زوار جرش: من آلاف إلى 150 فقط

figuur-i
figuur-i

صابرين الطعيمات

جرش – فيما انخفضت أعداد الزوار لجميع مواقع محافظة جرش السياحية، الذين كان يصل تعدادهم نهاية كل اسبوع الى عشرات الآلاف العام الماضي، الى 150 زائرا فقط في احسن الاحوال، فرضت ظروف كورونا بطالة وتعطلا عن العمل، بين مئات العاملين في المطاعم السياحية والأكشاك، والجمعيات التي تقدم خدمات سياحية للزوار.اضافة اعلان
وهو ما أكده رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة جرش المهندس فايز الحراحشة، والذي بين ان عدد زوار الغابات والمحميات الطبيعية تراجع بنسبة كبيرة جدا مقارنة مع الشهور الماضية ووصل الى ارقام لا تتجاوز 150 زائرا، وذلك لأسباب تتعلق بظروف الجائحة والأوضاع الاقتصادية، فضلا عن بدء العام الدراسي الجديد ودوام الجامعات بداية الشهر المقبل، وبدء فصل الخريف وانخفاض درجات الحرارة.
وأضاف أن الغابات والأحراش باتت الآن بأمس الحاجة لحملات تنظيف وجمع للنفايات، التي تقدر بمئات الأطنان بعد تراجع حركة الزوار وتركهم مئات من أطنان المخلفات بين الاشجار، والتي تسهم في انتشار ونشوب الحرائق كذلك، مشيرا الى أن ظروف الجائحة ومنع التجمعات اوقفت حملات التنظيف هذا العام، حرصا على صحة المواطنين ومنعا للتجمعات وفق أوامر الدفاع.
وقال الحراحشة، ان كوادر قسم الحراج تعمل على مدار الساعة من خلال الدوريات الراجلة وأبراج المراقبة لمنع تجدد أي اعتداء على الثروة الحرجية، خاصة في هذا الوقت الذي يقصد فيه تجار الحطب الغابات لغاية تحطيبها وبيع الحطب للمواطنين قبيل حلول فصل الشتاء.
وأكد أنه لا يسمح بأي اعتداء أو تجاوز او تعد على الثروة الحرجية، مشيرا الى انه سيتم ايقاع أشد العقوبات بالعابثين بالغابات وتجار الحطب.
وقال الناشط أكرم الرواشدة، ان عدد زوار المواقع الأثرية تراجع بنسبة لا تقل عن 95 %، مشيرا الى ان هذا التراجع يتضح من خلال حركة المرور شبه العادية في نهاية الاسبوع، والاقبال على المطاعم السياحية وخلو الغابات والمحميات الطبيعية من الزوار.
وأكد أن جميع العاملين في قطاع السياحة تحولوا إلى متعطلين عن العمل، ومنهم من اتجه للعمل في قطاعات أخرى أكثر نشاطا بغض النظر عن ساعات العمل وطبيعته ووقته، والتركيز على توفير لقمة العيش لأسرهم.
وقال محمود الحوامدة وهو أحد اصحاب المطاعم في جرش، إنه اضطر لمنح اغلب عماله إجازة من دون راتب أو الاستغناء عن خدماتهم، والاكتفاء بعدد قليل من العمال، نظرا لتراجع الحركة السياحية التي كان يتم الاعتماد عليها في تشغيل الايدي العاملة وتوفير فرص عمل لربات المنازل اللواتي كن يسهمن في إعداد الأطعمة التي تتطلب جهدا ووقتا كبيرين في منازلهن، مثل المخللات والمربيات والمحاشي والأكلات الشعبية التي كانت عامل جذب لزوار مدينة جرش.
وبرر الحوامدة هذا التراجع في الحركة السياحية بظروف الجائحة وزيادة عدد الحالات ومخاوف المواطنين من انتشار الوباء بصورة أكبر، وتوجه آخرين إلى تخزين مواد غذائية وحاجيات أساسية في حال تكرر الحظر الشامل، فضلا عن ظروف اقتصادية صعبة يمر بها المواطنون.
وقال الشاب العشريني أمجد أبو خروب من ابناء مخيم جرش، إنه كان يعيل أسرته من خلال العمل مع زوار الغابات والمواقع الأثرية باستخدام الحيوانات التي يقدم من خلالها خدمات ترفيهية لهم، لكنه وبعد تراجع الحركة السياحية توقف عمله مع المتنزهين واضطر إلى تأجير الحيوانات التي يمتلكها للمزارعين لغاية الحراثة عليها.
وأضاف أنه توجه للعمل في قطاع الإنشاءات بدخل لا يزيد على 10 دنانير يوميا وهو يعيل أسرة مكونة من 9 افراد، بينما كان العمل مع الزوار يوفر له دخلا لا يقل عن 25 دينارا يوميا و40 دينارا في نهاية كل أسبوع.
وقالت رئيسة جمعية سيدات جرش هبة زريقات، ان العشرات من أعضاء الجمعة كن يعملن مع الافواج السياحية في تقديم خدمات الطعام والشراب، فضلا عن عرض المنتوجات الجرشية والتاريخية والغذائية التي تشتهر بها مدينة جرش ويتم تسويقها في المواقع الأثرية، مشيرة الى ان تراجع عدد الزوار أدى إلى تعطل العشرات من السيدات والتوقف عن الإنتاج منذ شهور وإلى اشعار آخر.
وترى أن السيدات العاملات كن يوفرن مصادر دخل ثابتة لأسرهن التي يعلنها، لكنه في الوقت الحالي توقف مصدر رزقهن وتعرضت منتوجاتهن للتلف لضعف التسويق.
وقال مصدر مطلع في مديرية سياحة جرش، ان عدد زوار الموقع تراجع بنسبة كبيرة جدا مع بدء العام الدراسي، نظرا للتغير المناخي الذي تمر به المملكة، فضلا عن ظروف الجائحة وتغير اهتمامات المواطنين.
وأضاف أن الموقع الاثري جاهز على مدار الساعة لاستقبال الزوار، ومجهز بكل وسائل السلامة العامة، مشيرا الى ان حركة الزوار تعتمد على الظروف الاقتصادية والوبائية والجوية التي تمر بها المنطقة، وبالتالي من الطبيعي أن تتذبذب في هذه الفترة.