سخر من لقاح كورونا.. ثم ماذا حدث له؟

سخر من لقاح كورونا.. ثم ماذا حدث له؟
سخر من لقاح كورونا.. ثم ماذا حدث له؟
الغد- تناقلت وسائل إعلام متعددة قصة رجل أميركي سخر من جهود التطعيم لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" على وسائل التواصل الاجتماعي، فماذا حدث له؟ الجواب هنا مع آخر التوصيات حول لقاحات كورونا. نقلت قصة ستيفن هارمون وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) و"إن بي سي نيوز" (NBC News) و"بي بي سي" (BBC) وغيرها كما ترجمت الجزيرة نت. وبعد أن سخر من لقاحات كورونا، توفي هارمون (34 عاما) هذا الأسبوع في مستشفى بمنطقة لوس أنجلوس بعد إصابته بالفيروس. ونشر ستيفن هارمون صورا لنفسه في سريره بالمستشفى، وكتب أنه مصاب بالتهاب رئوي ومستويات أكسجين منخفضة للغاية وكان على وشك التنبيب. وقامت وكالة سند في شبكة الجزيرة بتتبع تغريدات هارمون وردود الأفعال على القصة. وفي تغريدة سابقة له كتب "إذا كنت تواجه مشاكل بالبريد الإلكتروني، فسأقوم بالرد عليك، إن لدي 99 مشكلة ليست من بينها التطعيم". وقال الدكتور أورين فريدمان -الذي يعالج مرضى كوفيد-19 في مركز "سيدارس سيناي" (Cedars-Sinai) الطبي في لوس أنجلوس- لتلفزيون "كيه سي بي إس" (KCBS-TV) إن وفاة هارمون كانت "محبطة بشكل لا يصدق"، وأشار إلى أن عدد حالات دخول كوفيد-19 (للمستشفى) قد تضاعف 10 أضعاف. وقال فريدمان إنه عمليا كل شخص مرض بكورونا لدرجة تطلبت دخول المستشفى لم يتلق التطعيم. وتشير المعطيات المتوافرة إلى أهمية التطعيم في حماية الناس من الإصابة بحالات حادة من كورونا تتطلب دخول المستشفى وقد تقود للوفاة. ووفقا لتقرير سابق في الجزيرة نت؛ يقول خبراء في الولايات المتحدة إن 99% من وفيات كوفيد-19 هم من الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم. ووفقا لمسؤولي الصحة العامة، فإن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يتم نقلهم إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا والذين توفوا بسبب المرض؛ لم يتم تطعيمهم، وفق تقرير نشره موقع "سي نت" (cnet). وقالت الدكتورة روشيل والينسكي مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها -أول أمس الجمعة- إن أكثر من 97% من حالات دخول المستشفى من فيروس كورونا في الوقت الحالي هي لأشخاص غير محصنين، مضيفة أن "هناك رسالة واضحة قادمة: لقد أصبح هذا جائحة غير الملقحين". تحذير أميركي وتسريع أوروبي وحذر كبير أطباء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة أنتوني فاوتشي من أن البلاد تتحرك في "الاتجاه الخاطئ" بمكافحة موجة جديدة من جائحة فيروس كورونا، حيث تتباطأ التطعيمات. وكان عدد متزايد من الدول الأوروبية قد بدأ في تعزيز الإجراءات لمكافحة جائحة كوفيد-19، وسط تزايد الإصابات بفعل تفشي السلالة "دلتا"، وذلك بالضغط على المواطنين لتلقي اللقاح والالتزام بالإرشادات، وفقا لرويترز. وحذت إيطاليا -الخميس الماضي- حذو فرنسا وأعلنت أن الحصول على اللقاح أو توفر المناعة سيكون إلزاميا لممارسة عدد من الأنشطة بما يشمل تناول الطعام في مناطق مغلقة ودخول أماكن مثل صالات الألعاب الرياضية وحمامات السباحة والمتاحف ودور العرض السينمائي. وجعلت اليونان من تقديم شهادة بالحصول على اللقاح أمرا إلزاميا للسماح بدخول المطاعم والحانات منذ الأسبوع الماضي، بينما طبقت عشرات البلديات في البرتغال قيودا خلال عطلة نهاية الأسبوع في الأماكن المغلقة منذ أوائل يوليو/تموز الجاري. ودافع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي عن قراره بجعل ما يعرف باسم تصريح المرور الأخضر إلزاميا للمشاركة في أغلب أنشطة الحياة العامة، وقال للصحفيين إن "السلالة دلتا أشد خطرا من السلالات الأخرى.. تصريح المرور الأخضر ليس تعسفيا لكنه شرط ضروري لعدم وقف الأنشطة الاقتصادية. دون لقاح سيكون علينا أن نغلق كل شيء من جديد". ورغم الارتفاع الكبير في عدد حالات الإصابة لم تتزايد حالات الوفاة والدخول للمستشفيات بذات المعدل، على خلاف موجات التفشي السابقة للمرض، وذلك بفضل حملات التطعيم الجماعية منذ بداية العام 2021. لكن مع بلوغ نسبة من تلقوا اللقاح بجرعتيه في دول الاتحاد الأوروبي 54% فقط من البالغين، تخشى الحكومات من أن عشرات الآلاف سيسقطون ضحية للمرض إذا لم تصبح وتيرة حملات التطعيم أسرع. هل يتعين على من تلقوا تطعيم كورونا وضع كمامة؟ ما زالت اللقاحات فعالة في منع دخول المستشفى والوفيات وحالات العدوى نادرة بين الأشخاص الذين تم تحصينهم، لكن -وفقا لبعض الخبراء الذين قابلتهم وكالة الصحافة الفرنسية- لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع. فعلى الناس مراعاة عوامل مثل معدل انتقال العدوى في محيطهم ومستويات الأخطار الشخصية ومدى تحملهم الأخطار لمساعدتهم على تحديد ما هو الأفضل بالنسبة إليهم. وفي مايو/أيار الماضي، تخلت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها -وهي هيئة الصحة العامة الفدرالية الرئيسية في الولايات المتحدة- عن نصائحها بشأن وضع قناع الوجه لمن تم تطعيمهم بالكامل. بحلول ذلك الوقت، كان عدد الإصابات يتراجع بسرعة، وكانت إدارة بايدن تميل إلى إعلان العودة إلى الحياة الطبيعية عقب حملة تطعيم مكثفة. لكن الخميس الماضي، سجلت البلاد أكثر من 50 ألف إصابة بكوفيد-19، ونُسب ارتفاع الحالات بشكل رئيسي إلى المتحورة دلتا، وتركزت بشكل كبير في المناطق التي سجلت أدنى معدلات التطعيم. لكن تجدر الإشارة إلى أن الزيادة في الإصابات لم تترجم إلى زيادة متناسبة في أعداد من أدخلوا المستشفيات وفي عدد الوفيات. وتسجل حاليا نحو 200 وفاة يوميا، وهو رقم يقل بكثير عن 3 آلاف و500 وفاة يومية خلال ذروة موجة الوباء في الشتاء. وقالت الطبيبة روشيل والينسكي مديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" (CDC) -الأسبوع الماضي- إن أكثر من 97% من حالات دخول المستشفى هي بين أشخاص لم يتلقوا اللقاح، بينما قال رئيس الأطباء الأميركيين فيفيك مورثي إن 99.5% من الوفيات سجلت أيضا بين أشخاص غير ملقحين. ودافعت روشيل والينسكي -الخميس الماضي- عن موقف "سي دي سي" من وضع الكمامة، وأصرت على أن الهيئة قالت دائما إن الأفراد يجب أن يأخذوا الظروف المحلية في الاعتبار. وقالت "إذا كنت في منطقة فيها معدل إصابات مرتفع ومعدل تطعيم منخفض وحيث تتزايد حالات الإصابة بالمتحورة دلتا؛ فيجب عليك بالتأكيد وضع كمامة إذا كنت لم تتلق اللقاح". وأضافت "إذا تلقيت اللقاح، ستحصل على حماية استثنائية بفضله، لكن لك الحرية في أن تقرر إضافة طبقات حماية إضافية". وأيد جوزف ألين -الأستاذ المساعد في كلية هارفارد للصحة العامة- موقف والينسكي بقوله "لا أعتقد أننا في مرحلة ما زالت فيها التوصية بوضع الكمامة منطقية بالنسبة إلى الجميع، سواء في الولايات المتحدة أو سائر الدول التي حصلت نسبة عالية من سكانها على اللقاح". وقال ألين "بالنسبة إليّ، فإن الهدف من كل اللقاحات كان دائما تفادي الحالات الشديدة والوفيات، وهذا بالضبط ما نحصل عليه منها وبشكل جيد حقا". وضع الكمامة إذا كانت منظمة الصحة العالمية ما زالت تحض الأشخاص الذين تلقوا طعومهم بالكامل على الاستمرار في وضع الكمامة، فهذا خصوصا في ضوء الوضع العام؛ إذ لم يتم تطعيم سوى 13.4% من سكان العالم بشكل كامل. لكن، كلما ازداد انتشار الفيروس في بيئة ما، ازداد احتمال تسجيل إصابات أيضا بين أولئك الذين تم تطعيمهم. وقارنت سيلين غوندر -عالمة الأوبئة والمتخصصة في الأمراض المعدية- الوضع قبل ظهور المتحورة دلتا بالقيادة حول الحي الذي تعيش فيه، في حين أن الوضع الحالي كما قالت أشبه بالقيادة على حلبة سباق. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية "عندما تقود سيارتك في حيك، يكفي وضع حزام الأمان، لكن إذا كنت في مضمار سباق، ستحتاج بالإضافة إلى حزام الأمان إلى خوذات ووسائد هوائية". وتمثل الكمامات بنظرها طبقات الحماية الإضافية هذه.اضافة اعلان