شرطيان: بصراحة الهدف استفزاز أهل العيسوية

هآرتس

من نير حسون

اضافة اعلان

لقد تم توثيق رجال شرطة في العيسوية في شرقي القدس وهم يتذمرون من أنه لا يوجد أي هدف للنشاطات في العيسوية عدا عن الاستفزاز المتعمد للسكان. في هذا التوثيق الذي وصل الى "هآرتس"، قال احد رجال الشرطة لزميله: "هذا بصراحة مجرد استفزاز لهم. لماذا يتم فعل ذلك بشكل متعمد؟". شرطة اسرائيل قامت خلال اشهر الصيف بعملية واسعة في العيسوية كل يوم، اثناءها دخل في كل يوم في الظهيرة قوات كبيرة من الشرطة الى القرية وقاموا بدوريات ونصبوا الكمائن واقاموا الحواجز وقاموا بوقف السيارات وعابري سبيل من اجل الفحص – وبعد ذلك كانوا يدخلون الى القرية في الليل ويعتقلون مواطنين.
في هذه العملية تم اعتقال اكثر من 350 شخصا من سكان العيسوية. ولكن فقط نحو 10 اشخاص منهم تم تقديمهم للمحاكمة. في القرية قالوا إن هدف العملية هو استفزاز السكان وأن الشرطة تعمل بشكل استفزازي من اجل التسبب بالعنف. وقالوا ايضا إنه قبل العملية وخلالها لم يتم رشق الحجارة في القرية عدا عن رشق الحجارة على القوات التي دخلت الى القرية.
هذه الاقوال سمعت ايضا في فيلم قصير وصل للصحيفة وتم تصويره بواسطة كاميرا خاصة لأحد رجال الشرطة الذين شاركوا في النشاطات في العيسوية في شهر نيسان (أبريل) الماضي، قبل بضعة اسابيع من بدء عملية تطبيق القانون الواسعة. في الفيلم القصير يظهر الشارع الرئيسي للعيسوية في منطقة المسجد الرئيسي في القرية. رجال الشرطة الذين تم سماعهم في الفيلم، وقفوا في المكان لبضع ساعات. وفي كل مرة أحدهم كان يظهر وهو يصوب السلاح، كما يبدو نحو سكان في الخلفية. في الشارع مر اشخاص كثيرون وسيارات كثيرة ولا أحد التفت لرجال الشرطة.
رجال الشرطة سمعوا وهم يتحدثون فيما بينهم عن هدف النشاطات في القرية، وقد سمع أحدهم وهو يقول لزميله: هذا بصراحة من اجل مجرد استفزازهم. والثاني وافق على هذا الرأي. بعد ذلك سأل الشرطي الاول: لماذا يتم فعل ذلك بشكل متعمد؟ وأجابه زميله: سياستنا مضروبة من الجذور. عندها قال الشرطي الاول: دعهم يعيشون، يا أخي. أنت هنا مجرد تستفزهم فقط.
بعد عدة دقائق توجه الشرطي الاول للشرطي الثاني قائلا: يا أخي، اريد أن اسألك سؤال، ألا يتسبب ما نفعله بالمزيد من المشكلات هنا؟ وأجاب الآخر: هذا هو الهدف. وسأل الشرطي الاول مرة اخرى: أن يتم خلق المزيد من المشكلات؟ وأجابه الآخر: نعم. بعد ذلك سمعا وهما يقللان من الخطر الماثل من رشق الحجارة في القرية: "هذا ليس عملية ارهابية معادية. كل ما في الامر هو رشق حجارة". قال أحدهما. وقال الآخر: "بالنسبة لهم هذا لعب، هم لا يرشقون الحجارة من اجل التسبب بالاصابة".
الفيلم القصير عرض في الاسبوع الماضي في محكمة الصلح في القدس، في جلسة تتعلق بأحد السكان في القرية، عبد الله مصطفى، الذي اتهم برشق ثلاثة حجارة نحو رجال الشرطة في نفس اليوم الذي تم فيه تصوير الفيلم القصير. محامي مصطفى الذي عينته النيابة العامة، احمد عواودة، قال إنه يجب التقليل من عقوبة المتهم بسبب الامور التي قالها رجال الشرطة في الفيلم القصير، مع الاخذ في الحسبان حماية النفس من العدالة.
من خلال شهادة داخلية، وليس من قبل سكان القرية أو اعضاء بتسيلم أو جدعون ليفي أو أي شخص آخر، الشهادة هي شهادة جنود من حرس الحدود، قال المحامي عواودة في النقاش. "أنتم تشاهدون هنا أنه لا حاجة عملية، وكل عمليات الدخول هي من اجل ملاحقة سكان القرية. وهذه افعال تعمل على اصابة الاطفال بالذعر. كيف يمكن الوقوف امام الاطفال وتصويب السلاح نحوهم؟ يجب وقف تشويش الحياة هذا بشكل متعمد في دولة قانون. كيف يتم وقف ذلك؟ من خلال قرارات من المحكمة، اقوال من المحكمة بدون خوف".
المدعية العامة في هذا الملف، المحامية دورين حاييم، قالت في المقابل إنه "لا يوجد مجال لأخذ مقولة واحدة لحظية لشاهد، الذي بعد ذلك تراجع عن شهادته. ومثلما لا توجد عقوبة على ما يفكر فيه الاشخاص، هكذا ايضا بخصوص رجال شرطة زل لسانهم". القاضي يارون منتكفيتش قبل بشكل جزئي موقف المحامي وقال إنه سيأخذ في الحسبان التوثيق عندما سيحدد العقوبة التي ستفرض على مصطفى. وفي نهاية المطاف حكم بسبعة اشهر ونصف سجل فعلي، وهذه عقوبة تعتبر قليلة نسبيا لمخالفة كهذه. مع الأخذ في الحسبان أن مصطفى أدين في السابق بمخالفات مشابهة.
في العيسوية يقولون منذ اشهر كثيرة بأن هدف عملية الشرطة في القرية هو ازعاج السكان وتشويش روتين الحياة كجزء من العقاب الجماعي واستخدام الضغط على السكان. في الشرطة رفضوا ادعاءات السكان بأن هدف العملية هو ازعاجهم كجزء من العقاب الجماعي واستخدام الضغط عليهم. وحسب اقوال الشرطة فإن هدف النشاطات هو الحفاظ على النظام العام وتطبيق القانون في كل زمان مكان.
مع ذلك، وخلال سنوات، تراكم عدد كبير من الشهادات بأن شرطة القدس تعمل على زيادة الاحتكاك مع سكان العيسوية. في مسلسل "محافظة القدس" قال الضابط ايرز حزان، الذي مثل في مشهد زرع السلاح في منزل أحد السكان في القرية: "هناك اجراء يتم البدء بتنفيذه. يبدأون في استخدام القليل من الضغط اثناء الدخول واثناء الخروج، لاعطاء الامكانية لشخص ما بارتكاب خطأ ما".
في العام 2016 نشرت هآرتس أنه في تقارير الشرطة كتب بأن هدف العملية في القرية هو "الاحتكاك مع السكان"، وفي العام 2017 أدخلت الشرطة الى قرية العيسوية حافلة مليئة برجال الشرطة المتخفين بزي الجنود من اجل التسبب برشق الحجارة نحوهم واعتقال من يرشقون الحجارة. قاصر من السكان تم القاء القبض عليه في الحادثة وتمت ادانته وحكم عليه بـ 19 شهر سجن.