سوق الأزياء التراثية والشعبية للسيدات في وسط البلد يلقى رواجا كبيرا

تغريد السعايدة

عمان - تبقى للأزياء التراثية الشعبية، سوقها الرائج، الذي لا يغيب عن أذهان السيدات، حتى في أكثر المناسبات قرباً لهن، كما في حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات.
لذلك، يبحث العديد منهن عن أماكن مناسبة توفر الموديلات الكثيرة، بأسعار بمتناول اليد بذات الوقت، كونها أصبحت تُجهز بطرق آلية أكثر منها يدوية.
هذا الحديث يؤكده حيدر العيسى صاحب محل الأقصى في وسط البلد، وهو من ضمن مجموعة كبيرة من المحلات التي انتشرت في وسط البلد، والتي تحوي أنواعا وأشكالا مختلفة ومتنوعة من الملابس والأزياء الشعبية، التي أصبحت رائجة بكثرة، لذلك عمد الكثير من المحلات إلى التخصص في هذا المجال، والاكتفاء بتجارة الملابس الشعبية.
ويقول بسام عليان وهو أيضاً بائع في المحل التجاري الخاص ببيع الملابس التراثية والشعبية على اختلافها، أن المحل يعمل في هذه التجارة منذ ما يزيد على العشرين عاماً، إلى أنه ومع مرور الوقت زادت نسبة أعداد المحلات بشكل لافت، حتى أصبحت أسواق وسط البلد مقصدا للكثير من السيدات الراغبات بشراء الزي التقليدي، وحتى الرجال منهم في بعض المحلات.
وهذا ما تؤكده أم بكر التي تواجدت في أحد المحلات مع ابنتيها وصديقتها، إذ قالت أنها جاءت لتبحث عن “قفطان، أو دشداش مناسب لها ولابنتيها لحضور حفل زفاف عمهن، حيث لاحظت أن الأزياء الشعبية أصبحت بأشكال مختلفة ومنوعة، وتناسب مختلف الأعمار، بعد أن كانت قبل عدة سنوات لا تستهوي سوى السيدات الكبار في السن، إلا أنها الآن تظهر بأشكال جميلة وفريدة.
ومما لفت انتباه ابنتها العشرينية سهى، أنها بعد إلحاح من والدتها قررت أن ترتدي مثل هذه الأزياء، إذ كانت تعتقد أنها لا تناسبها، إلا انها وجدت فيها موديلات جميلة وتناسب ذوقها وعمرها، خاصة وانها في محلات وسط البلد يمكن شراؤها بأسعار أرخص بكثير من بعض المحلات أو بيوت تصميم الأزياء التراثية الموجودة بعدد قليل في الأردن.
ومما لفت نظر أم بكر وابنتاها هي الألوان الزاهية و”القصات الفريدة”، على حد تعبيرها، فهي تحاكي الموديلات الراقية والجميلة، خاصة وأن ابنتيها ترتديان اللباس الشرعي، لذلك فإن تلك الموديلات تناسبهما كثيراً ويمكن الاستفادة من تلك الملابس واستغلالها لأكثر من مناسبة.
ويبين عليان أن الملابس التراثية والشعبية الموجودة لديهم، كما في باقي المحلات في السوق، هي عبارة عن موديلات يتم اختيارها بناء على طلب السوق، والموديلات الدارجة فيه، إلا ان معظم المحلات توفر المئات من التشكيلات والأصناف التي تجد فيها النساء ضالتهن من اللباس المميز.
ويعزو عليان انخفاض أسعار بعض الأنواع منها إلى أن بعضها يكون تطريزه من خلال الآلات، والرسم الإلكتروني على الكمبيوتر، ويكون عادةً اسهل وأسرع في الانتاج، إلا أن الأسعار المرتفعة لبعضها الآخر يكون بسبب الاستخدام اليدوي للتطريز، والذي تفضله بعض السيدات، بغض النظر عن سعره.
ويُقدر عليان، بحسب عمله في المحل، بأن 80 % من الأزياء الشعبية التي تُباع في الأسواق هي عبارة عن تطريز على الآلات الحديثة، والباقي عبارة عن تطريز يدوي، تقوم به بعض السيدات ذوات الخبرة في هذا المجال، ويتم استخدام خيوط الحرير الخاصة بذلك سواء في التطريز اليدوي أو الآلي.
ويشير عليان، إلى أن الإقبال أصبح كبيرا وملحوظا على هذه المنتجات من الملابس التقليدية، التي تستهوي الجميع، ويبرر ذلك بأن الإضافات التي يقوم بها المصممون على الملابس التراثية تعتبر سبباً في إعادة تقبلها للسيدات من مختلف الأعمار، بحيث باتت توافق متطلباتهن وأذواقهن في مختلف المناسبات.
ومن خلال حركة الأسواق، يبين العيسى أن الحركة الشرائية تختلف من وقت لآخر، كما تختلف الأسعار بحسب القماش والتطريز، عدا عما إذا كان يدويا أو آليا، إذ تتراوح الأسعار ما بين 15 إلى 50 دينارا للتطريز الآلي، بينما قد يصل سعر القطعة من التطريز اليدوي إلى ما يقارب الـ خمسمائة دينار.
وعن التسويق والإنتاج، يقول عليان أن محلهم التجاري، وباقي المحلات، تقوم بإنتاج كميات كبيرة من الملابس لتوريدها إلى بعض المؤسسات التي تطلب كميات كبيرة منها مثل المدارس والمؤسسات الرسمية التي تقيم بعض المناسبات والاحتفالات الوطنية.
ويمكن لمشاغل الملابس التراثية أن تقوم بإنتاج العديد من التصميمات التي يمكن أن تطلبها السيدات، بما يتلاءم مع المناسبات التي يرغبن بحضورها، بالإضافة إلى وجود بعض الإضافات التي أصبحت متداولة في الأزياء الشعبية، لتبقى محافظة على رونقها التراثي وموائمة للموديلات الحديثة.
كذلك تقوم المحلات بتوفير مقاسات مختلفة، بحيث تناسب الأطفال الصغار في السن، كون الكثير من الأهالي يأتون للبحث عنها لاستخدامها في المناسبات المدرسية، أو حتى حفلات الزفاف، كأن ترغب سيدة ارتداء ذات الزي مع طفلتها على سبيل المثال، كما يحدث في الكثير من الأحيان في زبائن المحلات.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم بعض المحلات ببيع اللباس التراثي والشعبي للرجال، إلا أن الطلب على الأزياء النسائية أكثر منه للرجال، كون الأزياء الرجالية تقتصر على كبار السن ممن يرتدونها، أو لبعض المناسبات والفرق الفنية التي ترتدي مثل تلك الأزياء، عدا عن كون الملابس الرجالية لا يوجد عليها تطوير وتجديد كما في السيدات.
ويمتاز الثوب الأردني التراثي بتفصيلاته الكثيرة وبتنوعه من مدينة لأخرى، ويوجد الكثير من المتاحف التي تحتفي بها وتحافظ عليها من الاندثار، وتختلف تلك الأزياء باختلاف طبيعة المكان والجغرافيا فيها، مع الإشارة إلى أن هناك عددا من السيدات الأردنيات اللواتي حصلن على مكانة كبيرة في مجال تصميم الأزياء في هذا المجال.

اضافة اعلان

[email protected]