سلوكيات غير صحية تطيح بمستويات الرياضيين وتخفض أعمارهم في الملاعب

أسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف يدخن خلال إحدى المباريات التي كان مدربا فيها -(أرشيفية)
أسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف يدخن خلال إحدى المباريات التي كان مدربا فيها -(أرشيفية)
خالد العميري عمان – تشكل الكثير من العادات السيئة التي يمارسها الرياضيون في السر والعلن، "كابوسا" حقيقيا يُطارد هؤلاء النجوم في مختلف الألعاب الرياضية، فمنهم من وقع ضحية لآفة التدخين، وآخرين أرهقتهم أوقات السهر الطويل والنظام الغذائي السيئ، الأمر الذي أدى للتأثير على مستوياتهم الفنية. وباتت آفة التدخين تحديدا، مشكلة الرياضيين في كل زمان وعصر، وأصبحت محوراً للحديث عن نجوم "امتهنوا" التدخين غاية في الحياة، منهم من أفصح عنها علناً، ومنهم الآخر من اختبأ وراء الستار، ظناً أن ذلك لن يؤثر عليه سلباً. هذه الظاهرة السيئة، تنتشر بشكل كبير في أروقة الرياضة، ولا يقع ضررها على النجوم المدخنين، بل ربما تؤثر على جيل كامل، خصوصا أن الكثير من المراهقين والشباب يتخذونهم قدوة لهم ويقلّدون تصرفاتهم وحركاتهم، من قصّات شعر إلى ملابس، فما الذي يمنعهم من اللجوء إلى حمل السيجارة، ظناً منهم أنه أمر عادي ومرغوب فيه، مثل نجومهم المفضلين؟ على مرّ السنين، شهدت ميادين الرياضة تسجيل حالات متعددة أبعدت الرياضيين عن مستواهم البدني بسبب "السم القاتل"، وجعلتهم يسقطون في فخ الانحراف، فمنهم من بدأ بسيجارة وبعدها تحوّلت حياته إلى جحيم، ولعل نجم الكرة الهولندية، الراحل يوهان كرويف يجسد مثالا واضحا بين الآلاف، بعدما كان مدمناً كبيراً على التدخين وكاد يفقد حياته بسببه في العام 1991. ويرى المدير الفني لفريق نادي سحاب جمال محمود، أن العادات الخاطئة التي يتبعها العديد من الرياضيين والمتعلقة بأوقات السهر الطويلة والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والتدخين وعدم اتباع حمية غذائية مناسبة، تخفض العمر الافتراضي للرياضي. وقال محمود في حديثه لـ"الغد": "لا شك أن اتباع مثل هذه العادات السيئة، يدل على عدم وجود الوعي الكامل للرياضيين، خصوصا وأنه هذه الأمور تعيق تقدمهم وتطورهم، وربما الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي يمثل أخطر هذه العادات. أعتقد أننا بحاجة لتوعية كبيرة حول أضرار هذه العادات السيئة التي تؤثر على مستويات الأداء الرياضي بشكل عام". ويشكل النظام الغذائي المتوازن ركيزة أساسية في قوة الرياضي، الذي يحتاج إلى الفيتامينات والسعرات الحرارية والعناصر الغذائية، والتي تلعب دورا في المساعدة على أداء أجسامهم، وهو ما أكد عليه خبير التطوير الرياضي للاعبين سعيد الكرمي في حديثه لـ"الغد": "التغذية لها أنواع وفوائد مختلفة، وكل رياضي له برنامج غذائي مختلف بناء على اعتبارات نسب الكربوهيدرات والبروتينات والاملاح وغيرها الكثير من التفاصيل الدقيقة التي تؤثر على أداء الرياضي". وأضاف: "يجب تثقيف الرياضيين وإخطارهم بمدى تأثير النظام الغذائي على أدائهم"، لافتا إلى أن سوء التغذية يؤدي إلى الإرهاق والإصابة ويزيد وقت الشفاء ويساهم بضعف الأداء، خصوصا إذا لم يمتلك الجسم الطاقة الكافية. ولدى سؤاله عن إفراط اللاعبين في الطعام وعدم الالتزام بحمية غذائية خلال فترة الانقطاع عن التدريبات بسبب الإصابة أو انتهاء الموسم، قال الكرمي: "لا شك أن فترة الانقطاع الطويل تؤدي إلى زيادة الوزن مع غياب النظام الغذائي، وهي نقطة يجب أن يتنبه لها الرياضيون، فبدلا من استغلال فترة التأهيل في تطوير الأداء الفني، يكون جهده منصبا على التقليل من وزنه". بدوره، يقول اللاعب السابق للمنتخب الوطني الأول لكرة السلة والنادي الأرثوذكسي علي الدجاني، والذي يعمل ضمن الجهاز التدريبي لنادي الرياضي أرامكس: "ثقافة ابتعاد الرياضيين عن العادات السيئة مفقودة هنا، يجب أن يعلم اللاعب بأن الرياضة مهنة ولا تقتصر على التدرب لساعتين فقط". ويشير الدجاني في تصريحات لـ"الغد": "يجب أن يكون تحضير اللاعبين قبل وخلال وبعد التدريبات إذا ما أردنا تطبيق الاحتراف"، لافتا أن ثقافة بناء الأجسام يجب ان تسير بخط مواز مع التأهيل البدني للرياضيين من أجل تجنيبهم الإصابات". ويستطرد: "النظام الغذائي مهم للرياضيين، والأهم من ذلك النوم المبكر، حتى يستيقظ الرياضي في اليوم التالي مفعما بالنشاط والحيوية وقادرا على تحمل مسؤولياته"، مطالبا كافة أركان المنظومة الرياضية في مختلف الألعاب الفردية والجماعية بالابتعاد عن التدخين بكافة أشكاله، والذي يضر بصحة اللاعب ويؤثر على عمره الافتراضي وفاعليته في المنافسات".اضافة اعلان