"سؤال المؤثرين": ماذا بعد تعطل السوشال ميديا؟

Untitled-1
Untitled-1
ريم زايد عمان – لم تغدُ منصات التواصل الاجتماعي قليلة التأثير، تحديدا بعد ظهور المؤثرين والنشطاء وصانعي المحتوى ممن يبثون تفاصيل حياتهم الخاصة والشخصية. وذلك سعيا وراء رفع نسب المشاهدات والمتابعين، وبالتالي يشكلون بيئة خصبة لناشري الإعلانات والمُعلنين وأصحاب شركات حديثة التأسيس. مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك، انستغرام، سنابشات، تيك توك”؛ لم تعد متصفحات دردشة فحسب، بل مدونات شخصية ومصادر رزق للكثيرين. وعليه اعتبر الكثير منهم الحدث العالمي بـ”تعطل” 3 تطبيقات أساسية، أمرا “خطيرا”، يجبرهم على إعادة النظر بنشاطهم الحياتي والعملي، والتفكير أكثر بالقدرة على البقاء.

هل تعد تلك التطبيقات مصدر رزق آمن ومستدام؟

يؤكد أحد مؤثري موقع “فيسبوك” المسوّق حامد قويسم، أن التواجد على منصة واحدة والظهور إلى الجماهير من خلالها، قد يكون خطيراً في الحياة المهنية. وذلك لأن أي قرار جائر من مؤسسي تلك المنصة، قد يجبر الشخص على إعادة بناء نافذته التي أطل على متابعيه منها مرة أخرى. لذلك من الأفضل التواجد على منصات عدة لتوزيع الأصول وضمان الديمومة قدر المستطاع. وحول سلبيات ارتباط مصدر رزق الإنسان بمواقع التواصل الاجتماعي، يبين أن أبرزها تفريق الإنسان عن بيئته وعائلته، ليصبح غير قادر على الإنصاف بين الحياة العملية والشخصية. ويشدد قويسم على أن الناشرين على منصات التواصل الاجتماعي يحرصون على وجود الإنترنت في كل مكان يذهبون إليه، وأن عملهم بالطبع يتأثر عند انقطاعه. وهو الأمر الذي يجعلهم دوماً حريصين على وجود بدائل احتياطية لتغطية شبكة الإنترنت حتى لا يكون مقيداً أو لا يستطيع العمل في مكان ما. وجاء الحديث حول ديمومة مواقع التواصل الاجتماعي ووجودها، إثر التعطل العالمي لتلك المواقع قبل يومين، لأكثر من 6 ساعات. وبحسب آخر التقارير العالمية الصادر في مطلع العام 2021، فإن عدد مستخدمي تلك المنصات هو؛ “فيسبوك” المنصة الأكثر استخداماً 2.8 مليار مستخدم نشط. فيما تطبيق المراسلة “واتساب” 2 مليار مستخدم، و”إنستغرام” 1.22 مليار مستخدم حول العالم، وتندرج جميعها تحت ملكية شركة “فيسبوك”.

تعطل “مواقع التواصل” برمجياً وليس تقنياً

الخبير التقني والدكتور في كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك أنس الصبح يوضح أن التعطل الذي حدث قبل يومين في مواقع التواصل الاجتماعي، ليس تقنياً بل برمجي، لأن الموقع موجود لكن عملية الإرسال توقفت. ويتابع أنه قد يكون هناك عزم على تغيير سياسات ونصوص اتفاقيات مواقع التواصل الاجتماعي “مثل واتساب وفيسبوك وإنستغرام” أو إجراء بعض الإضافات. لذا كانت تحتاج إلى تعطيل مؤقت لتتم العملية بنجاح وقد يتم تحديث هذه السياسات، ما يؤدي إلى تعطل هذه المواقع. ويرجع الصبح التعطل إلى تغيير في بعض نصوص المواقع الإلكترونية، وتغيير في “الويب سيرفيس” لها، وأن معظم خدمات الويب ومواقع التواصل الاجتماعي “أوفر كلاود” أي “. . وهذا يعني انها تخزن بياناتها داخل السحابة البرمجية”. ما يؤدي إلى قطع الاتصال للبرمجية وليس للسيرفر الأصلي. ويؤكد أن الكثير من الأقاويل ترجع أسباب الإرسال والاستقبال إلى أن التعطل المؤقت لمواقع التواصل سببه قد يكون أخذ نسخة احتياطية من البيانات الموجودة عليه، لصالح الشركة المالكة نفسها. وبقوله “إن هذا قد يحدث فعلا”، أو إنه تم تلقي إشعار لمحاولات اختراق فتم تعطيل النظام حفاظاً على سرية معلومات المستخدمين.

