سياسيون: الملك نقل العلاقات الأردنية الأميركية إلى مستويات نوعية

Untitled-1
Untitled-1

عبدالله الربيحات

عمان- أكد سياسيون وأكاديميون أن زيارة جلالة الملك للولايات الأميركية المتحدة وبريطانيا؛ اكتسبت أهمية بالغة، في هذا التوقيت، واتاحت لجلالته أن يبحث مع الإدارة الأميركية أزمات المنطقة، عبر لقائه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ولجان الكونغرس (الشيوخ والنواب).اضافة اعلان
وأكدوا لـ"الغد" انها زيارة تفتح آفاقا رحبة وانطلاقة جديدة، مؤسسة على علاقات قديمة، تحقق شراكة اوسع، وتنتقل بالعلاقات الأردنية الأميركية الى مستويات نوعية.
وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر؛ قال إن "توقيت الزيارة جاء لطرح قضايا على بساط الشفافية والصراحة، بخاصة الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية الساخنة، بما تنطوي عليه من تداعيات وتهديدات تمس متطلبات الاستقرار الدولي".
وأكد أبو جابر انها زيارة مهمة؛ قدر لها الارتقاء بمجالات التعاون بين البلدين تنمويا وتجاريا واستثماريا، وستفتح نتائجها آفاقا رحبة وانطلاقة جديدة، مؤسسة على علاقات قديمة صوب فضاءات شراكة اوسع، وترتقي بالعلاقات مع أميركا".
وأضاف أن هذه الزيارة تأتي في وقت تتفاعل فيه أوضاع المنطقة، وتشهد فيه سورية والعراق تطورات جديدة، بالإضافة للجهود الاقليمية والدولية في مواجهة الإرهاب، وارتفاع حدة التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وما يتصل من تطورات على صعيد قضيتهم.
اما فيما يخص أزمات المنطقة؛ فاعاد جلالته تأكيد التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، ما سيؤدي لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وفيما يخص الأزمة السورية، فان الأردن يرى في الاتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا لوقف إطلاق النار، وتأسيس منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية، اسهاما بخلق بيئة ملائمة للتوصل إلى حل سياسي للازمة عبر مسار جنيف.
وقال أبو جابر إن الجهد الأردني بشأن أزمات المنطقة، متزن ويحمل موقفا قوميا نبيلا، ويستمد توجهاته من ثوابت مبدئية وقناعات راسخة، هدفها تحصين الهوية والذات العربيين، وعدم وقوعها في شرك أزمات لا يتولد عنها سوى مزيد من المآسي والكوارث.
وأضاف ان جلالة الملك؛ حمل في زيارته هموم المنطقة والأمة، ومن ذلك ما يتعلق بالسلام وتطورات الاوضاع في فلسطين وسورية، وما يؤرق شعوبنا، ويعوق طموحاتها، فجلالته قادر بحكمته وحنكته السياسية، على ايضاح الصورة الحقيقية للأوضاع أمام صناع القرار الأميركيين الذين يملكون قدرة التأثير في أحداث العالم.
وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق الدكتور محمد طالب عبيدات قال إن "جلالة الملك يقود سياسة الخارجية الأردنية بحكمة واقتدار ورؤى ثاقبة، ويسعى لتحقيق إنجازات للعرب والمسلمين بالارتكاز على ثقة دول العالم به، بخاصة أميركا وبريطانيا، وعلى علاقاته الدولية المتوازنة والوسطية، الخالية من الغلو والتطرف، أو سياسة الاقطاب، لذلك حقق للأردن وللامتين العربية والإسلامية، علاقات دولية ودبلوماسية معتدلة".
وأضاف عبيدات ان "زيارات الملك التاريخية لدول عظمى مثل أميركا وبريطانيا، تحشد وتدعم وتؤازر الدور الهاشمي الحيوي والتاريخي، للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، وتعزز الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتتصدى لمحاولات اختطاف الدين الإسلامي وتشويه سمعته، واقتراف جرائم إرهابية باسمه".
ولفت إلى أن "بعضهم يتحدث عن تحديات سياسية طرأت على الساحة كصفقة القرن، وأوضاع اقتصادية صعبة يعاني الأردن منها، نتيجة ما تعرض له من هجرات قصرية للاجئين من دول الجوار العربي، ونقل السفارة الأميركية الى القدس؛ وها هو يدفع ثمنها بسبب ثوابته الوطنية والقومية.
وأوضح عبيدات ان ما يطرح في الغرف المغلقة وما يروج له، فيما يدعى صفقة القرن والمناداة باستخدام الأردن كمستوعب سياسي لإسكان الفلسطينيين المهجرين، بما يدعى بالخيار الأردني أو الوطن البديل، مرفوض بالمطلق رسميا وشعبيا، فزيارة جلالة الملك لأميركا وبريطانيا، تصب في بوتقة حماية الأردن ودعمة من أي صفقات مشبوهة، وتحقق له الدعم الاقتصادي، وإزاحة شبح البطالة عن شبابه بتوفير فرص عمل لهم.
