شركات الخلوي ترفع جاهزيتها لمواجهة العاصفة الثلجية المتوقعة

إمرأه تستخدم هاتفها الخلوي خلال تساقط ثلوج -(أ ف ب)
إمرأه تستخدم هاتفها الخلوي خلال تساقط ثلوج -(أ ف ب)

إبراهيم المبيضين

عمان- كثفّت شركات الاتصالات الخلوية العاملة في السوق المحلية مؤخرا جهودها وخططها لمواجهة العاصفة الثلجية المتوقع دخولها الى المملكة اليوم، والتي تشير الأرصاد الجوية أنها ستُعيد إلى الأذهان ما حدث خلال عواصف ثلجية قوية سابقة مثل أليكسا العام 2013 أو عاصفة شباط 2003، حيث تراكمت الثلوج في هاتين العاصفتين إلى ما يتجاوز النصف متر في العديد من المناطق.اضافة اعلان
وأكدت مصادر هندسية متطابقة في الشركات الخلوية الرئيسية الثلاثة أن لديها خططاً جاهزة لمواجهة مثل هذه الظروف الجوية التي قد تحدث آثارا سلبية على حركة الاتصالات الخلوية والانترنت، يجري الاضافة عليها وتعديلها بحسب التوقعات المتعلقة بشدة هذه الظروف الجوية، والمناطق الاكثر تاثرا بها، وذلك حتى يجري تركيز الجهودة الهندسية لمواجهة الآثار السلبية التي من الممكن ان تحدثها الثلوج، مع الاستفادة من التجارب السابقة التي مرت بها المملكة العام الحالي او في سنوات سابقة.
وأوضحت المصادر الهندسية في (زين وأورانج وأمنية) أنّها اتخذت استعدادات على محورين: المحور الفني والهندسي بدراسة ومتابعة الشبكات وحالة الأبراج، وتجهيز الآليات والاجهزة اللازمة للعمل في الميدان، والمحور الثاني يتعلق بالعنصر البشري بتجهيز فرق هندسية وخدمة عملاء، لمواجهة أي ظروف طارئة قد تنجم عن تراكم الثلوج على المحطات الخلوية، وانقطاع الكهرباء، الأمر الذي قد يتسبب بانقطاع أو ضعف الاتصالات الخلوية والإنترنت.
وبينت المصادر لـ"الغد" أن عمل الشركات وتجهيزاتها تتوزع بين: توفير مولدات احتياطية متحركة للكهرباء، فرق فنية مجهزة في الميدان، فرق فنية على مدار الساعة في المراكز الرئيسية، مشيرة الى تجهيزتها تشكل كل محافظات المملكة دون تمييز، مع تركيز واضح على المناطق التي عادة ما تتعرض لانقطاعات الكهرباء، وهو ما رصدته الشركات من تجارب سابقة.
وتشير نتائج تحليل نماذج التنبؤات الجوية الحاسوبية وآراء خبراء الأحوال الجوية في مركز طقس العرب، إلى تأثر المملكة بعاصفة ثلجية اليوم الخميس، ويأتي تأثير هذه العاصفة كنتيجة لاندفاع "مباشر" لكتُلة هوائية شديدة البرودة وقطبية قادمة من سيبيريا عبر البحر الأسود وتُركيا نحو المنطقة، ومن ثم توجهها مُباشرة إلى المملكة.
إلى ذلك قالت الشركات إن "انقطاع الكهرباء" و"تراكم الثلوج" على أطباق المايكرويف على الأبراج أبرز المشاكل التي تواجه الشركات في مثل هذه الظروف، اذ تعد الكهرباء "المغذي الرئيسي" للمحطات الخلوية التي تمرّر الخدمات الصوتية الخلوية والإضافية، فيما تتمثل المشاكل الأخرى في انقطاع أو تعطل البث بين أجهزة المايكروويف إلى المقاسم الرئيسية بسبب تراكم الثلوج على أجهزة المايكروويف.
وأوضحت أن مشكلة تراكم الثلوج على الاطباق استطاعت الشركات من تجارب سابقة تجاوزها بنجاح من خلال مواد تدهن بها الاطباق وتمنع تراكم الثلوج الامر الذي من شأنه ان يديم عمل الاطباق واستقبال وارسال اشارات الاتصالات على افضل حال، فيما تواجه الشركات مشاكل انقطاع الكهرباء بتجهيز المولدات الاحتياطية الثابتة والمتحركة والفرق الهندسية المجهزة للوصول الى الأبراج التي تتعرض لمشاكل انقطاع كبيرة بعد نفاد طاقة المولدات الاحتياطية.
وقالت الشركات إنها حريصة على إدامة الخدمة في الصوت والإنترنت خلال فترة الايام القليلة المقبلة وقت مرور العاصفة الثلجية المتوقعة، إدراكا منها لأهمية ضمان استمرارية خدمات الاتصالات خلال هذه الظروف الجوية التي يتوقع أن تكثر فيها حالات الطوارئ، وبنفس الطريقة التي نجحت فيها الشركات بإدامة الخدمات خلال العاصفة الثلجية التي مرت بالمملكة في الاسبوع الاول من الشهر الماضي. 
وأكدت على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الجهات في مثل هذه الحالات، مؤكدا أهمية العمليات والاجراءات التي تقوم بها أمانة عمان والبلديات والجهات الأمنية لفتح الطرق ومواجهة المشاكل.
ويبلغ تعداد اشتراكات الخلوي في المملكة حوالي 11 مليون اشتراك تغطي 99 % من بيوت الأردنيين، بنسبة انتشار تصل إلى 147 % من عدد السكان، فيما يقدر عدد مستخدمي الإنترنت بحوالي 5.6 مليون مستخدم بنسبة انتشار تصل الى 73 % من عدد السكان.
وكانت كوادر قطاع الاتصالات سواء على الصعيد الحكومي أو شركات القطاع الخاص نجحت خلال الاسبوع الاول من الشهر الماضي في مواجهة العاصفة الثلجية التي مرت بالمملكة، حيث أثبتت شبكات الاتصالات كفاءتها بتفعيل خطط الطوارئ وجاهزيتها التي كان له الأثر الواضح في تجاوز هذه العاصفة، واستمرارية تقديم خدمات الاتصالات سواء الهاتفية منها أو خدمات الإنترنت.

[email protected]
imubaideen@