سنة صعبة على فنادق العاصمة: الأسباب المحتملة

جواد جلال عباسي

لنبدأ بالأخبار الجيدة، ازدادت أعداد السياح القادمين إلى الأردن في النصف الأول من العام الحالي 8.1 % ليصل إلى 2.31 مليون سائح منهم 649 ألف أردني مقيم في الخارج وبنسبة 28 % من مجمل السياح. اضافة اعلان
فيما شكل السياح العرب 47 % من الإجمالي تلاهم السياح من أوروبا بنسبة 13 % من مجمل السياح وشكل السياح من آسيا وأميركا وإفريقيا نسب 6 % و 5 % و 1 % على التوالي.
ووصلت نسبة سياح المبيت (أي الذين يبيتون في الأردن ليلة أو أكثر) 84 % من الإجمالي مقابل 83 % في 2017 فيما ازدادت اعدادهم بنسبة 8.6 % لتصل إلى مليون و 930 ألف سائح.
كذلك ازداد عدد السياح من أوروبا بنسبة 35 % والسياح من أميركا بنسبة 21 % والسياح من الخليج العربي بنسبة 18 % والسياح الآسيويين بنسبة 15 %. فيما انخفض عدد الزائرين من الأردنيين المقيمين بالخارج بنسبة 6 %.
هذه الزيادة في أعداد السياح ظهرت جليا في نتائج كثير من الشركات العاملة في القطاع والمدرجة في سوق عمان المالي في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، فقد ارتفعت إيرادات شركة النقليات السياحية جت بنسبة 13 % لتصل إلى 21.63 مليون دينار، فيما ازدادت أرباحها الصافية بنسبة 26 % لتتجاوز 2.18 مليون دينار.
كذلك ارتفعت إيرادات شركة الأسواق الحرة الأردنية (التي تشغل الأسواق الحرة على المعابر البرية والبحرية) بنسبة 14 % لتصل الى 81.5 مليون دينار، فيما ارتفعت أرباحها بنسبة 24 % لتتجاوز 24.2 مليون دينار.
وحققت فنادق موفنبيك البحر الميت وموفنبيك العقبة وتالا بي العقبة وموفنبيك البترا نتائج إيجابية جدا، حيث ازدادت مجموع عوائدها بنسبة 12 % لتصل الى 28.4 مليون دينار، فيما ازدادت مجموع أرباحها التشغيلية بنسبة 17 % لتصل إلى 7.88 مليون دينار. وحقق فندق موفنبيك البترا أعلى زيادة في الإيرادات بنسبة 38 % وأعلى زيادة في الأرباح التشغيلية بنسبة 57 %.
لكن فنادق عمان لم تحصل على نصيب من هذا الرواج. فقد انخفض مجموع إيرادات فنادق الشيراتون والماريوت والفورسيزونز والانتركونتينتال والغراند حياة بنسبة 9 % ليصل الى 45.9 مليون دينار، منخفضا من 50.45 مليون دينار في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي من 2017.
وأدى انخفاض الإيرادات إلى انخفاض كبير في مجموع الربح بنسبة 35 % وكان أكبر انخفاض في الإيرادات عند غراند حياة بنسبة 18 % مما أدى إلى تراجع الأرباح التشغيلية بنسبة 62 % فيما انخفضت الأرباح الصافية لفندقي الشيراتون والفورسيزونز بنسبة تتجاوز 40 %.
لربما هنالك عدة أسباب لانخفاض ربحية وإيرادات فنادق عمان على الرغم من زيادة أعداد السياح الكلية بنسب إيجابية، والتي صعدت بنتائج باقي شركات القطاع، باعتقادي أن نتائج فنادق عمان السلبية قد تأثرت ببعض او كل هذه العوامل المحتملة التالية:
- الازدياد الكبير في العرض والمنافسة في عمان مع دخول فنادق كبيرة جديدة الى السوق مثل فنادق روتانا و W و فيرمونت وغيرها في الفترة الأخيرة.
- التباطؤ الاقتصادي في الأردن والذي قد يكون ثبط من استخدام الأردنيين لفنادق عمان لأغراض حفلات الزواج والمؤتمرات واستخدام المطاعم والمرافق.
- زيادة المعروض من الغرف في عمان خارج الفنادق المرخصة، مثل خدمات الشقق المفروشة والغرف المقدمة عبر Airbnb وغيرها.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لا مانع أبدا من انتعاش خدمات فندقية تشاركية مثل خدمة Airbnb مع ضرورة الإشارة الى مقدرة الحكومة الأردنية على الطلب من الشركة تحصيل ضريبة المبيعات وتوريدها عن الشقق المؤجرة عبرها، تماما كما تفعل الفنادق المرخصة.
وهذا الأمر سهل نسبيا وسيساهم في زيادة حجم الاقتصاد النظامي وتعظيم الفائدة من الخدمة.
على الرغم من تراجع الأداء المالي لفنادق العاصمة هذه السنة هنالك أمور إيجابية لزيادة الغرف الفندقية في عمان سنجني أثرها في السنوات القادمة، خصوصا اذا استمر النمو في أعداد السياح، منها مثلا زيادة قدرة الأردن على استضافة المؤتمرات الإقليمية والعالمية والتي تحتاج الى سعة فندقية كبيرة.
كذلك فإن زيادة العرض تعني القدرة على إعطاء أسعار منافسة لشركات السياحة الخارجية مما قد يساهم في رفع وتيرة النمو في عدد السياح في السنوات القادمة، فالقاعدة الاقتصادية أن العرض يوجد الطلب تتحقق في كثير من الأحيان.
أخيرا لا نغفل أهمية القطاع السياحي الأردني ووجوب العمل جميعا لتطويره وتعظيم منافعه، فمجموع إيرادات 11 شركة كبيرة في القطاع (تسعة فنادق وشركة نقليات سياحية وشركة الأسواق الحرة ) تجاوز 177 مليون دينار في أول تسعة أشهر من 2018 محققا زيادة بنسبة 7 % تقريبا، مما يعزز من قدرة القطاع على توفير فرص عمل جديدة في ظروف اقتصادية صعبة نحتاج فيها إلى كل خبر جيد.