وقال عبيدات إن جلالته يسعى لتعزيز علاقات الأردن تجاريا واقتصاديا مع العالم، لجعله مركزا اقتصاديا واستثماريا، ما يسهم بتحسين مستوى معيشة المواطن، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية للمشاريع الكبرى في قطاعات المياه والطاقه والنقل والبنى التحتية.
وبين أن هذه الزيارة؛ جاءت في توقيت حرج؛ وتأتي في أوج الحديث عن صفقة القرن، وتخصيص مبالغ خيالية كبيرة لترويجها إعلاميا، لكن جلالته أوضح التحديات والظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة، وأهمية القضية الفلسطينية وطروحات حل الدولتين، والحقوق المكتسبة للفلسطينيين والأردنيين، وتحديدا قضايا القدس وحق العودة والأرض والحدود.
أستاذ الإعلام بجامعة البترا الدكتور تيسير مشارقة، بين ان زيارة جلالته، تأتي في ظل أجواء احتقان سياسي في المنطقة، بسبب "صفقة القرن"، مبينا أنها تأتي في ظل ترد اقتصادي وهيمنة أميركية وصهيونية على العالم، لإخضاع وسلب مقدرات الشعوب، ما ينذر بعقد مقبل وغير مستقر، وهذا يتطلب إجراءات تقشفية من الشعوب، والتركيز على الإنتاجية والاكتفاء الذاتي، فالمؤسسات المالية العالمية (البنك الدولي/ صندوق النقد)؛ بدأت تضع ايديها على مدخرات الشعوب، وتبتز الدول وتتلاعب بالديون والقروض. ولفت إلى أن ذلك كله يأتي في نطاق اشتراطات مالية جديدة، تضع البلدان على مشارف الإفلاس، وهو ما شهدته بلادنا؛ إذ تقف في مواجهة أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، لتأتي الزيارة الملكية لبريطانيا في سياقها التاريخي، فبريطانيا حليف للأردن، وقادرة على لعب دور ضاغط في المؤسسات الدولية، لإسناد المملكة.
هذا وكان أعضاء في الكونغرس الأميركي؛ أكدوا في لقاءاتهم بجلالته؛ الحرص على توطيد العلاقات الأردنية الأميركية، واصفينها بالمتينة والراسخة، ومؤكدين ثقتهم بتقدم الأردن وازدهاره، باعتباره قوة فاعلة لتحقيق الاستقرار، وصاحب دور مهم في المنطقة.
وشملت لقاءات جلالته في الكونغرس؛ قيادات مجلس الشيوخ برئاسة زعيم الأغلبية الجمهورية السيناتور ميتش مكونيل، ورؤساء وأعضاء لجان القوات المسلحة، والمخصصات، والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وكذلك لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب.
ولفت أعضاء في الكونغرس لأهمية اجتماعاتهم مع جلالة الملك، وقالوا "نحن دائما بحاجة للاستماع إلى حكمة ورؤى جلالته؛ فجهود جلالته المتواصلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة محط تقدير"، مشيدين بدور الأردن المؤثر في التعامل مع القضايا الإقليمية".
وركزت اللقاءات على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتطورات المنطقة، وهو ما أكد عليه جلالة الملك، لأهمية هذه الشراكة عبر توسيع التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، معربا عن تقديره للدعم الاميركي للمملكة، وللمشاركة الأميركية في مؤتمر مبادرة لندن، مشيدا بمواقف الكونغرس الداعمة للأردن.
واستعرضت في اللقاءات؛ خطط الأردن وإصلاحاته الاقتصادية، لتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل، وتناول التبعات التي تحملها الاقتصاد الأردني جراء أزمات المنطقة، كما استعرض جلالته مع اللجان، مواقف الأردن تجاه قضايا المنطقة، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار.
وتصدرت عملية السلام القضايا التي بحثت، إذ أكد جلالة الملك ألا بديل عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وألا أمن ولا استقرار في المنطقة، دون التوصل لسلام عادل وشامل، يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد جلالته على أهمية الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، محذرا من مواصلة التصعيد الإسرائيلي في القدس، وبشأن سورية، أكد جلالته ضرورة التوصل لحل سياسي لأزمتها، يحفظ سورية أرضا وشعبا، ويضمن عودة اللاجئين.
وتطرقت اللقاءات إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، والتعاون الأردني الأميركي بهذا الخصوص.