سميرة أحمد: "أحلام" من الزمن الجميل

    القاهرة-"امرأة من زمن الحب"..  إنه العنوان الذي كان قد اختاره الكاتب الدرامي الكبير أسامة أنور عكاشة، للعمل الذي أعاد الفنانة الكبيرة سميرة أحمد، بقوة، إلى جمهور مشاهدي المسلسلات التلفزيونية، قبل سنوات قليلة.. ولكم كان محقا في اختياره. ذلك أن سميرة أحمد كانت قد فرضت نجوميتها، من قبل، في الزمن الذي كان للشاشة "سيدة" اسمها فاتن حمامة، و"دلوعة" اسمها شادية، و"عذراء" اسمها ماجدة، و"نجمة إغراء" اسمها هند رستم .

اضافة اعلان

   وسط كل هؤلاء، برزت سميرة أحمد في أدوار بطولة إلى جانب كبار النجوم، برومانسية فاتنة، أمام فريد الأطرش، مثلا.. أو في أدوار حادة وصارخة، كما في فيلم "الخرساء".

ثم عادت سميرة أحمد، بعد احتجابها لسنوات، بمزيد من الألق. فإذا بابتسامتها الرقيقة تغتني بتعابير إضافية، تنطق بالرغبة في الدفاع عن مبادئ ومثل عليا، شاع ربطها بحقبة جميلة، يبدو اليوم وكأنها على وشك الاختفاء من زمننا العربي.

*سميرة أحمد، التي منحت جمال ملامحها، وحنو نظراتها، لشخصيات مثل (وفية) "في زمن الحب"، أو (أميرة) "في عابدين"، أو "أحلام في البوابة" كيف ترين تجربتك الجديدة مع المخرج السوري هيثم حقي، الذي يشارك للمرة الأولى في مسيرة الدراما المصرية، من خلال العمل الجديد الذي كتبه اسامة أنور عكاشة، في تعاونه الثالث معك؟

كل عام وانتم بخير، وكل الأمة العربية بخير"...طبعا أنا سعيدة جدا بالتعامل مع الأستاذ هيثم حقي، المخرج المميز، الذي يمتلك بصمات جميلة...وبالنسبة لشهر رمضان أنا أحب أن أكون موجودة على شاشة التلفزيون، لكثافة المشاهدة التي تتحقق خلال الشهر الكريم، لذا أحرص على التواجد الفني، على قدر ما تسمح به الظروف.

   وعن مسلسل "أحلام في البوابة"، فإني أرى أن الموضوع جديد بالنسبة لي.. فقد أراد المؤلف أن يغير في طبيعة الشخصيات التي قمت بأدائها في الأعمال السابقة من تأليفه.. كما أن الجديد كان في هذا التعامل الأول مع المخرج هيثم حقي.. باختصار أنا سعيدة بهذا العمل كما هو مكتوب، وطبعا بالإخراج، وبكل النجوم الموجودين من حولي.

*من الملاحظ أن العديد من أعمال الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، هي أعمال مرتبطة بالأماكن، بالنسبة لك على الأقل، هنالك "أميرة في عابدين"، و"أحلام في البوابة"، كيف ترين من جهتك تأثير المكان على الأشخاص؟

فعلا، هنالك تأثير.. لكن بالنسبة لهذا العمل الأخير، "أحلام في البوابة"، كان هدف المؤلف تسليط الضوء بالتحديد على منطقة بوابة المتولي، وارتباطها بعدد من الأحداث السياسية والتاريخية، إضافة للحديث عن أحلام الناس في هذا الحي الشعبي.

*وأنت، ما هو الحي أو المكان الذي تشعرين بارتباطك نحوه، بحيث يمكن أن تكتبي عنه، لو أتيحت لك الفرصة؟

يمكنني القول إن ارتباطي ببوابة المتولي وثيق جدا، ليس فقط بسبب المسلسل، لكن لكوني أقمت في هذا الحي، فعلا، في زمن سابق..، ورجوعي إليه، اليوم، من خلال هذا الدور، أعادني إلى ذكريات من عالم طفولتي.. وما أسعدني أيضا أن العمل يتحدث عن جذورنا، وعن تاريخنا.. كما أن الأستاذ هيثم حقي كان قد أنجز عملا عن منطقة "خان الحرير" في حلب، يتعامل مع الأجواء ذاتها.

