سرقة الافلام تهدد صناعة السينما في مصر

سرقة الافلام تهدد صناعة السينما في مصر
سرقة الافلام تهدد صناعة السينما في مصر

القاهرة- وسط صراع منتجي وأبطال افلام الموسم السينمائي الصيفي في مصر للاستحواذ على الايرادات ومحاولاتهم لتحقيق الارباح والفوز بأكبر قدر ممكن من الجمهور بدأت ظاهرة سرقة الافلام ونسخها على اسطوانات مدمجة (سي دي) تهدد الجميع بخسائر فادحة في الداخل والخارج بعد أن طالت كل أفلام الموسم.

اضافة اعلان

فبينما يتبارى الجميع على الدعاية والترويج للافلام الجديدة ظهرت مافيا نسخ الافلام وبيعها على اسطوانات سي دي بقوة هذا العام حتى أن عددا من الافلام كانت متاحة للبيع بأسعار زهيدة تقل عن سعر تذاكر دور السينما المتوسطة قبل أن يبدأ عرضها في دورالعرض.

وكالة الانباء الالمانية كانت شاهدا على الظاهرة حيث فوجئ رواد دار سينما "ريفولي" الشهيرة بوسط القاهرة أثناء تزاحمهم للحصول على تذاكر الافلام المصرية التي تعرضها شاشات دار العرض المختلفة بشاب في بداية العشرينات يقف قريبا من شباك التذاكرليعرض "سيديهات" مسجل عليها جميع أفلام الصيف التي بدأ عرضها.كان عدد الرواد الملتفين حول البائع الصغير ومعظمهم من الشباب يفوق عدد من ينتظرون الحصول على التذاكر خاصة وأن سعرالفيلم الواحد يقل كثيرا عن سعر التذكرة إضافة إلى إمكانية الاشتراك في شراء مجموعة الافلام السبعة التي يبيعها الشاب دفعة واحدة من قبل أي من مجموعات الشباب التي اعتادت ارتياد دورالعرض.

من جانبه كان البائع يبدو صارما ولا يسمح لاي مشتر بالمساومة فالسعر حسب قوله موحد "عشرة جنيهات للجديد وخمسة للقديم"باعتبار أن ما لديه ليس متوافرا لدى غيره وأنه يبيع بسعر ضئيل جدا مقارنة بكون تلك الافلام جديدة تماما و"صورتها تقترب من صورة النسخة الاصلية"حسب قوله.

سألنا الفتى عن مصدر تلك الاسطوانات فقال في لا مبالاة "هذا سرالمهنة" وأضاف أن عددا من تلك الافلام متاحة لديه ويقوم ببيعها قبل أن يبدأ عرضها في دور السينما.

سألته مجددا عن كيفية الحصول على تلك الافلام فبدأ الشك يظهرعلى وجهه وكان رده "إنت شكلك بوليس" " سيبني يا عم أشوف أكل عيشي وكفاية أسئلة" "عاوز تشتري اشتري مش عاوز ابعد من هنا عشان غيرك عاوز".

انتقلت إلى عدد من المشترين الذين كانت الفرحة تبدو على وجوههم.. قال لي أحدهم " السيديهات صورتها دائما بتكون سيئة وأحيانا لا تعمل على الاطلاق لكنها في الغالب تفي بالغرض المطلوب وهو معرفة تفاصيل وأحداث الفيلم مشيرا إلى أنه وأصدقاؤه اعتادوا مشاهدة الافلام بتلك الطريقة وتبادلها معا لما في ذلك من توفير الاموال وأنهم في العادة يستغلون ما يتوفر من مال بهذه الطريقة لاقامة حفل جماعي للمشاهدة يدعون إليه أصدقاءهم ومعارفهم.

وقال شاب آخر إن هذا البائع ليس الوحيد وإنما هناك عدد من الباعة يعرفهم الشباب الذين اعتادوا شراء تلك الاسطوانات وهؤلاء الباعة يتركز معظمهم في منطقة "وسط البلد" قريبا من دورالعرض الشهيرة وبعضهم يبيع أفلاما جديدة والاخر متخصص في الافلام القديمة.

أضاف أنه يحرص منذ العام الماضي على حجز الافلام الجديدة وترك رقم هاتفه لدى البائع الذي يبلغه فور حصوله على الفيلم ليأتي مع أصدقائه لشرائه موضحا أن الشباب يتبارون حاليا في الحصول على الافلام فيما يشبه السباق.

تعد سرقة الافلام ظاهرة معروفة عالميا لكنها انتشرت بشكل واسع في مصر خلال العامين الماضيين فبينما بدأ الاهتمام يتزايد بهاعقب سرقة نسخة من فيلم "أيام السادات" للنجم الراحل أحمد زكي عام 2001 والتي أضاعت على منتجيه سوق التوزيع الخارجي بالكامل خفتت الظاهرة قليلا في العام التالي لكنها عادت بقوة العام قبل الماضي بعدما أعلن عن سرقة عدد من الافلام من بينها "كلم ماما" لعبلة كامل ثم ثارت العام الماضي مشكلة سرقة نسخة من فيلم "حب البنات" للنجمة ليلى علوي على يد أحد فنيي معمل الطبع وبعدها ظهرت نسخ مسروقة من أفلام "خالتي فرنسا" و"ميدومشاكل" وغيرها حتى كانت كل أفلام الموسم الماضي متاحة للبيع بعد أقل من شهر من انتهائه.

أما هذا العام فقد طالت الظاهرة كل أفلام الموسم بلا استثناء حتى الافلام التي لم يبدأ عرضها حتى الان حيث لم ينتظر سارقو الافلام حتى تعرض في دور العرض وإنما استغلوا فرصة حصولهم عليها مبكرا لبيعها وتحقيق مكاسب كبيرة من ورائها.

أكثر الافلام المتضررة كانا فيلمي "يا أنا يا خالتي" لمحمد هنيدي و"بوحة" لمحمد سعد حيث كانت اسطوانات محملة بهما يجري بيعها بعد أيام قليلة من عرضهما بدور العرض بينما ينتظر الشباب بشوق طرح فيلمي "السفارة في العمارة" للنجم عادل إمام و"حرب إيطاليا" للنجم أحمد السقا.