخيرة، إذ اصبحت روسيا قوة عظمى نشيطة جدا، عسكريا وسياسيا، في الشرق الاوسط بشكل عام ولدى اعداء إسرائيل الالداء، إيران وسورية، بشكل خاص. خطر المواجهة بين قواتها المرابطة في المنطقة وبين الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو تبرر بالتأكيد تطوير وتوثيق هذه العلاقة. على المستوى الفردي ستفحص العلاقة بنجاح التوجه الإسرائيلي للرئيس الروسي ان يعفو عن نوعاما يسسخار التي تقضي في السجن الروسي محكومية غير متناسبة ظاهرا للجنحة الطفيفة التي ادينت بها أو لنقلها الى البلاد. ومع ذلك، فان خط الاتصال المفتوح بين مكتب بوتين ومكتب نتنياهو لا يمكنه ولا ينبغي له ان يبرر موافقة اسرائيلية على املاءات بوتين، لا في المجال الأمني، ولا الاقتصادي ولا التاريخي. الرئيس بوتين هو ضيف مرغوب فيه ومحترم في مناسبة (فاخرة، اضطرارية وسياسية جدا) تسمى "منتدى الكارثة" التي ستجرى في القدس غدا. لم تنس إسرائيل مساهمة الجيش الأحمر في هزيمة النازيين ودعم الاتحاد السوفياتي لاستقلال إسرائيل، ولكنها ايضا لم تنس وقوفها ضدها في حرب الأيام الستة، وقطعها العلاقات الدبلوماسية، ملاحقة اليهود من النظام السوفياتي وتصفية القمة الثقافية والوطنية اليهودية على يد ستالين في الثلاثينيات والاربعينيات. وليس مثل دول اخرى، فان روسيا ما بعد السوفياتية لم تجر حسابا حقيقيا للنفس مع اللاسامية التي سادت فيها وهي جزء لا يتجزأ من النظام القيصري والسوفياتي. بصراحة، وكما هو دارج بين الأصدقاء، مرغوب فيه اذن الايضاح للرئيس الروسي بان إسرائيل لا تقبل اقواله بان الذنب في اندلاع الحرب العالمية الثانية ملقي فقط وحصريا على الغرب بشكل عام وعلى بولندا بشكل خاص. ولا حتى جزئيا على الاتحاد السوفياتي الستاليني. ذاك الذي عقد في آب (أغسطس) 1939 حلفا مع النظام النازي وهكذا شق الطريق لاحتلال المانيا لبولندا، على كل ما ينطوي على ذلك على مصير اكثر من ثلاثة ملايين يهودي بولندي وملايين اخرى في مناطق شرق أوروبا. هذه الوصمة يسعى الرئيس بوتين لمحوها تماما. وهي لن تمحى. دون التخفيف حتى ولا في شيء من اللاساسمية العنيفة التي سادت في بولندا قبل الحرب العالمية الثانية وفي اثنائها، من الحيوي التذكير لكل الناكرين والمزيفين كون الشعب البولندي ضحية العدوان الألماني النازي، الذي انتهج في بولندا نظام احتلال وحشي على نحو خاص – تجاه البولنديين ايضا. حذار على إسرائيل الرسمية ان تساهم وتؤيد التفسير الزائف الذي ينشره الآن الكرملين لتاريخ الحرب العالمية الثانية – وللكارثة. ان السياسة التاريخية للرئيس بوتين ليست شأننا ومحظور ان تكون شرطا لعلاقات الصداقة بين الدولتين وبين الزعيمين.اضافة اعلان