"سلام من مدينتي": مساحة بصرية مفتوحة على نبض الحياة وارتسامات التعبير

"سلام من مدينتي": مساحة بصرية مفتوحة على نبض الحياة وارتسامات التعبير
"سلام من مدينتي": مساحة بصرية مفتوحة على نبض الحياة وارتسامات التعبير
غسان مفاضلة عمان - الغد - المدينة بوصفها مساحة بصرية مفتوحة على ارتسامات التعبير وتداعياته المختلفة، شكّلت في المعرض الدولي الأردني المشترك "سلام من مدينتي" مدخلاّ للتعرف على طبيعة العلاقة التي تنشأ بين الفنان ومدينته، وعلى ترسبات الأثر الفني في لوحته. ضم المعرض، الذي افتتح مؤخرا في مركز رؤى للفنون برعاية سفيرة فرنسا في الأردن كورين، أعمال تسعة فنانين وفنانات من ألمانيا، هولندا، فرنسا، إسبانيا، الأردن، فنزويلا أميركا، ليتخذ من التعابير الفنية الخاصة بالمدن، لا سيما "الجدران الحضرية" التي تربط بين مدن الفنانين المشاركين في المعرض، باعتبارها جدرانا مفتوحة على مذاقات التعبير وتنوعاته المختلفة في محيط الفنان. الفنان الإسباني ألبرت كوما أنتج تخطيطات أحادية اللون "مونوكرومية" مفعمة بالحيوية التي تستمدها من موضوعة الجسد الإنساني وإيقاعه الذي يتصادى مع معترك الحياة ونبضها، وكأنه الوجه الآخر للمعترك الذي تنطوي عليه المدن في علاقتها مع أناسها وهم يتلمّسون حقيقة وجودهم وشرطهم في الحياة. فيما تعبّر الفنزويلية المقيمة في أوروبا إيرين بو، عن مديات القلق الناجم عن انعدام الأمان في البيئة المدنية المحيطة التي تحيط بحياة الفنان. فهي لا تقترب من نبض المكان إلا لترصد مخبوءات عوالمه الكابوسية التي تمعن الفنانة في ترسيمها وتمثيلها على نحو تراجيدي له من العنف والفجيعة، بقدر ما له من التألق والانسياب، وينسحب الأمر على أعمال زميلتها الفرنسية فيغان ميشيل. ويذهب الفنان الأميركي مات سيسو في أعماله إلى المزج ما بين الشخصيات الإنسانية والحيوانية التي تجمع بين الواقع والخيال، لتبدو وكأنها كائنات مسخيّة قذفت بتعبيراتها وتحويراتها على التخوم المتحركة بين كمائن الريبة ومصائد التوجّس، والتي وشمت وجودها بالعزلة، وصبغت حضورها بالمرارة والعذاب. وتواصل كائناته مع تفرّساتها في ذاتها وفي محيطها، العزف على وتر وجودها الملتبس، الذي ما برح الفنان يخمّر عجينته بالفزع والاغتراب، ليحيل القبح في عالم المسوخات والتشوهات التي تسم ملامح تلك الكائنات، إلى علاقات جمالية تنتظم في صور حلميّة تتناسخ على الدوام من آلامها وعذاباتها. بدورها تستمد أعمال الفنان هاني الحوراني مذاقها التعبيري من جدران الشوارع العربية ومن الأبنية المتهالكة، وذلك من خلال معالجاته وتقنياته المتنوعة التي أعاد من خلالها إنتاج تلك الأمكنة عبر سياق بصري تنطلق من المحيط ذاته لتعود إليه بنسق تعبيري ذي مذاق مختلف، وضمن سياق جمالي مغاير عما كانت موجودة عليه سابقا في هيئتها الأولى. من جهتها تلتقط الفنانة روان قاقيش روح عمان القديمة في أعمالها، معتمدة على تقنية الكولاج للصورة الفوتوغرافية والتداخلات اللونية على سطوح معدنية صدئة. وتتحقق القيم الجمالية في أعمال قاقيش من نمو تساوي تكويناتها الفنية مع مضامينها، وهذا ما يدعو متلقي أعمالها إلى الانجذاب نحوها بفعل تلقائيتها واختزاليتها لملامح المدينة وروحيتها. ويوظف الألماني ماركوس هوب خبرته في مجال العمارة والأفلام السينمائية والموضة في جلّ أعماله التصويرية، فيما يستلهم الفنان الفرنسي ستيفن موسكاتو الثقافة الحضرية وموسيقى الروك اند رول في الشوارع، بينما تركز الفنانة الهولندية مونيك فان ستين على وجوه الأشخاص لا سيما النساء في مشاركتها هذه. اضافة اعلان

[email protected]