ما حدث جرس إنذار و”جائحة سيبرانية”

الخبير الاقتصادي الاجتماعي حسام عايش، يلفت إلى أن ما حدث من يومين هو جرس إنذار خطير، وشمل العالم أجمع، ونستطيع تسميته بـ”جائحة سيبرانية”. ونتائجه الاقتصادية والاجتماعية لا شك أنها ستكون مؤثرة في الأيام والأسابيع المقبلة. و بالنظر إلى أن هذه الحالة لم تكن الأولى لكنها الأطول مدة، رغم أنه كان يجب أخذ العبر من المرات السابقة للتقليل من مضاعفات ما حدث. ويرى أن البنية الرقمية بحاجة إلى إعادة النظر فيها لزيادة أمن المعلومات والبيانات. ويعني “أننا لسنا في بيئة رقمية بيانية آمنة 100 %”، ما يعني أن المجتمعات والدول عليها أن تتنبه إلى أن التقنيات التقليدية يجب أن تبقى موجودة، لمواجهة أي انقطاعات مستقبلية قد تمتد لأيام. ويؤكد عايش أن الخسائر في الحالة الاستثنائية التي حدثت هي نوعان؛ خسائر مباشرة كما حدث في الشركات وملاكها، وهي خسائر دفترية تصل إلى 7 مليارات تخص مالك “فيسبوك”. وأخرى عالمية كخسائر الشركات ذات البورصات والأسهم العالمية التي لها امتداد مع شركة “فيسبوك” وغيرها ممن شملهم انقطاع الانترنت.

الخسائر على الصعيد المحلي

أردنياً الخسائر محدودة، هكذا علق عايش حول تأثر الأردن اقتصادياً بعد تعطل بعض شبكات التواصل الاجتماعي، معزياً ذلك إلى أن حجم الاقتصاد الرقمي الأردني قليل. وأيضاً التوقيت ليلاً، فالحركات الرقمية المصرفية التي تخص رجالات الأعمال والمعلنين قليلة، ولو امتد لساعات النهار لكانت الخسائر أكبر. ويتابع عايش حديثه حول المؤثرين “المدونين” على المنصات التي انقطع عنها الإنترنت، قائلا “يوجد الكثير من الناشرين من تكبد خسائر مادية أو جماهيرية أفقدتهم إعلانات في ظل فترة انقطاع الإنترنت”. خاصة وأن وتواجدهم واعتمادهم الكلي على النشر الرقمي على إحدى المنصات. وبرأيه، فإن هذا الخطأ “كارثة اقتصادية” على كل من يبني أعماله المهنية على الأدوات الرقمية. مبينا أن شركات الدعاية والإعلان ستنظر في الأمر مراراً وتعيد النظر بشدة حول ضرورة عدم الانجراف وراء الإعلانات على شبكة التواصل الاجتماعي وعبر حسابات المؤثرين. بل ستتوجه أكثر للنشر على الشبكات الإعلامية والإعلانية التقليدية.

سبب العطل بحسب فيسبوك

“فيسبوك” كانت قد أوضحت في بيان أن العطل الواسع سببه “تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم” التي تربط من خلال الإنترنت هذه المنصات بمستخدميها. وأضافت “أن العطل الفني تسبب بسلسلة من المشاكل التي أثرت على أدوات وأنظمة كثيرة نستخدمها داخليا بشكل يومي، ما عرقل جهودنا لتشخيص المشكلة وحلها”. وفقاً لموقع “داون ديتيكتور” المتخصص برصد أعطال الخدمات الرقمية، فإن العطل الذي أصاب “فيسبوك” وتطبيقاته هو “أكبر انقطاع حتى الآن”. وفي تغريدة على “تويتر”، أوضح “داون ديتيكتور” أنه تلقى “أكثر من 10.6 مليون بلاغ عن عطل من حول الكوكب”، مشيراً إلى أن أول بلاغ عن عدم القدرة على الدخول إلى “فيسبوك” ورده قرابة الساعة 15:45. وبعد حوالي سبع ساعات، بدأت خدمات “فيسبوك” وتطبيقاته بالعودة عبر الإنترنت.اضافة اعلان