سياسيون لـ"الغد": إلغاء زيارة الملك لرومانيا من أجل القدس رسالة إلى الاتحاد الأوروبي

112122
112122

حمزة دعنا

عمان- أكد سیاسیون أن إلغاء جلالة الملك عبدالله الثاني، زيارته الى رومانيا هي رسالة لجميع دول الاتحاد الاوروبي بأن الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية، واضح ولن يتم التهاون فيه حتى وإن أثر على الجانب الاقتصادي في المملكة.

اضافة اعلان

وأجمع الخبراء على أن الموقف الأردني الصلب يريد أن يرسل رسائل لأطراف عديدة بأن ملف القدس سيكون مجددًا رئيسًا في علاقات المملكة مع الجميع.

إلى ذلك، قال وزير الداخلية الأسبق، سمير الحباشنة، لـ"الغد"، إنه يجب على جميع الدول العربية أن تحذو حذو الملك في جعل القضية أولى اهتمامات العرب، مضيفا  أن إلغاء الزيارة هي خطوة جريئة من الملك وبوابة لتغيير نهج التفكير العربي تجاه القدس خصوصا في اجتماع جامعة الدول العربية خلال أيام في تونس.

من جهته، قال وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، أنه من الواضح أنّ "جلالة الملك يتعامل مع هذه المرحلة السياسية الخاصة بحساسية وقوة وبخاصة في ملف القدس التي لها ولمقدساتها مكانة خاصة لدى الأردن والهاشميين".

ووأضح، في تصريح لـ"الغد"، أنّ "الملك كان حريصاً على رفع سوية تعامل الدولة والأردنيين مع هذا الملف خلال حديثه في الزرقاء قبل أيام وإشارته الصريحه إلى تعرضه شخصياً والأردن إلى ضغوط لتغيير موقف الأردن من ملف القدس، وكذلك كان تحركه في القمه الثلاثية مع مصر والعراق أمس الأول من أجل السعي لأن تكون قمه تونس العربية القادمة بعد أيام بوابة لموقف عربي موحد يرفض أي مشاريع سياسية تتجاوز الحقوق الأساسية والكبرى للشعب الفلسطيني" .

وتابع: "لهذا يمكن فهم قرار جلاله الملك بإلغاء زيارته لرومانيا كجزء من هذا الموقف الأردني الصلب الذي يريد أن يرسل رسائل لأطراف عديده أن ملف القدس سيكون مجدداً رئيساً في علاقات الأردن ".

وزاد أنّ "موقف جلالة الملك يمثل حالة تحفيز للحالة العربيه لتكون أكثر صلابة في التعامل مع معطيات المرحلة القادمة التي قد لا تكون سهلة".

رسالة إلى الاتحاد الأوروبي

من جانبه، قال أمين عام الحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق، إنّ "الملك أراد أن يبعث رسالة إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي من خلال إلغاء زيارته إلى رومانيا مفادها أن الأردن لا يقبل التردد السياسي مع أي دولة تكون على حساب القضية الفلسطينية".

وبين الشناق في تصريح لـ"الغد"، أن "العلاقات الأردنية مع كافة الأطراف لا تقبل بالتنازل عن دورها في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حتى لو أثرت على الجانب الاقتصادي للمملكة، خصوصاً وأن جلالته ألغى جولة من (اجتماعات العقبة) التي كان من المفترض أن تستضیفھا رومانیا بالشراكة مع الأردن".

وأوضح أن "الملك وفي كل المحافل الدولية يقدم قضية القدس على أي قضية حتى وإن كانت محلية"، مؤكداً على "وجود ضغوطات دولية على الأردن لتغيير موقفها تجاه القدس، لكن الملك يثبت للعالم وفي جميع المناسبات أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية لديه".

موقف ملكي جريء

واعتبر المحلل السياسي والخبير الاسترتيجي منذر الحوارات، أنّ "هذه خطوة شديدة الأهمية وتعتبر نقطة انطلاق للوقوف بشكل حازم بوجه أي عمل مماثل قد تقدم أي دولة أخرى، فهذا الموقف الملكي الجريء والحازم ربما يضع حجر الأساس لتحرك عربي مشابه لردع اي عميلة نقل مستقبلية تستهر في حق الشعب الفلسطيني في عاصمته وكذلك بالولاية الهاشمية على المقدسات".

وأضاف في تصريح لـ"الغد"،: "أما قرار رئيسة الوزراء الرومانية فيوركا دانسيلا فهو يتعارض حتى مع التزامات رومانيا المعروفة وبالتالي موقف جلالة الملك يعبر عن الألتزام الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وكون رومانيا هي رئيسة الاتحاد الأوروبي الآن فموقف جلالة الملك سوف يكون ذا أثر كبير على جميع الدول الأوروبية فحواه أن من يقف في وجه قضايانا العادلة سيؤدي إلى تغير جوهري في موقفنا تجاهه".

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قرر إلغاء زیارته إلى رومانیا، التي كان من المقرر أن تبدأ الیوم الاثنین، وذلك نصرة للقدس في أعقاب تصریحات رئیسة وزراء رومانیا فیوریكا دانسیلا، الأحد، عن عزمھا نقل سفارة بلادھا إلى القدس.

وكانت أجندة الزیارة الملكیة إلى رومانیا، والتي تتولى حالیا رئاسة الاتحاد الأوروبي، تشتمل على لقاءات ثنائیة لجلالة الملك مع الرئیس الروماني، ومسؤولین في البرلمان، بالإضافة إلى مشاركة جلالته في جولة من ”اجتماعات العقبة“ التي كان من المفترض أن تستضیفھا رومانیا بالشراكة مع الأردن.

كما كان من المقرر أن توقع الحكومتان الأردنیة والرومانیة، على ھامش الزیارة الملكیة، اتفاقیة ومذكرتي تفاھم وبرنامج عمل في عدد من المجالات، بالإضافة إلى تنظیم ملتقى للأعمال یجمع ممثلین عن القطاع الخاص في البلدین.