شقيقتنا إيران!

هآرتس
تسفي بارئيل   26/5/2015

على كل من سامي دعيس وعمر شلبي، اللذين تم الحكم عليهما بالسجن لمدة ثمانية وتسعة اشهر، بعد ان إدانتهما بنشر كتابات تحريضية على صفحات الفيسبوك، عليهما ان يكونا راضيين. فوضعهما افضل بكثير من وضع المواطنين في إيران، الذين حظر عليهم بشكل بات استخدام الفيسبوك وتويتر. ومقابل ذلك، فإن الرقابة الإسرائيلية غير مخولة بوقف مشاركتها: فهناك الكثير مما يمكن ان يتعلموه من الإيرانيين.اضافة اعلان
 فعلى سبيل المثال، فقد دشنت وزارة الإعلام الإيرانية محرك بحث خاص، "فارسيجو"، والذي لا يمكن لمستخدميه ان يتلقوا عبره اية معلومة، تتعارض والموقف الرسمي. من يبحث مثلا عن كلمة "الثورة الخضراء" او اسم "مير حسين موسوي"، زعيم الاحتجاجات في العام 2000، فسوف يتلقى نتائج تشوه سمعة الحركة وموسوي. ومن يريد أن يتلقى مواد حول اعلان حقوق الانسان الدولي، فلن يتلقى اية معلومات إطلاقا.
ووفقا للتقارير الواردة في الصحف الإيرانية، فقد خصص نظام الحكم الإيراني، اكثر من 40 مليون دولار من أجل "ممارسة الحكومة مسؤولياتها على استخدام تكنولوجيا المعلومات". هذه هي النسخة الملتوية التي استخدمتها وزارة الإعلام، من أجل تعريف ملاحقة المتصفحين والمبرمجين"غير القانونيين".
أحد الضحايا الأخيرة لهذه السياسة هو "بقطاش اباطين" الشاعر ومنتج الأفلام الوثائقية المعروف. والذي تم خلال شهر نيسان (ابريل) التحقيق معه على مدار ثلاثة ايام متتالية بخصوص كتاباته على الفيسبوك، وفي الاخير تم تقديم لائحة اتهام  ضده أمام المحكمة. "اباطين" العضو في إدارة اتحاد الكرة، من بين التهم الموجهة اليه، انه كتب على صفحته على الفيسبوك انه ضد ممارسة النظام الإيراني القمع ضد المثقفين، وعضو آخر في إتحاد كرة القدم، "رضا خندان مهبادي"، قال انه تم التحقيق معه من قبل مندوبي أجهزة المخابرات الإيرانية، وتم تفتيش بيته، بدعوى قيامه" بنشر دعاية ضد الدولة" على صفحة الفيسبوك التابعة للاتحاد، والتي تم حجبها.
 وفي المقابل نرى، ان جهود النظام من اجل قمع شبكات التواصل الاجتماعي، تواجه كل مرة مجددا بتحد من قبل المتصفحين الإيرانيين، الذين يجدون طرقا مختلفة من أجل الالتفاف على الحظر. فعلى سبيل المثال، فقد انتقل حوالي خمسة مليون إيراني إلى استخدام تطبيق تليغرام بعد أن وجدوا صعوبة في استخدام شبكة فايبر، وحوالي 70 بالمئة من الشبان الإيرانيين يستخدمون- proxy من أجل الوصول إلى المواقع المحظورة.
السلطة الإيرانية تدرك مدى محدودية السيطرة على الشبكة أو محطات الاقمار الصناعية. كما ان القانون الذي يمنع نصب صحون الاقمار الصناعية على اسطح المنازل لمنع التقاط البث من الخارج، هو غير ذي جدوى. فالشرطة تقوم بين الحين والآخر بحملات لاقتلاع الصحون من على اسطح المنازل، الا انه لا يوجد بيت إيراني تقريبا غير مربوط بهذه الصحون. وزير المعارف، "علي جناتي" لم يكن بالإمكان أن يكون أكثر وضوحا عندما أوضح في الأسبوع الماضي إلى ضباط الشرطة، ان "حدود الدولة، او النظم القانونية فيها، لا تسمح لنا بمنع سيل المعلومات التي تصل الينا. في الماضي كان بإمكاننا السيطرة على المعلومات عن طريق ممارسة الضغط على اصحاب شركات الاتصالات. ولكن اليوم فإن الوضع قد تغير وهذه الوسيلة لم تعد ممكنة".
وأوضح "جناتي" ان المواطنين الإيرانيين مكشوفون اليوم امام اكثر من  450 محطة قمر صناعي عالمية ووجود 170 محطة ناطقة بالفارسية. "في السنوات القليلة القادمة 2-3 سنوات سوف يكون بإمكان أجهزة الهواتف النقالة الربط مع حوالي ألفي محطة للقمر الصناعي ولن يكون هناك حاجة لصحون الاستقبال". والحل بالنسبة له، انه يتوجب خلق حوار جديد لمحاولة إقناع الرأي العام عن طريق إنتاج مواد ثقافية محلية تنافس في مضمونها ما يصل إلينا من الخارج، وليس عن طريق الرقابة.
"جناتي" هو سياسي جذاب. والده احمد جناتي، والذي يرأس مجلس حماة الدستور، هو احد الزعماء المحافظين وكان مقربا جدا لاحمدي نجاد. وتبلغ ثروة العائلة حوالي 250 مليون دولار. ولكن تبين ان الانتساب لعائلة محافظة، لم يمنع "جناتي" من تبني اجندة سياسية وثقافية خاصة به ولأن يصبح وزيرا للثقافة، تحديدا تحت سلطة روحاني. فهو يعد كمن يحاول شد حبل حدود حرية التعبير ولتطبيق أجندة ثقافية يومية كالتي يرفع لواءها روحاني.
كما أنه يقف أيضا على جبهة المواجهة أمام انتقاد علماء الشريعة المحافظين، ومن بينهم والده، وكذلك الكتل البرلمانية المحافظة. فعلى سبيل المثال، في شهر شباط (فبراير) الماضي، طلب منه أن يوضح لماذا سمح بتوزيع كاسيت أغاني المطربة نوشين تافي. فنشر الألبوم يتعارض مع القانون الصادر منذ العام 1979 والذي يحظر غناء النساء المنفرد. حيث حذر علماء الشريعة "يمنع بأي شكل من الأشكال ان يتحول غناء النساء إلى شيء عادي، نحن سوف نوقف ذلك". واضافوا "ان وزير الثقافة يدمر القيم الدينية". ووعد الوزير "ان يتم فحص مضمون الشريط مجددا من قبل الجهات المختصة".
 يبدو أنه ليس فقط السعي وراء "التحريض" على الفيسبوك ما يربط بين إيران وإسرائيل- فأيضا غناء النساء هو وسيلة مشتركة ناجحة، بإمكانها أن تصبح أساسا لعلاقات قائمة على قيم متشابهة.