سد الموجب قبلة لهواة صيد الأسماك وعشاق المغامرة

مشاهد من منطقة سد الموجب- (الغد)
مشاهد من منطقة سد الموجب- (الغد)
أحمد الشوابكة مادبا- يلجأ هواة صيد الأسماك للذهاب إلى سد الموجب الذي يبعد عن مدينة مادبا زهاء 35 كم باتجاه الجنوب والشمال من مدينة الكرك، لقضاء أوقات فراغهم والاستمتاع بأجواء الصيد والاسترخاء، وفق مواطنين، الذين يؤكدون أن ظاهرة صيد الأسماك في سد وادي الموجب بدأت تزداد يوما بعد يوم، من قبل الهواة الذين يصطحبون عائلاتهم لقضاء أوقات ممتعة في هذه المنطقة. ويقول المواطن سليمان الحيصة، "إنه يجد استمتاعا رائعا بسحر الطبيعة في منطقة وادي الموجب، لكنه يؤكد أن المنطقة بحاجة إلى إعادة تأهيل وتطوير وتحديث، واهتمام ورعاية من قبل الجهات المختصة، لتكون نقطة جذب للسياح والزوار، وبالتالي للاستثمار"، مطالبا وزارة السياحة والآثار بضرورة إدراج الوادي ضمن سياستها الترويجية للمواقع السياحية والأثرية، وخصوصا أنه يتوافر فيه مختلف الأشكال السياحية. ويضم وادي الموجب، الذي ذكر في مسلة الملك المؤابي ميشع كموش، العديد من الآثار المهمة التي تعود إلى أزمنة وحضارات منذ آلاف القرون، فيما يُحمى مدخل الوادي ببرجين مربعي الشكل، بينما أقيم في العصر الحديث سد على هذا الوادي يحمل اسمه، يُعد من أهم السدود في المملكة والبالغة 14 سدا. وتحتوي محمية وادي الموجب على تنوع حيوي يشكل قائمة واسعة من النباتات والحيوانات التي تصل إلى 412 صنفا نباتيا وأكثر من 50 صنفا حيوانيا، فيما تعتبر ممرا للطيور المهاجرة دوليا، ما يُعد من الميزات النوعية للوادي، على ما أوضح مصدر من وزارة الزراعة، مطالبا الحكومة بضرورة استقطاب القطاع الخاص وتشجيعه على إقامة مشاريع استثمارية فيها، لتسهم في توفير فرص عمل من شأنها أن تحد من مشكلتي الفقر والبطالة لدى شباب المنطقة. ويؤكد المهندس الجيولوجي جورج حدادين، أهمية السياحة الجيولوجية، والتي أصبحت نمطًا سياحيًا مهمًا وجاذبًا للاستثمارات، مشيرًا إلى ضرورة إنشاء مركز لدراسات السياحة الجيولوجية والبيئية، وخلق برامج تعاون مع الهيئات الرسمية، وإنشاء فرق متخصصة لتقديم استشارات لمساعدة الهيئات السياحية في تطوير منتجات السياحة الجيولوجية. من جانبه، يرى الإعلامي الزميل غازي أحد سكان منطقة ذيبان، أن السياحة البيئية ذات التوازن البيئي ظاهرة جديدة تهدف إلى البحث والدراسة والتأمل في الطبيعة والنباتات والحيوانات وتوفير الراحة للإنسان، فالميزة التي يتيحها تطبيق السياحة البيئية هي ربط الاستثمار والمشاريع الإنتاجية للمجتمع المحلي مع حماية البيئة والتنوع الحيوي والثقافي للمناطق السياحية، وفق معادلة تنموية واحدة، وذلك عن طريق إعداد برامج سياحية تعتمد على توجيه السياحة نحو المواقع المميزة بيئيا، مع التأكيد على ممارسة سلوكات سياحية إبداعية ومسلية، دون المساس بنوعية البيئة أو التأثير عليه. ويركز على الطاقة الاستيعابية وربطها مع العمليات السياحية، من خلال تأثير عدد الزوار للموقع دون إحداث تغيرات على البيئة الطبيعية لموقع وادي الموجب أو التأثير سلبا على استمتاع الزوار بالمنطقة وما تحتويه من مواقع طبيعية وأثرية وتاريخية لمنع الضرر العائد من النشاطات البشرية من تزايد للأدوات الحادة التي تسبب تآكلا في الحياة النباتية وصيد الأسماك الهشة. ويؤكد