سكان "إيل" يفرضون "الحظر الشامل" على انفسهم طواعيا بمواجهة كورونا

2
2

حسين كريشان

معان - رغم أن الحكومة لم تعلن أي قرار رسمي بشأن تنفيذ حظر شامل في قضاء إيل بمحافظة بمعان، إلا ان سكان القضاء البالغ تعداده زهاء 16 الف نسمة، يخوضون معركة "الوقاية والوعي طواعيا" في مواجهة تفشي الفيروس، فارضين على أنفسهم عزلا منزليا لمدة أسبوعين.اضافة اعلان
وكانت محافظة معان تسجل في الايام الاولى للعزل اصابات تتراوح بين 7 الى 8 إصابات، وارتفعت الى 12 ثم 15 ثم 21 إصابة 15 منها في قضاء ايل، وفق مسؤولين بالمحافظة.
ويعد هذا التصاعد مؤشرا خطيرا على ارتفاع نسبة الإصابة بين الأهالي والتي بلغت حصيلتها 135 اصابة في محافظة معان منها 126 في قضاء إيل حتى الآن، رغم حالة العزل وفرض حظر التجول الجزئي منذ الخميس الماضي في القضاء.
وخلت الشوارع والمرافق العامة والأسواق من المارة، ليس بقرار حكومي بل باستجابة طوعية من قبل الاهالي، إلا من حركة تكاد تكون محدودة للتنقل داخل القضاء فقط، اقتصرت على الحالات الطارئة المرضية أو توفير المتطلبات الأساسية للمنازل، حيث باتت شوارع وبلدات القضاء شبه مهجورة، خوفا من الاصابة وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر الاختلاط.
وقال عطالله النعيمات، ان التزام السكان بعدم الخروج من مناطق مساكنهم إلا للضرورة القصوى، يعكس الوعي وحس المسؤولية والالتزام بالمحافظة على انفسهم وذويهم ومجتمع القضاء بشكل عام من انتشار الفيروس بين أهالي المنطقة، فضلا عن التزام المواطنين بجميع الشروط الصحية والإجراءات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي والحجر المنزلي الطوعي، حفاظا على سلامتهم، رغم أن الجهات المختصة أقرت حظرا جزئيا وليس شاملا.
وأشار محمود النعيمات، الى أن المسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتق ابناء قضاء إيل تحتم عليهم الدخول في معركة حقيقية فى مواجهة فيروس كورونا، بحظر انفسهم في منازلهم احترازا من العدوى لحالات قد يشتبه باصابتها بالمرض، لافتا الى أن هناك التزاما كبير بالتعليمات والقوانين الصادرة عن الجهات المعنية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، وخاصة في مجال الالتزام بأوقات فتح وإغلاق المحلات التجارية والبقاء في المنازل بعد الساعة  السادسة مساء.
وأشار رئيس بلدية إيل الجديدة مدالله النعيمات، الى ان سكان المنطقة دخلوا في حظر طوعي ذاتي، بالتزام منازلهم ما لم يضطروا لذلك تجنبا لتسجيل مزيد من الاصابات، بعد ارتفاع تسجيل حالات الاصابة بالفيروس في القضاء وتجنبا لانتقال العدوى إلى آخرين، مبينا أن الجميع ابدوا التزاما بالإجراءات الوقائية والاشتراطات الصحية وأهمها تجنب التجمعات وأسباب العدوى حتى تنتهي الازمة.
وبين أن هناك نوعا من التعاون والتناغم بين مختلف الاجهزه الرسمية والأمنية والجيش من جانب، والمواطنين من جانب آخر للتدابير التي حثت الحكومة على اتخاذها، الأمر الذي أثمر عدم تسجيل أي مخالفه قانونية تذكر من قبل المواطنين، لافتا الى أن ذلك ينم عن الوعي الثقافي المجتمعي، الى جانب مساندة الجهود الرسمية في مكافحة الجائحة.
وأكد مدير عام صحة محافظة معان الدكتور أمجد ابو درويش، ازدياد حالات الإصابة داخل منطقة قضاء إيل خلال الايام الماضية، التي تسجل يوميا إصابات بمختلف المناطق وكان آخرها 21 اصابة، مبينا أن حصيلة الإصابات بلغت في محافظة معان 135 منها 126 اصابة في قضاء إيل.
وأشار ابو درويش، الى إنه تم زيادة فرق التقصي الوبائي في منطقة إيل الى 5 فرق بدلا من 3 فرق في بداية الامر، لاستقصاء الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا، ومتابعة المخالطين لهم، مشيرا الى توزيع 8 فرق داخل مدينة معان ، مبينا أنه تم استقصاء ما يزيد على (1470) حالة من خلال تلك الفرق في قضاء إيل، وارسلت العينات للمختبرات المركزية في عمان لمخالطي مصابين كورونا من إيل، ولم تصدر نتائج الفحوصات حتى الآن.
الى ذلك، أشاد محافظ معان الدكتور محمد الفايز رئيس اللجنة التنفيذية المكلفة بملف “كورونا”، بجهود كل الكوادر الطبية وفرق الاستقصاء الوبائي ومؤسسات المجتمع المدني والاجهزه الرسمية والأمنية والعسكرية في المحافظة، وخاصة في قضاء إيل، بسبب ما يبذلونه في مكافحة وباء كورونا المستجد.
وأكد الفايز أهمية الوعي المجتمعي والثقافي في منطقة إيل، من خلال اطلاق المبادرة المجتمعية الوقائية للحجر المنزلي والتي تطوعت للحفاظ على صحة المواطنين وتعميق الوعي لديهم، للحد من انتشار الفيروس ودرجة التزامهم التام بالاشتراطات الصحية كل بخصوص مكافحة فيروس “كورونا”، حرصا منهم على السلامة العامة.
وبين التزام المواطنين في المنطقة بالتعليمات الرسمية أثناء تنفيذ عزل المنطقة وتطبيق فرض الحظر الجزئي، لافتا الى أنه لم يتم تسجيل أي مخالفه قانونية بحق مواطنين لحرصهم التقيد بالتعليمات.