*لقد ارتبط بك، شئنا أم أبينا، لقب "امرأة من زمن الحب"، أي من زمن الرومانسية، أو فلنقل زمن المثاليات.. هل تعتقدين أنه توجد سبل للحفاظ على هذه المثاليات، رغم الهجمة الشرسة لكل ما هو مادي في عصر اليوم؟

مما لا شك فيه أن علينا أن نحافظ على المثاليات.. هذا أمر لا بد منه، لأن هذه القيم موجودة أصلا بداخلنا، ومن واجباتنا تقديم الأعمال التي نوضح  فيها أوجه الخير والشر.

* وكيف ترصدين تأثر أبناء جيل اليوم بالأعمال التي تقدمينها، وفيها طبعا هذه المثاليات التي نشير إليها.. فهل يأتون إليك مثلا ليقولوا بأنك أعدت إلى ذاكرتهم القيم الغائبة عن أفقهم في هذه المرحلة؟

فعلا حصل معي هذا في مسلسل "إمرأة من زمن الحب".. أنا شخصيا لم أكن أتوقع أن الأطفال سيهتمون بشخصيتي في عمل كهذا.. وكنت من خلاله أجسد دور العمة التي تقدم النصائح بهدوء.. وقد كنت مصرة على التعامل مع الدور بهذه الطريقة.. فوجدت أن الأطفال تعلقوا بالشخصية بشكل كبير، وحتى أكثر من الكبار.. فإذا بي، وأنا أسير في الشارع، أسمع الأطفال وهم ينادوني باسم "وفية"، وهو إسمي في المسلسل... هذه الظاهرة، أثرت فيّ بشكل عميق.

   من جهة أخرى، أذكر أن بعض الصحف كتبت لتعبر عن أمنية في أن تكون هنالك "وفية" في كل بيت.. وطبعا هذا أدخل السعادة إلى قلبي، إلى أبعد الحدود.

*كيف تعودين لمشاهدة العمل على التلفزيون بعد الإنتهاء منه؟

أجلس لمشاهدته بعين ناقدة.. فأقول في نفسي مثلا، هنا كان يمكن أن أكون أفضل، هذا الممثل كان يمكن أن يتعامل مع دوره بطريقة مختلفة، وهكذا..

*وهل أتيحت لك فرصة مشاهدة أعمال تلفزيونية أخرى، في الفترة الرمضانية؟ وهل هنالك ما لفت انتباهك؟

هنالك أعمال جيدة تقدم في مصر، وأعمال جيدة جدا في سورية.. كما لفتت نظري هذا العام الأعمال الخليجية، وخصوصا الأعمال الكويتية... هنالك محاولات تستحق التشجيع.

*ما هي مشاريعك بعد رمضان؟

حاليا، لا أستطيع الحديث عن مشاريع جديدة.. فأنا بصدد قراءة عدد من الروايات، التي يفترض أن أمثل فيها.. ولم يتم البت بأي موضوع حتى الآن.

*سمعنا أن هنالك مشروع فيلم سينمائي..

صحيح أن الفكرة كانت موجودة، لكني غير قادرة على البت في الأمر.. السبب الرئيسي أن ابنتي هي التي كتبت الرواية، وقد اقتبست أجزاء كثيرة من واقع حياتي.. صحيح أن لديها أفكارا جميلة جدا، غير أنها لم تنته بعد من كتابة السيناريو، فهي باعتقادي "كسولة" جدا!

*وهل صحيح أنك تستعدين للمشاركة في فيلم إعلاني؟

لا، إطلاقا.. المشاركة في الإعلانات لا يشبه "أحلامي".. فأنا عندما أقدم عملا، أحب أن أضمنه كل الأشياء الجميلة التي أؤمن بها.. وهذا الأمر يرضيني نفسيا.. والحقيقة أنني لم أفكر في القيام بفيلم إعلاني.

*ماذا عن أحلام سميرة أحمد؟

أحلامي بالدرجة الأولى أن أجد السلام يحل في كافة أنحاء العالم.