رياديون يطالبون بإجراءات وتشريعات محفزة لقطاع الاقتصاد الرقمي والريادة

Untitled-1
Untitled-1

إبراهيم المبيضين

عمان – أبدى رياديون أردنيون تفاؤلهم الكبير باستحداث وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة محل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التعديل الأخير لحكومة الدكتور عمر الرزاز، مؤكدين أهمية هذه الخطوة في إيجاد مظلة حكومية ووزارة متخصصة ستعنى بشؤون الشركات الناشئة وتسهل تطورها في طريق التحول إلى شركة منتجة وموظفة في الاقتصاد.اضافة اعلان
وقال الرياديون لـ "الغد" بان هذه الخطوة ستختصر على الشركات الناشئة كثيرا من الأمور التي كانت ترهققها وتشكل تحديات لها في طريق التحول من أفكار إلى مشاريع انتاجية، وخصوصا في مجال تسهيل الإجراءات وتسهيل التواصل مع الجهات الداعمة لريادة الأعمال، وتبسيط الإجراءات والتشريعات التي تمس هذه الشركات الصغيرة.
يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه دراسة محلية محايدة بان الشركات الناشئة القائمة على التكنولوجيا تسهم حاليا بشكل مباشر وغير مباشر بما نسبته 0.5 % من إجمالي الناتج المحلي.
واظهرت الدراسة المشتركة – التي عملت عليها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وشركة اورانج الأردن وجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "انتاج"، بان هذه النسبة رغم انخفاضها إلا انها تتوافق مع دول العالم باستثناء الولايات المتحدة وأستراليا وكندا.
وأكدت الدراسة بان نسبة تصل إلى 93 % من الشركات الريادية العاملة في تقنية المعلومات تتواجد في العاصمة عمان، وان 2 % منها تتواجد في إربد.
وأكدت بان الدراسة اظهرت ايضا كثافة التصدير لهذه الشركات الريادية والتي تشكل نسبة عالية تصل إلى 45 % من اجمالي دخل هذه الشركات، وأن نسبة تشغيل السيدات في الشركات الناشئة المعتمدة على التكنولوجيا هي نسبة عالية، تصل إلى 23 %.
وقالت المؤسسة لشركة "الو كلاود" – المتخصصة في مضمار المحتوى والسوشيال ميديا – هند خليفات : " ان التطور هو سمة الشعوب العصرية، والتناغم مع التحولات العالمية أمر غاية في الضرورة.. إعادة تسمية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة هو تحول طبيعي ينسجم مع التحولات العالمية للتقنية بشكل عام".
وأضافت خليفات قائلة : " وفي العالم كل اقتصاديات الدول المتقدمة صار يعتمد على الريادة كعنصر حيوي في تحريك الاقتصاد كما كانت الاتصالات تفعل… الريادة إسلوب نجاة للخروج من الأزمات الاقتصادية التي تعبر العالم ، ووجود جسم مؤسسي حكومي يجمل هذا الاسم هو ببساطة استحقاق تفرضه المرحلة…".
وعبّرت خليفات عن تفاؤلها بهذه التسمية التي ترى فيها " نهج وتوجيه أولوية أكثر من مجرد إعادة تسمية… ".
وأكدت أهمية وجود هذه الوزارة الداعمة لريادة الأعمال، متأملة أن تعمل هذه الوزارة على تقديم الاستشارات التكنولوجية، وتقديم الشركات الريادية في المعارض وان تتيح للرياديين فرص الأعمال… وأن تكون جهة ترافع عن قرارات تدعم الشركات الريادية.
ومن التطبيقات والمشاريع الريادية الناجحة هو تطبيق "بالفرن" (Bilforon)، وهو تطبيق للهواتف الذكية متوافر على متاجر الأندرويد، والاي اوه اس، ويقوم على فكرة توفير منصة تحل مشكلة التواصل بين المستخدمين وسيدات ماهرات يطبخن من منازلهم، ليتمكن المستخدمون من طلب أكلات بيتية بكبسة زر لتصلهم إلى أماكن عملهم أو بيوتهم.
ويقول المؤسس لتطبيق "بالفرن" محمد البطيخي إن تأسيس وزارة للريادة هي خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن الريادة والتي تشمل قطاع التكنولوجيا وغير ذلك من الخدمات الصناعية والتجارية والاجتماعية تساهم بما يقارب الـ 15 % من الناتج المحلي الإجمالي في الدول الصاعدة وتساهم بما نسبته 60 % من فرص العمل.
واضاف البطيخي : " نرى اليوم العديد من الأفكار الإبداعية التي قد تساهم بتخفيض مستوى البطالة ورفع المستوى الاقتصادي إلا أن هذه الافكار نظرا لأنها ابتكارية وغير مألوفة تفتقر إلى قوانين وأنظمة واضحة. فتصبح التحديات الحكومية عائقا في طريق التنمية. ان وجود جهة مسؤولة عن للريادة بإمكانها أن تكون داعمة للإبداع وجهة عابرة للوزارات فتعمل على حل جميع التحديات التي قد تواجه الريادي من خلال من مؤسسة واحدة تكون هي المرجع"
