شروط جديدة للمصالحة!

 

تصاعدت وتيرة الاتهامات والتصريحات العدائية بين السلطة وحماس، وكل ذلك ليس بالضرورة ان يطال مشروع المصالحة ما دامت شروطها قد تحددت، وهي جاهزة للتوقيع بموافقة الفصائل كلها.

اضافة اعلان

كال عبّاس الاتهامات لحماس لكنه لم يكن مقنعا حول تقريرغولدستون، أمّا طلب حماس تأجيل توقيع المصالحة لبعض الوقت فما كان ليخيفنا ما دامت مبرراته آنية، وهي حالة الغضب التي تجعل من غير المحبذ اقامة المناسبة الاحتفالية، وتبادل المصافحات مع عباس هذه الأيام، وقد اقتصر موقف حماس على طلب التأجيل فقط، ولا نعرف إلى متى لكننا نفترض أن لا يكون الوقت طويلا، وتجاوبت القيادة المصرية مع الطلب رغم اعتراض فتح وفصائل أخرى؟

وفي الحقيقة يمكن توقيع كل طرف على حدة على الاتفاقية وتأجيل اللقاء الاحتفالي إلى اي وقت، ويبدو كأن المصريين ينوون القيام بهذا، أي أخذ تواقيع الأطراف على الوثيقة، فاتفاق المصالحة هو مشروع استعادة الوحدة الكيانية الفلسطينية، وليس مصاهرة عائلية مع عباس حتّى يرتبط المشروع بالرضى عن شخصه.

حتّى لو كان عباس خائنا، فشأن فتح والشعب الفلسطيني ان يقرر أمره، وعلى كل حال فهو على وشك انهاء ولايته، وهناك انتخابات مقبلة يقرر فيها الشعب ما يريد.

الوحدة على كل حال ستتيح تأثيرا افضل لحماس على النتائج، ويمكن أن تلجأ الى تكتيك عدم انزال مرشح خاص بها، والبحث عن مرشح توافقي قد تدعمه اطراف في فتح لا تريد عباس. المهم أن استعادة الوحدة شأن لا يرتبط باللحظة الراهنة، ولا بشخص عباس، بل بالمؤسسات والوطن الفلسطيني، وبحسب ما فهمنا فإن طلب التأجيل لم يتضمن اي ارتداد أو اي شروط جديدة، وكانت قد صدرت تطمينات من حماس بهذه الصدد.

ما أخافنا أول من أمس كثيرا هو تلميحات في حديث مشعل قد تعني اعادة مناقشة شروط المصالحة، وفرض شروط جديدة، أي العودة الى نقطة الصفر، واذا كان ما قيل توطئة لوضع فيتو على عباس نكون قد قبرنا مشروع المصالحة.  

بحسب مشعل، فإن مصالحة وطنية فلسطينية يجب أن تقوم على أمرين هما: ترتيب البيت الفلسطيني في اطار السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية وفق قاعدة الديمقراطية والانتخاب الحر لبناء مؤسسات منظمة التحرير ومؤسسات السلطة، والتوافق على البرنامج السياسي الوطني وآلية صناعة القرار السياسي الفلسطيني.

بالنسبة للنقطة الأولى، فالاتفاق نفسه ينصّ على ذلك، أي انتخابات ديمقراطية للسلطة ومنظمة التحرير. أمّا آلية صنع القرار، فهذه قصّة معقدة ومفتوحة، وهي قابلة للبحث، لكن من دون اشتراط صيغة معينة.

نريد أن نحسن الظنّ والأمل بأنه لا تراجع ولا اعادة نظر بشروط المصالحة وفق الورقة الجاهزة للتوقيع، وليكن بتأجيل اسبوعين أو ثلاثة.‏

[email protected]