ريشة العطاونة تحول الأطباق الزجاجية لمفردات فنية

أحمد الشوابكة

مادبا- تبدع صاحبة الموهبة في الرسم تغريد موسى العطاونة بتشكيل لوحات فنية تتضمن مناظر طبيعية وشخصيات متنوعة، باستخدام الريشة والألوان على الأطباق الزجاجية، إلى جانب تزيينها الجدران برسومات متعددة.اضافة اعلان
انطلقت العطاونة لتنفيذ العديد من المبادرات التوعوية والاحتفالية بمناسبة المئوية لتأسيس المملكة الأردنية.
وبحسب قولها لـ"الغد"، فإنها تؤمن بأن الفن انتظار دائم لشيء جميل، كما هي الحياة، فهي تجد في عملها هذا متعة لا توصف، وباتت مهنتها التي تعتاش منها وأسرتها في منزلها، والذي خصصت جزءا منه كـ"مرسم" لتنفيذ أعمالها الفنية.
وتؤكد أن الفن لا يقتصر على رسم لوحات فنية فقط، لكن هناك من يرسمون على الجدران ومن يرسمون على الأطباق والدروع، وغيرها من الأفكار التي تحول الأشياء البسيطة لأعمال فنية بها الكثير من الإبداع.
وتستخدم العطاونة فرشاتها وألوانها لتزيين الأطباق، وكل ما هو زجاجي، لوضع بصمتها الخاصة، وتنفيذ أعمال فنية من الأطباق، ورسم لوحات فنية على الأطباق الزجاجية، وفق قولها "أحب فكرة أنني لا أقوم فقط بإنشاء شيء جميل ولكن أيضًا مفيد، آمل بأن يتم استخدام أعمالي وأحبها وأن تجلب الكثير من الطاقة الإيجابية والابتسامات في حياتكم".
العطاونة تقوم برسم الدروع والأطباق الزجاجية، وتزينها بألوان مبهجة وبراقة، لتبدو قطعة لافتة غير تقليدية، باستخدام ألوان فريدة من نوعها، إذ تحول الدروع والأطباق العادية لدروع وأطباق تدخل البهجة للنفوس. وعن مبادراتها التي أطلقتها بالرسم على الجدران، فتؤكد العطاونة الحاصلة على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، أن الفن في العمل الاجتماعي التوعوي في مادبا أضحى مألوفا، والسبب أن المبادرات ليست تقليدية ومتكررة، بل هي نتاج فكري ومعبأة وغزيرة بالعلم والمعرفة التي تنساق مع الحدث التوعوي، وبأسلوب مقبول لدى المتلقي أو المشاهد لجداريات المبادرات.
وتقول، إن فكرة المبادرات تولد لتلبية حاجات إنسانية واجتماعية عاجلة تتعلق بتوعية المجتمع من المخاطر السلبية والمؤذية بصحة الإنسان، موضحة أن هذه المجموعة من الرسومات التي نفذت على الجداريات تعمل على نشر حلقات للوعي الجمالي والثقافي والتشكيلي.
وترى أن الجداريات تجسد الفكرة الجوهرية لمعنى الفن، وأن الفن التشكيلي لم يكن يوما شأنا نخبويا، بل إن مساهمة الفنون في تنمية المجتمع ودعم خياراته في التنمية والرفاهية والوقاية، ظلت متوفرة منذ عقود، مؤكدة أن الفنانين هم ليسوا مجرد رسامين، وإنما لديهم مشاعر متوهجة تتفاعل مع قضايا المجتمع، وإن المبادرة جزء من رسالة الفن.
وأضافت، أن مشروع الرسم على الجدران عبارة عن تزيين وتغيير الجدران "الميتة" وإحيائها من جديد بمنظر جمالي من الناحية الاجتماعية والفنية والتوعوية، وتهديه إلى روح ابنتها الراحلة.
وتقول "إن الفنان إنسان مرهف، وهذا قاسم مشترك بين الفنانين، إنسان شفاف يتعاطى مع الواقع والحياة بمشاعر عالية وخلاقة، وضروري أن يكون هناك تنوع بالفن واختلاف بالآراء"، مشيرة إلى أن مدارس الفن التشكيلي التي مرت بها كالمدرسة الواقعية والكلاسيكية والانطباعية وغيرها، أغنت لديها الحركة التشكيلية ووضعتها في مصاف الريادة.
وتنحاز أعمال العطاونة إلى استلهام الأسلوب الواقعي المتمثل في التعبير عن عناصر مختلفة من البيئة المحيطة، والتي تتمثل في رسم الوجوه والطبيعة والبيوت القديمة وشبابيكها الصغيرة، وشكلت مفرداتها مع التراث عناصر القوة والسحر في لوحاتها.
وتضيف "جاء فني مرافقًا لجماليات الحياة بأدق تفاصيلها، فتولد في لحظة وللظرف الحالي"، مشيرة إلى أنها تبني ثقافة الحياة على نظرياتها المختلفة، مبينة "أعمالي نتاج أي حالة تخطر في خيالي تؤثر تلقائيا في الفكرة المراد رسمها، وأعني أكثر الأجواء الطبيعية التي أستند إليها في رسوماتي، فتتولد لدي حركة فنية خاصة، وما يمزجها بسماع الموسيقى في مرسمي الخاص".
وترنو العطاونة لأن تحقق حلمها الساعي إلى إقامة معرض للوحاتها ومشغولاتها الفنية، بعد أن أنشأت مرسماً لها في منزلها، حيث تمضي معظم أوقاتها فيه والذي وصفته بـ"الصومعة"، فتلجأ إليه لتنتقل إلى عالمها القائم على خيالها وفكرها والقيم الخاصة بها.