سر "الصفر الأردني"

تماما.. كحال حارس المرمى الذي يسعى للمحافظة على نظافة شباكة أطول مدة ممكنة، وتحقيق أرقام قياسية ملفتة.. يبدو "صفر" الإصابات بمرض كورونا لثمانية أيام متتالية، حاضرا ويرفع من جهود المدافعين ويمنحهم معنويات عالية وثقة أكبر بالنفس لتحقيق النتيجة التي يسعى الفريق بأكمله لتحقيقها.اضافة اعلان
الجهود الوطنية المبذولة من مختلف الجهات للقضاء على فيروس كورونا والتقليل من آثاره الاقتصادية السلبية، بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملموس، وتذكر بما كان يفعله منتخب "النشامى"، حين كان يحقق نتائج إيجابية في مواجهة منتخبات قوية، ما جعل الشقيق والصديق يثني عليه ويتغزل بإنجازاته ويزيد من فخر الأردنيين بمنتخب بلادهم.
"صفر" الإصابات الأردنية بفيروس كورونا وبحمد الله، والذي يتغزل به إعلاميون في كثير من دول العالم، يجعلنا على يقين بقدرات وإمكانيات وطننا الغالي، الذي رغم ضعف إمكانياته المادية، إلا أنه نجح في استثمار طاقاته البشرية وتدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية، وتمكن من تقديم المساعدات في حدود الإمكانيات لكثير من الدول، إيمانا منه وتجسيدا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، بأنه لا بد من توحيد الجهود العالمية في محاربة الفيروس، وتبادل الخبرات والإمكانيات للتقليل من الإصابات والوفيات، واستعادة الحياة بشكل طبيعي، قبل أن تتضرر الاقتصاديات العالمية أكثر فأكثر.
يسألون كثيرا.. كيف تحقق الصفر الأردني؟ وكيف بات مصدر فخر لكل مواطن عربي وأجنبي؟، والجواب ببساطة يكمن في كيفية العمل بروح الفريق كما هو الحال في لعبة كرة القدم.
ثمة مدير فني على درجة عالية من الكفاءة.. يضع الخطط اللازمة لتحقيق الفوز بمساعدة الجهاز الفني، ولاعبين متميزين على سوية عالية، ينفذون الواجبات الملقاة على عاتقهم بشرف وأمانة وبراعة، ويوظفون إمكانياتهم الفردية للصالح العام، وهناك جمهور يعرف دوره جيدا، حيث يؤازر الفريق في أحلك الظروف، فيشحذ همم اللاعبين ويرفع من معنوياتهم، ويجعل الفريق مثار إعجاب الناظرين في الداخل والخارج ومضربا لأروع أمثلة البذل والعطاء.
نفخر بـ "الصفر الأردني" في مواجهة "كوفيد 19"، ونحن على ثقة بأن القادم سيكون أفضل بعون الله، وسيمكننا من استرداد حركتنا الطبيعية وتعافي اقتصادنا في أسرع وقت ممكن.