أن السياحة الحقيقية هي تلك التي تبتكر الطرق لجذب ما أمكن من السياح إلى مختلف المواقع، والعمل على تسويق الأماكن السياحية وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية سواء على الصعيد العلاجي أو الترفيهي أو التاريخي أو الديني، بما في ذلك السياحة الحضارية المبنية على الإرث الشعبي، فضلا عن مسألة تطوير وتحديث السياحة. ويشير المواطن عدي العواد إلى إنه يصطحب أسرته كل ما تسنى له الوقت، إلى وادي الموجب للاستمتاع بسحر المكان، بعيدا عن صخب المدن وازدحامها. ويقول محمد النوافعة، أحد هواة صيد الأسماك إن الكثيرين من هواة الصيد يتوافدون على سد الموجب، ليختار كل واحد منهم مكانا للوقوف على جانبي السد، لافتا إلى أن منطقة الموجب ذات الطبيعة الخلابة، يؤمها الزائرون من جميع مناطق المملكة لما تمتاز به من مناظر خلابه وجودة في أنواع السمك المتوفرة في السد. ويبين أن ظاهرة صيد الأسماك في سد الموجب تزداد من قبل هواة صيد الأسماك الذين يصطحبون عائلاتهم لقضاء أوقات ممتعة في الطبيعة، وبخاصة عندما يقومون برمي شباك وصنارات الصيد، تجد متعة الأطفال والبسمة ترتسم على وجوههم، عندما تمسك الصنارة سمكة، لتبدأ عملية التحضير لشواء الصيد الوفير من الأسماك. ويشعر سليمان السواريه بالمتعة عندما يرمي بصنارته في عمق السد، بعد يوم عمل شاق أمام الكمبيوتر، ليرتاح وهو يصطاد معتبراً أن الصيد يعلمه الصبر، مؤكدأً إنه يصطحب أسرته للتنزه، حيث تحقق أجواء الطبيعة، المتعة والاسترخاء لأسرته بعيداً روتين الحياة اليومي. ويمارس الثلاثيني وائل الرواحنة هواية صيد الأسماك منذ عشرين عاما، فهو يذهب مع أصدقائه كل ثلاثة أو أربعة أيام لممارسة هوايته في سد الموجب والسيل النابع منه، ليعيش ذلك الشعور الذي يصفه، بأنه أمتع من أي صيد آخر، إضافة الى الاستمتاع بجلسة الشواء المسائية. ويقول إن صيد السمك يحتاج الى فن ومهارة في رمي الشبك واختيار المكان المناسب، مشيرا الى منطقة الشلالات الموجودة في السيل وأنواع السمك المتوفرة في السد والسيل والتي تشمل: الحصاف والكرب والتريس والمشط، وتتميز بطعمها اللذيذ كون مياه السد نظيفة. ويؤكد المواطن سليمان الكعابنة أن الذهاب الى سد الموجب متعة بالنسبة له ولأصدقائه، مشيرا إلى أنهم بعد الانتهاء من الصيد يقومون بإعداد وجبة العشاء التي عادة ما تحتوي على أنواع مختلفة من الأسماك وبأحجام متعددة، تتخللها سهرة مسائية بمحاذاة السد حيث الهدوء والراحة، داعيا الى زيارة سد الموجب والتمتع بأجوائه المريحة للنفس. وبحسب مصدر من وزارة الزراعة، فإن تربية الأسماك في السدود تعد نوعًا من أنواع الأمن الغذائي، قائلًا إن محمية وادي الموجب "ذات طبيعة فريدة يؤمها الزائرون والسياح والصيادون من جميع مناطق المملكة لما تمتاز به من مناظر خلابة، وأيضا لما يتوفر في سدها من أنواع سمك ذات جودة". ويضيف أن الوزارة قامت بتشجير المناطق المحاذية لسد وادي الموجب لإضفاء جمالية على المكان، إذ تم تشجير 1500 دونم، فيما يجري العمل على تشجير 200 ألف دونم أخرى ضمن منطقة "الموجب". إلى ذلك، يؤكد مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، أن وزارة السياحة والآثار تسعى دائما إلى تطوير وجذب الاستثمارات في كل المواقع السياحية بمختلف مناطق المملكة. اقرأ المزيد: اضافة اعلان