سياسيون: هجرة المسيحيين مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية

رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز (وسط) يتحدث في مؤتمر حول "هجرة المكونات الدينية والإثنية من منطقة الشرق الأوسط" أمس - (بترا)
رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز (وسط) يتحدث في مؤتمر حول "هجرة المكونات الدينية والإثنية من منطقة الشرق الأوسط" أمس - (بترا)

عمان - الغد - أكد سياسيون وحزبيون ومثقفون ورجال دين أن أسباب هجرة المسيحيين وغيرهم من منطقة الشرق الأوسط لها علاقة بالأوضاع الاقتصادية، وانتشار الفقر والبطالة، وغياب العدالة الاجتماعية وعدم المساواة، للبحث عن حياة أفضل.اضافة اعلان
وأوضحوا، خلال افتتاح مؤتمر "هجرة المكونات الدينية والأثنية من منطقة الشرق الأوسط" أمس، "أن عجز أنظمة سياسية عن حماية الأقليات، كان سببا في نجاح تنظيم داعش المجرم في تحقيق بعض أهدافه التدميرية وزرع الخوف في نفوس المسيحيين، وبالتالي هجرتهم".
وأشاروا إلى أن الهجرة التي أصبح اسمها "تهجيرا قسريا واقتلاعا جذريا جاء كله بفعل التطرف ومحاولات إلغاء الآخر الديني والإثني"، قائلين إن الأردن "بنى جسورا واصلة وليست جدران فاصلة، وحيا كل من ينظر الى الانسانية دون نظر للدين او العرق".
وخلال افتتاحه أعمال المؤتمر، قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز "ان مسيحيي الشرق ليسوا طارئين، بل جزء أصيل ورئيس من أمتنا العربية والاسلامية ونسيجنا الاجتماعي والثقافي والحضاري".
وشدد على أن عروبة المسيحيين لا جدال فيها "الا لمن رغب في إثارة الفتن وتغذية روح الانقسام والتفرقة وتقسيم بلادنا الى دويلات طائفية ومذهبية ضعيفة".
وأضاف، خلال أعمال المؤتمر الذي نظمه مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية والمركز الكاثوليكي للإعلام، ان "هناك اسبابا لهذه الهجرة لها علاقة بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية"، موضحا أن الاوضاع الاقتصادية السيئة للعديد من دول المنطقة، وانتشار الفقر والبطالة تشكل دافعا لهجرة البعض بهدف البحث عن حياة افضل.
ولفت بهذا الخصوص إلى أن عجز بعض الأنظمة السياسية عن حماية الأقليات، كان أحد أسباب نجاح تنظيم داعش المجرم في تحقيق بعض أهدافه التدميرية وزرع الخوف في نفوس المسيحيين، وبالتالي هجرتهم.
وكان رئيس مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية العين بسام حدادين أشار الى أن الأردن لفظ الإرهاب منذ زمن بعيد، لافتا الى ان "عنوان المؤتمر يحمل في طياته أسئلة بحاجة لإجابات واضحة ومحددة من المحاضرين"، وتقديم مقترحات وتوصيات وحلول.
من جهته، أشار مدير المركز الكاثوليكي للإعلام رفعت بدر إلى أن الهجرة التي أصبح اسمها "تهجيرا قسريا واقتلاعا جذريا من بيوت وأوطان الآباء والاجداد جاء كله بفعل التطرف ومحاولات إلغاء الآخر الديني والإثني".
وأكد أن الأردن "بنى جسورا واصلة وليست جدران فاصلة، وحيا كل من ينظر الى الانسانية دون نظر للدين او العرق".
وأكد ممثل مؤسسة كونراد ادناور الدكتور اوتمار بولينج اهمية المؤتمر في هذا التوقيت بالذات "الذي يشهد حربا عالمية من قبل الإرهاب ضد الحضارة والانسانية".
وفي الجلسة الاولى للمؤتمر التي ادارها النائب عاطف قعوار تحدثت آمنة الذهبي من العراق "عن التهجير القسري في العراق، والتمييز والإقصاء والدوافع الاقتصادية".
وقالت ان ظاهرة الهجرة في العراق ازدادت بدوافع اقتصادية ودينية لا سيما تلك التي تشهد اوضاعا امنية غير مستقرة بعد ثورات ما عرف بالربيع العربي ثم بروز تنظيم داعش في كل من العراق وسورية. وقدم الباحث التربوي ذوقان عبيدات ورقة عمل اشار فيها إلى أن "البيئة الطاردة قد يسودها العنف والظلم وسادية القوة اضافة الى الفقر وانعدام الامن بمفهومه الشامل".
وقال، "عندما كان العراق مستقرا لم نسمع بأديان وطوائف وكان الوطن للجميع، وكذلك سورية ومصر وليبيا، لكن عندما سادت سلطة القهر صرنا نسمع عن قطع الرؤوس على الهوية أو على الاسم".
وأشارت الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي (حشد) عبلة ابو علبة في ورقة عمل الى ان "الهجرة اتخذت في الفترة الاخيرة طابعا دينيا ومذهبيا وعرقيا".
واكدت ابو علبة انه ولحماية المكونات جميعها من الاضطهاد "فإنه يتوجب الذهاب الى المساواة في القانون والدالة الاجتماعية والتشارك، وهذا ايضا ما تتطلبه مواجهة داعش وأمثالها من قوى الظلام".
وقالت إن المنظمات التكفيرية تريد نفي الآخر ورفضه، معتبرة ان "البنية الهشة في المجتمعات العربية هي التي ساهمت في بروز وتوسع داعش الارهابية".
وبالنسبة للهجرة الفلسطينية، أشارت أبو علبة الى ان اقل نسبة حدثت إبان الانتفاضة الأولى وهذا يثبت أن الشباب الفلسطيني مقاوم بشكل واضح ولا يهرب من واجباته الوطنية، فيما كانت أوسع هجرة بعد اتفاقية اوسلو.
وفي الجلسة الثانية للمؤتمر تحدث المطران قيس صادق أسقف أرضروم والمساعد البطريركي الأنطاكي رئيس مركز الدراسات المسكونيَّة حول حقوق الإِنسان بين النَّظريّةِ والتَّطبيق.
وقال إن "حقوق الإنسان" مفهومٌ مركَّبٌ مِن أوليّاتٍ هي "التّعبير، والاعتقاد، والعمل، والهجرة، والانتخاب وحقوقِ الأقليّات، وذوي الاحتياجات الخاصَّة والمرأة، والطّفل، والسَّجين".