شركات الضيافة في دول الخليج مطالبة بالتركيز على فئة "المسافرين الأفراد"

arabia-china-tourism-forum-image-3
arabia-china-tourism-forum-image-3

دبي- من المتوقع أن تستقبل دول الخليج 2.9 مليون زائر صيني بحلول عام 2022 بالتزامن مع الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومات المنطقة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الصين

اضافة اعلان

بلغ حجم إنفاق المسافرين الصينيين إلى كافة أنحاء العالم 258 مليار دولار أمريكي وفقاً للأرقام الصادرة عن منظمة السياحة العالمية

يرى الخبراء المشاركون في معرض سوق السفر العربي 2019 أنه ينبغي على شركات الضيافة في دول مجلس التعاون الخليجي أن تقدم خدمات فريدة واستثنائية مبنية على الاستفادة من التقنيات المتطورة للمسافرين الأفراد القادمين إلى المنطقة من الصين إذا ما أرادت الاستحواذ على حصة أكبر من سوق السفر الخارجي في الصين الذي يشهد نمواً متسارعاً.

ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد السياح الصينيين المسافرين على الخارج ليصل إلى 224 مليون سائح بحلول عام 2022، وذلك وفقاً للبحث الذي أجرته كوليرز إنترناشونال. وفي هذا الإطار، تظهر البيانات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية أن دول مجلس التعاون الخليجي ستستقبل 2.9 مليون سائح صيني خلال تلك الفترة.

هذا وتطرق المشاركون في جلسة "المنتدى السياحي العربي- الصيني" الذي أُقيم في المسرح العالمي خلال معرض سوق السفر العربي 2019 إلى الفرص المتاحة لدول الخليج لزيادة أعداد الزوار القادمين إليها من الصين وتلبية احتياجات المسافرين الأصغر سناً من فئة الشباب والقادمين من الشرق الأقصى.

وتحدث الدكتور آدم وو، الرئيس التنفيذي لشركة "سي بي إن ترافيل آند مايس" و"وورلد ترافيل أونلاين" الذي أدار هذه الجلسة فقال: "يشهد قطاع السفر العالمي توجهات جديدة مع تنامي فرص سفر الأفراد المستقلين والذي بات مفضلاً للمسافرين الصينيين بنسبة 51% على حساب سفر المجموعات، وبات من الملاحظ أنهم يحبذون السفر في مجموعات أصغر خصوصاً فئة الشباب منهم".

تمثل تجارب السفر الفريدة عاملاً أساسياً في إقناع المسافرين الصينيين الشباب بزيارة منطقة الخليج التي توفر لهم أفضل الخدمات الراقية التي تشمل الإقامة المريحة وكافة وسائل الراحة التي تحقق رغباتهم. وقد أشار المشاركون أيضاً إلى أن فئة المسافرين الأفراد ضمن مجموعات صغيرة تبحث عن مناطق ووجهات سياحية جذابة غير متوفرة في الأسواق الأخرى.

من جانبه، قال تيري فون بيبرا، مدير عام مجموعة علي بابا في أوروبا: "ترغب المجموعات الصغيرة من المسافرين الصينيين باستكشاف وجهات جديدة وخوض تجارب خاصة بما يتيح لهم مشاركتها مع أصدقائهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أمر مهم للغاية في الوقت الحالي.

لا يمكننا التقليل من أهمية الأفكار التي تراود هذه الفئة من المسافرين في استكشاف وجهات فريدة. ومن خلال عملي، أرى أن هنالك الكثير من الفرص التي يمكن استغلالها في كافة جوانب التجارة مع الصين. يريد العملاء اليوم فهم وإدراك أهمية هذه الوجهات الفريدة والخصائص التي تمتلكها دون سواها. وكلما قدمنا لهم التسهيلات في فهم ذلك، كلما حققنا نتائج أفضل".

