رياديون: تطبيقات ذكية تقدم ثنائية خدمة الناس وتمكين المرأة اقتصاديا

d0gftfcn
d0gftfcn
إبراهيم المبيضين عمان- تحت مظلة ما يسمى بالاقتصاد التشاركي وبالنموذج نفسه الذي تعمل به تطبيقات النقل الذكية مثل "اوبر" و"كريم"، يواصل رياديون أردنيون تطوير شركاتهم الريادية وتطبيقاتهم الذكية لتقديم خدمات متنوعة للناس لتسهيل حياتهم اليومية في مجالات الصحة وطلب الطعام وخدمات التجميل وغيرها الكثير في بلد تزيد فيه نسبة انتشار الهواتف الذكية على 85 %. بيد أن المميز في هذه التطبيقات هو قيامها بدور إضافي عدا عن تقديم هذه الخدمات للناس، فهي في المقابل تسهم في تمكين المرأة وتوفير فرص العمل المناسبة لها بظروف مناسبة، في وقت تظهر فيه الأرقام الرسمية أن عدد الإناث في الأردن يقدر بنحو 4.7 ملايين يشكلن نسبة 47.1 % من السكان للعام 2017. وتقوم هذه التطبيقات التي يقوم عليها رياديون شباب، على توفير منصات عبر الهواتف الذكية تربط النساء الماهرات المتخصصات في مجالات مختلفة: التعليم، الرعاية الصحية، التجميل، وغيرها من المجالات لتوصلهن الى طالبي الخدمات وبالتبعية توفير مصادر دخل إضافية تساعدهن على تحسين حياتهن الاقتصادية والاجتماعية. يأتي ذلك في وقت تشير فيه الأرقام الرسمية الى ارتفاع معدل البطالة للإناث خلال الربع الثالث من العام الحالي ليسجل 27.1 %، فيما تشير بيانات "الإحصاءات العامة" الى أن نسبة الإناث المتعلمات اللاتي أعمارهن 15 سنة فأكثر تصل الى 93.1 %. وتشير أرقام أخرى إلى ضعف مشاركة الإناث الأردنيات في سوق العمل الأردني التي تصل الى 17.7 % مقابل 59.4 % للذكور، في الوقت الذي يصل فيه المعدل العام للمشاركة الاقتصادية للمرأة على المستوى العالمي إلى 50 %. ويرى الريادي رعد الكلحة صاحب تطبيق "كيرارز" الذكي، أن المشاركة الاقتصادية للمرأة في الأردن "ضعيفة" وتحتاج الى مزيد من العمل والدعم لرفع نسبتها، والتكنولوجيا وتطبيقاتها الذكية هي إحدى الوسائل المهمة لزيادة مشاركتها الاقتصادية وتوفير فرص العمل لها، لافتا الى أن المرأة لديها قدرة كبيرة على العمل والعطاء وأكثر من الرجل أحيانا، فضلا عن تميز المرأة بصفة "الدقة في تنفيذ الأعمال" والقيام بأكثر من مهمة في الوقت نفسه. ويقول الكلحة، إن شركته "كيرارز" تقوم ببساطة على تطبيق للهواتف الذكية يربط مقدمي الرعاية من (الممرضين ومربيات الأطفال) بالمستخدمين الذين هم بحاجة لخبرات وخدمات مقدمي الرعاية، لخدمة الناس والأهالي ممن هم بحاجة الى رعاية مرضاهم أو أطفالهم. بيد أن الكلحة أكد أن هناك جانبا اجتماعيا واقتصاديا يقوم به التطبيق، الذي يصنف تحت مظلة "الاقتصاد التشاركي"؛ حيث يوفر منصة تتيح فرص العمل للسيدات ممن يمتلكن علوم ومهن التمريض أو رعاية الأطفال. وأوضح أن تطبيقه يضم اليوم حوالي 60 (من الممرضين وجليسات الأطفال) منهم 40 سيدة، مشيرا الى أن شركته التي مر حوالي سنة على انطلاقتها تعقد دورات متخصصة لتعليم وتدريب السيدات اللواتي بحاجة الى تقوية في مجال التمريض أو رعاية الأطفال. وأكد المؤسس والمدير التنفيذي لتطبيق "بالفرن"، الريادي الأردني محمد البطيخي، أن تطبيقه اليوم يضم نحو 160 سيدة معظمهن من الأردنيات اللواتي يمتلكن مهارة إعداد الطعام المنزلي ويعملن مع التطبيق من بيوتهن؛ حيث يقوم التطبيق على توفير منصة تحل مشكلة التواصل بين المستخدمين وسيدات ماهرات يطبخن من منازلهن، ليتمكن المستخدمون من طلب أكلات بيتية بكبسة زر لتصلهم الى أماكن عملهم أو بيوتهم، وخصوصا اذا ما كانوا يخططون لـمناسبة تجمع الأهل أو الأصدقاء بدون اللجوء الى المطاعم أو الوجبات السريعة. وقال البطيخي، إن تطبيقه الذي مضت على تأسيسه سنتان ويعمل في كل من عمان وإربد والزرقاء يوفر الفرصة للسيدات الماهرات في فن الطهي ويرغبن في تحسين واقعهن الاقتصادي، للعمل براحتهن من منازلهن، الأمر الذي يساعدهن على ترتيب أمورهن العائلية والاجتماعية بدون الاضطرار لمغادرة المنزل، موضحا أن التطبيق أيضا يساعد السيدات على تسويق أكلاتهن وتوصيلها للزبائن وإدارة عملية التوصيل. وأضاف البطيخي أن التطبيق بدوره الاجتماعي هذا لاقى إعجاب وإقبال المجتمع الأردني ومجتمع السيدات منذ انطلاقته؛ حيث لمس المجتمع والسيدات القيمة والهدف الاجتماعي من تطوير التطبيق بتوفيره فرص العمل للمرأة وإيجاد مصدر دخل يساعد عائلتها على تسيير أمور حياتها اليومية. ومن جانبه، قال الريادي سيف سعد صاحب تطبيق "أستازي" إن فريقه يعمل بجد على توسيع نطاق عمل التطبيق الذي يربط الأهالي والطلاب بالمعلمين والمعلمات في مجالات مختلفة. وأكد سعد أن التكنولوجيا أتاحت فرصا كبيرة للناس والشباب وأصحاب المهارات ووفرت لهم فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، مشيرا الى أن التكنولوجيا عامل مهم يمكن استغلاله لتمكين المرأة وخلق فرص العمل المناسبة لها. وأوضح أن تطبيق اليوم يضم نحو 500 معلمة ومعلم يقدمون خبراتهم في مساقات ومواضيع متنوعة تشكل النساء منهم نسبة 40 %. وقال إن تطبيقه اليوم يفيد الناس والأهالي بالوصول الى المعلمين المهرة في مجالاتهم، وهو من جهة أخرى يوفر منصة تتيح للمعلمين العمل ساعات إضافية وتوفير مصادر دخل إضافية لهم، ما يساعدهم على تحسين حياتهم الاقتصادية. اضافة اعلان