زخارف ونقوش وتاريخ جمعت بين ضريح "النويجيس" في عمان و معبد "باخوس" في بعلبك لبنان

 

  عمان-"النويجيس" ضريح روماني قديم في شمال عمان يتماثل بزخارفه ونقوشه الرائعة وتاريخ بنائه مع معبد باخوس في بعلبك واللذين يعود بناؤهما الى النصف الاول من القرن الثاني الميلادي .

اضافة اعلان

تشاهد ذلك البناء الاثري المتألق بروائع النحت والفن المعماري المميز خاصة الواجهة الامامية للضريح التي تزنرت بـ " افريز" حجري ثلاثي الاضلاع نقشت عليه اشكال بيضاوية وسهام ذكرت المراجع الاثرية انها تماثل نقوش ورسومات معبد "باخوس" في منطقة بعلبك الاثرية في لبنان التي تعرضت قبل ايام لقصف الطائرات الاسرائيلية والحقت باثارها الرائعة اضرارا بالغة .

يقع مدفن النويجيس في سفح تلك التلة الصغيرة بجانب طريق طبربور - عين غزال لجهة الشرق. مشرع بابه على مطلع عين الشمس.. ليقتبس من ضوئها اول خيوط اشعتها. عندما تطل من على رؤوس جبال عمان الشرقية.

وليس هناك من دلالة قطعية للتعريف في هذا البناء الاثري القديم الا من خلال الاسم الذي عرف به "النويجيس" الذي يعتقد الدكتور فوزي زيادين في كتابه عمان الكبرى تاريخ وحضارة " ان الاسم الحقيقي هو النويقيس أي تصغير الناقوس، وذلك بسبب الجرة المعلقة في اعلى القبة والتي يعتقد انها جرس. في حين ان معنى كلمة الناجس في اللغة العربية هو" الهربذ" القائم على المعبد او الكنيسة. كما جاء في مبادئ اللغة للاسكافي تحقيق الدكتور يحيى عبابنة والدكتور عبد القادر خليل.

  شيد المعبد على قاعدة مبنية من الحجارة الضخمة يتم الصعود اليها من خلال درج حجري يفضي الى ساحة صغيرة مبلطة يقف البناء المكعب الشكل فوقها وعلى اركانه الاربعة دعامات منحوتة من الحجر يلف جدرانه حزام حجري نحتت عليه زخارف ورسومات كرنثولية لنباتات طبيعية مختلفة متقنة الدقة والابداع .

وتلج الى المدفن عبر بوابته الحجرية الصرحية المنقوشة بالرسوم لتقف في الفناء الواسع تحت القبة المحمولة على زوايا البناء الاربع وفي اعلاها قاعدة ثمانية الشكل علقت بها جرة حجرية. يعتقد ان لها علاقة بدفن الموتى في هذا الضريح .

وعلى الاركان الاربعة من البناء في الداخل توجد حجرات صغيرة في كل منها منارة اضافة الى المنارة الموجودة في الحنية نصف الدائرية على واجهة الجدار الغربي والمقابلة لبوابة المدفن والتي يعتقد انها كانت توضع عليها المصابيح " الاسرجة" لتضيء المكان.

ويرجع علماء الاثار تاريخ بناء المدفن الى العصر الروماني القريب من عهد الامبراطور انطونيوس بيوس الذي في عهده بني المدرج الروماني في عمان.

  وعودة الى "معبد باخوس" في بعلبك الذي يعد من اروع الروائع الاثرية في لبنان والتي ادرجتها منظمة اليونسكو اضافة الى اثار مدينة صور ضمن لائحة التراث العالمي منذ العام 1994 لكونهما من المواقع الاثرية التي تتميز بقيمة اثرية تاريخية نادرة من الحقبة الرومانية الاولى. ويمثل الاعتداء عليها عسكريا اعتداء على التراث العالمي الذي كفلت حمايته اتفاقية اليونسكو المتعلقة بحماية الاملاك الثقافية والتراث العالمي والثقافي والطبيعي في حالات النزاع المسلح واتخاذ كافة التدابير التنفيذية الخاصة بتامين حمايتها والمحافظة عليها.