وبالإضافة إلى التجارب الاستثنائية، قالت زو هوان جاو، رئيس السوق الآسيوية في قسم الترويج الخارجي لدى هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة: "إن اللمسات الشخصية الصغيرة تساعد أيضاً قطاع الضيافة في دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز استقطاب المزيد من الزائرين من الصين. على سبيل المثال، تقدم بعض الفنادق في الشارقة وجبات تدخل فيها نكهات الفلفل الصيني، كما تقدم بعض المطاعم المعكرونة الصينية سريعة التحضير للزوار الصينيين في وجبة الإفطار وهو أمر مدروس ويلعب دوراً مهماً في استقطاب المزيد من الزائرين".

وقد دأبت دول مجلس التعاون الخليجي على اتخاذ خطوات ملموسة وصحيحة لتعزيز العلاقات مع الصين والاستفادة من النمو الهائل للمسافرين الصينيين إلى الخارج. وفي هذا الإطار، بات بإمكان حاملي جواز السفر الصيني الحصول على تأشيرات زيارة لمدة 30 يوماً لدى وصولهم إلى عُمان والبحرين والكويت، ومن المتوقع أن يؤدي إطلاق التأشيرة السياحية في السعودية إلى تحقيق المزيد من النجاحات.

وفي الوقت ذاته، كثفت دولة الإمارات جهودها لجذب المزيد من الزوار الصينيين بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي التي وقعت مؤخراً اتفاقية شراكة استراتيجية مع عملاقة التكنولوجيا الصينية "تينسنت" لتعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة للمسافرين الصينيين، ولاستقطاب منصة الدفع الإلكترونية "وي تشات" للعمل في دولة الإمارات. وقد أكد المشاركون في الجلسة أنه ينبغي على الفنادق في دول الخليج أن تبذل المزيد من الجهود لتحسين تجارب الزوار وجعلها أكثر مرونة.

من جهته قال رامي مكرزل، نائب رئيس قسم التطوير والاستحواذ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مجموعة فنادق اللوفر: "إننا نشهد بالفعل تدفقاً كبيراً للمسافرين الصينيين في مختلف القطاعات، وفي هذه الصناعة التي تشهد منافسة كبيرة، نحن بحاجة إلى أن نكون في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، ولنكون صريحين فإننا بحاجة إلى المزيد من الجهود كي نكون مستعدين بشكلٍ كامل للتعامل مع زيادة تدفق السياح القادمين إلينا من الصين.

وأكد مكرزل للحضور أنه بالإضافة إلى إنشاء منصات إلكترونية لإجراء الحجوزات وصفحات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أبرمت مجموعة فنادق اللوفر الصينية اتفاقية شراكة مع أنظمة الدفع عبر الهواتف الذكية كي تتيح للمسافرين الصينيين الاستمتاع بتجاربهم عند زيارة الشرق الأوسط.

وفقًا للأرقام الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، فإن المسافرين الصينيين إلى الخارج هم الأكثر إنفاقاً على مستوى العالم بواقع 258 مليار دولار أمريكي عام 2017. ومن شأن جذب المزيد من هؤلاء المسافرين أن يعزز من مساهمة القطاع السياحي في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي.

وعلى الرغم من أن دول مجلس التعاون الخليجي تجذب حاليًا 1٪ فقط من إجمالي عدد الصينيين المسافرين خارج البلاد، إلا أنه من المتوقع حدوث اتجاهات إيجابية خلال السنوات القادمة حسب رأي المشاركين في الجلسة في ظل العروض الكبيرة التي توفرها الفنادق للزوار الصينين بما يتناسب مع ثقافتهم.

هذا وقد تم استحداث المنتدى السياحي العربي الصيني لتمكين المتخصصين في مجال السياحة والسفر والضيافة، من استكشاف الفرص المحتملة التي تلوح في الأفق. كما سيستضيف المسرح العالمي مواضيع وجلسات أخرى تتعلق بالسياحة في السعودية والسياحة الحلال والابتكارات الجديدة.

هذا وتستمر فعاليات معرض سوق السفر العربي 2019 حتى الأربعاء 1 مايو في مركز دبي التجاري العالمي ويشهد مشاركة 2,500 شركة عارضة في قطاع السياحة والسفر والضيافة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد استقبلت دورة العام الماضي أكثر من 39,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وشهدت تسجيل أكبر مشاركة للفنادق في تاريخ المعرض على الإطلاق.