سيارة الجيب العسكرية التي تأخرت

هآرتس عميره هاس 10/9/2019 عندما يتلكأ أولادكم في الذهاب الى المدرسة قصوا عليهم قصة الرجل صاحب القميص الاصفر وابلغوهم عن الشخص صاحب القميص الازرق المكتوب عليه "كتل طين في الوادي" وهو مسلح بكلبي رعي المانيان. ليس من اجل تخويف اولادكم، بل من اجل أن يعرفوا عن الاطفال من عالم آخر بعيد جدا، ساعة وربع سفر عن القدس، الذين بالنسبة لهم الذهاب الى المدرسة والعودة منها هو عمل بطولي. هؤلاء هم اطفال طوبا، قرية الرعاة والمزارعين التي تختفي بين التلال وبين الصخور في جنوب مدينة يطا في جنوبي الضفة الغربية. المدرسة توجد في قرية التواني، الاكبر منها، على بعد مسافة 2 كم، في طريق في جزء منه معبد والجزء الآخر ترابي. كان يمكن أن تكون هذه المسيرة لطيفة، خاصة عندما يكون فصل الخريف يهمس بين الغيوم البيضاء. ولكن اعضاء نظام السادة الذين يرتدون الاصفر والازرق، كمنوا لهم هناك في صباح أول امس. سيارتان قطعتا الطريق بالعرض. احداهما دفعت الاولاد نحو الجدار، وخرج منها شخص مسلح، ومع سائق السيارة الاخرى ركضوا خلف الاولاد وطلبوا منهم اثبات هويتهم. الاولاد الـ 11، الاصغر من بينهم في عمر 6 والاكبر في عمر 16 – 17، تغلبوا على الخوف واستمروا في السير. وتقدمت نحوهم متطوعات من منظمة السلام والعدل الايطالية "اوبيريشن دو" وهن مسلحات بالكاميرات، وحاول السادة منعهن من التصوير وتوثيق كل حركة. السلطات الاسرائيلية التي تطبق القانون قررت منذ زمن عدم التحقيق أو ضبط أو اعتقال أو محاكمة الزعران، الذين اعتداءات كهذه وكذلك العنف الاكثر ضد الفلسطينيين، هي خبزهم اليومي. الحديث هنا يدور عن يهود اسرائيليين الذين قبل 19 سنة تقريبا جاؤوا مرة تلو الاخرى من البؤرة الاستيطانية غير القانونية حفات معون، وهي احدى بنات المستوطنة غير القانونية معون. وبمساعدة سلاسل يلوح بها والضرب والتهديد والكلاب، منعوا حركة الفلسطينيين بين القريتين. الاطفال المذعورون اختاروا الذهاب الى المدرسة من خلال طريق التفافية طويلة، منزلقة في الشتاء الى درجة الخطر. بعد ثلاث سنوات تقريبا تمرد الاهالي وقدموا الموضوع للجنة التعليم في الكنيست، التي اصيبت بالصدمة. هكذا تم تأسيس قبل 15 سنة تقريبا تقليد مفاجئ: كبديل لعجز السلطات بإرادتهم امام النظام السامي العنيف تقرر أن يقوم جيب للجيش الاسرائيلي بمرافقة الطلاب، مرتين في اليوم، خمسة ايام في الاسبوع وخلال السنة، على فرض أن زعراننا الاعزاء لن يتعرضوا للجنود. في الحادثة الموصوفة اعلاه في يوم الاحد الماضي، المرافقة في الصباح لم تظهر كما هو مطلوب في الساعة السابعة والنصف. المتطوعات الايطاليات اللواتي يرافقن الاولاد في جزء من الطريق قاموا بالاتصال مع الجيش للسؤال عما حدث. وقيل لهن إن الجيب في الطريق، لكنه لم يأت. في الساعة الثامنة والربع بدأ الاطفال يسيرون نحو المدرسة. وكما هو متوقع اصطدموا بالسادة. لقد مرت ثلاثة اسابيع على بداية السنة الدراسية الفلسطينية، وفيها سجلت خمس تأخيرات – 15 – 45 دقيقة للمرافقة العسكرية، جميعها في الظهيرة في وقت العودة الى البيت. في1 ايلول يئس الاولاد من انتظار الجيب وبدؤوا بالسير نحو البيت بمرافقة المتطوعات. في الطريق ولدان اسرائيليان نزلا من البؤرة الاستيطانية واقتربا من الاولاد بصورة تهديدية وهما يشتمان. شخص اسرائيلي كان في سيارة مرت في المكان أخاف هو ايضا الاولاد. الجيب العسكري ظهر عندما كان الاولاد ومرافقيهم قد اجتازوا ثلثي الطريق. يجب عدم التأثر من سماحة الجيش الاسرائيلي. الطريق ما تزال مغلقة امام البالغين. الحكومة الاسرائيلية تدفع رسوم الحراسة بدل معاقبة اليهود العنيفين. لأنه يوجد هدف مشترك معهم وهو فصل القرى الفلسطينية البعيدة عن بعضها والتنغيص على حياة سكانها الى حين انتقالهم للسكن في جيوب المنطقة أ. وهكذا يتم اخلاء منطقة اخرى لصالح السادة. وقد جاء على لسان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ردا على ذلك: "منذ بضع سنوات يقوم الجيش الاسرائيلي بتأمين حركة اولاد فلسطينيين من طوبا الى المدرسة في التواني، في اعقاب احداث تعرض فيها الطلاب في الطريق الى المدرسة الى عنف لفظي وجسدي. بشكل عام، الجيش الاسرائيلي يبذل جهده من اجل ملاءمة مواعيد المرافقة مع احتياجات الطلاب. في يوم الاحد، 8 ايلول، حدث تأخير معين لوصول المرافقة، ولكن عندما جاءت القوة الى النقطة ساعدت الاولاد في الوصول بأمان الى المدرسة. الجيش الاسرائيلي سيواصل العمل على الحفاظ على النظام وروتين الحياة السليم.اضافة اعلان