وقال : نأمل ان تسهم هذه الوزارة في تشجيع الاستثمار من خلال صناديق استثمارية قيادية وقوانين محفزة للأشخاص والشركات المحلية والعالمية ، وان تعمل على تسهيل وتوفير فرص لدخول والتوسع للأسواق العالمية.
وزير الاقتصاد الرقمي والريادة مثنى الغرايبة اوضح مؤخرا للغد ان الوزارة الجديدة ستعمل على تعزيز خمسة محاور رئيسية وذلك استكمالا للجهود السابقة التي كانت تعمل عليها الوزارة في هذا الاتجاه وبالتعاون مع الجهات المعنية بمنظومة ريادة الأعمال في المملكة، مشيرا إلى أن الوزارة الجديدة ستعمل على تسهيل الوصول إلى التمويل والاستثمار في المشاريع الريادية، وستعمل ايضا على الوصول إلى الأسواق وفتح أسواق جديدة للشركات الريادية الأردنية ، والعمل تصميم البرامج لضمان توافر المهارات والموارد البشرية اللازمة للريادة.
وقال إن الوزارة ستعمل ايضا على التنسيق مع المؤسسات المعنية لبناء المهارات المطلوبة، والتنسيق مع باقي المؤسسات الحكومية لتسهيل القيام بالأعمال فيما يخص ريادة الأعمال واقتراح التعديلات على التشريعات والأنظمة والتعليمات الممكنة لذلك، إضافة إلى التنسيق مع باقي المؤسسات الحكومية فيما يخص دعم الريادة المجتمعية.
وتظهر دراسة محلية بأن هناك نحو 200 برنامج ومشروع ومؤسسة تدعم ريادة الأعمال في المملكة وبان نسبة 70 % منها يتركز عملها في العاصمة عمان.
ومن جانبه قال المؤسس لشركة "مايندروكيتس" محمود الدراوشة إن تأسيس وزارة للاقتصاد الرقمي والريادة ينطوي على أهمية كبيرة لانه يرى ان " الريادة هي المستقبل اقتصاد الأردن وهي بحاجة إلى وزارة متخصصة في شؤونها تقوم بتوفير بنية تحتية مهمة ومفيدة للرياديين وتقوم بوضع الحكومة بصورة حاجات وتحديات ومتطلبات منظومة ريادة الأعمال الأردنية".
ويأمل الدراوشة - الذي تعمل شركته على تطوير تطبيقات وبرمجيات مُساعِدة لفئة الصم – ان تسهم هذه الوزارة بمساعدة الرياديين في تخفيف التحديات التي يواجهونها وخصوصا تحديات الضرائب والتشريعات والإجراءات المساندة لعمل الشركات الناشئة.
وأشار إلى أهمية ان تعمل هذه الوزارة في مجال تسهيل وصول الشركات الريادية إلى التمويل والاستثمار لانه سيكون بمقدور هذه الوزارة التواصل مع الجهات المعنية واستحداث قوانين جديدة تدعم الاستثمار، والعمل الدائم على تحسين شبكة العلاقات الخاصة بالرياديين من خلال دعم المؤسسات المتخصصة بالريادة وتشبيكهم مع الشركات الكبيرة.
والأردن الذي يشكل عدد سكانه 3 % من سكان المنطقة، يشكل رياديو الأعمال فيه 23 % من رياديي الأعمال في المنطقة العربية، كما أن الأرقام تشير إلى تقدم الأردن 7 مراتب في مؤشر ريادة الأعمال العالمي في العام ليصبح في المرتبة 49، والذي انتقل من المرتبة 70 للمرتبة 50 على مؤشر تنافسية المواهب العالمية خلال 3 سنوات فقط.
وقال الريادي عماد عجيلات – صاحب شركة " حرييف" – وهي شركة رائدة ومتخصصة بتقديم حلول ومنتجات ذكية وفريدة لقطاع السياحة، ان استحداث وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة يأتي تتويجا للجهود المبذولة من قبل كافة المعنيين للنهوض بمستوى الخدمات والتشريعات الحكومية التي تصب في خدمة قطاع الريادة والاقتصاد الوطني بشكل عام.
وأضاف عجيلات : " نحن من الشركات الناشئة التي تعتمد بشكل مباشر على الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات رائدة لقطاع السياحة والفنادق ووجود وزارة مختصة بالاقتصاد الرقمي يعمل على تحفيز بيئة العمل ويعمل على استقطاب المهارات الرقمية، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية المختلفة المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة جزءا منها.
وأشار إلى ان وجود جهة تنسق الجهود في قطاع الريادة سيسهم في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه الشركات الناشئة مثل الحصول على التمويل وخصوصا راس المال المخاطر والعمل على فتح الأسواق في المنطقة لتصدير خدماتنا وتوسيع دائرة العملاء.