شكل الوجه.. أول ما يؤثر بالحكم على الشخصية!

Untitled-1
Untitled-1

إسراء الردايدة

عمان- الأشياء ليست دائما كما تبدو، لكننا نميل في كثير من الأحيان لإطلاق الحكم وفقا لما نراه، وبغضون ثوان معدودة من رؤيتنا الشخص، سواء في العمل أو في مكان عام، وحتى المقابلات الخاصة، نرسم ونقرر عنهم بدءا من درجة ذكائهم، ووصولا لمصداقيتهم واعتباراتهم.اضافة اعلان
فأي انطباع نشكله عن الشخص المقابل غالبا ما يحتمل الخطأ، وإن كان به دقة ببعض الأحيان، فنحن نطلق العنان لأفكارنا بناء على ما نراه من الشخص الآخر، التي ترتسم في هيئته الخارجية، بدءا من الوجه والطول، وحتى ملامح الطيب والجدارة، وهي تفاصيل وأشياء نحددها وفقا لمظهرهم الخارجي، والتي تشمل:

  • إن كنت جذابا، يفترض الآخرون أنك تملك صفات إيجابية أخرى، فبحسب علماء النفس الاجتماعي، فإن "تأثير الهالة" هو المصدر الذي من خلاله نميل للافتراض بأن من يمتلك مظهرا حسنا يمتلك بالمحصلة صفة إيجابية مثل: الذكاء والالتزام.
    وفي دراسة أجرتها جامعة تكساس في أوستن تناولت تأثير الجمال في مكان العمل، وجدت من بين بضعة أمور أخرى، أن هذا التحيز المعرفي يؤثر في الناس بدون اختبار صفاته الأخرى.
    ويميل إلى تفضيل جميع صفات شخص ما، بسبب التأثر بصفة إيجابية معينة بهذا الشخص، بدون اختبار صفاته الأخرى والتحقق من تميزه بها فعلا
    أم لا.
    وفي دراسة أخرى أيضا تناولت أثر الجمال والموهبة، ونشرتها جمعية علماء النفس الأميركيين، وطلب من المشاركين بالدراسة من الذكور تقييم مقالات كتبت من قبل زميلات لهم بدون اسم، فجاءت النتائج أن حكم المشاركون على الكاتبات بشكل إيجابي بعد اطلاعهم على صورة المرأة التي كتبت المقال، وارتبط الحكم بمدى الجاذبية التي حملتها الصورة، والتي اعتقدوا أنها كتبتها مقابل صور أخرى غير جذابة، فكان الحكم مرتبطا بالشكل.
  • صورتك تظهر الكثير، بالإمكان قراءة الكثير مما نراه في الصور وإصدار حكم بناء على ذلك، ففي دراسة أجريت في العام 2009 تناولت الحكم الشخصي وفقا للمظهر الجسدي، ونشرتها مجلة "SAGE"، أظهرت النتائج أن للمظهر البدني دورا كبيرا في تشكيل الانطباع الأول، خاصة المظهر، والتي تشمل النفور أو الجاذبية، تقدير الذات، تعابير الوجه، وحتى نمط الملابس وكلها تقدم معلومات عن شخصيته. ولفتت الدراسة الى أن الفرد يحكم على ما يراه، ويقرأ من تعابير الوجه مدى كرمه وامتلاكه ضميرا حيا، وحتى مستوى تدينه وإيمانه وتواضعه.
    والناس يستخدمون دلالات الوجه للحكم على طول الفرد وقدراته القيادية، ففي دراسة من العام 2013، قام بها مجموعة من علماء النفس والأعصاب والكمبيوتر في أوروبا وأميركا بقياس تأثير الصور على الآخرين، وكيف يتم تقييم صاحب الصورة من خلالها، وجد الباحثون أن الناس يستخدمون عوامل معينة في الصور، مثل: الجنس (ذكرا أو أنثى)، طول الوجه، لبناء تخميناتهم، وهذه العوامل نفسها تستخدم للحكم على الصفات القيادية لديهم. وصنفت الوجوه التي يبدو أنها تنتمي للأشخاص الأطول على أنهم قادة أفضل.
  • شكل الوجه مؤشر على العدوانية والقوة، أظهرت دراسة أجراها مركز تغيير السلوك في كلية لندن الجامعية، أن الرجال الذين يملكون مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون، وغالبا ما يملكون وجها واسعا وعظام خدود أكبر، والرجال بهذه الميزات يميلون ليكونوا أكثر عدوانية أو شخصيات مندفعة.
    وفي دراسة علمية نشرت في مجلة "SAGE" في العام 2015، تناولت إشارات الوجه الساكنة والديناميكية، وتأثيرها على التقييم الاجتماعي، ووجدت أن الأفراد لديهم حساسية تؤثر بالتقييم الاجتماعي. فعضلات الوجه تظهر النوايا بالاستناد للإشارات الديناميكية التي تظهرها معالم الفرد في وجهه، خاصة فيما يتعلق بمعدل الودية والجدارة بالثقة، وحتى القوة.
    وأولئك الذين يملكون تعابير وجه سعيدة وصفوا بأنهم أكثر ودا وجدارة، من أولئك الذين يملكون تعابير غاضبة كانوا أقل جدارة وأكثر ميلا للقوة.
  • الملامح غير المريحة والثقة، بعض الوجوه حينما تنظر إليها ينتابك إحساس غريب بعدم الراحة، وبعضها يوحي بالثقة، مقارنة بأخرى. ففي دراسة من العام 2015، تناولت مصداقية الوجه والجكم الجنائي عليها أي الجدارة والاستحقاق، وجد أن الأحكام تتأثر بشكل الوجه حتى في القانون، فتعابير الوجه تلعب دورا في رسم حدود الثقة والمصداقية. وهي مرتبطة بسمات الوجه القاسية والنظرات الغاضبة، والتي ينظر إليها الآخرون على أنها الأكثر إجراما.
  • العين والأصابع، يمكن للأطباء تشخيص العديد من الأمراض من خلال النظر في العين، بدءا من البقع الحمراء في شبكية العين والحساسية للضوء التي تعد مؤشرا على ارتفاع مستويات السكري في الدم، والتي يمكن أن تسد الأوعية الدموية في شبكية العين، مما يتسبب بانتفاخها، وحتى تعرضها للانفجار.
    وبالنسبة للرجال، يرتبط طول الإصبع بخطر الإصابة بالسرطان، وفقا للمجلة البريطانية للسرطان؛ حيث درس العلماء أطوال نحو 1500 مريض يعانون من سرطان البروستاتا، ونحو 3000 من الرجال الأصحاء على مدى 15 عاما، ووجدوا أن الرجال الذين كانت أطوال أصابع السبابة لديهم بنفس طول الإصبع الثالثة أو قريبة منه، كانوا أكثر احتمالية لتشخيصهم بسرطان البروستاتا. مقارنة بمن كانت أصابعهم أقصر نسبيا.
    وللطول أيضا دور في تشخيص صحة الفرد ولياقته، فأصحاب القامة الطويلة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، مع ارتفاع الخطر بنحو 10 % لكل 10 سم فوق متوسط الطول، وفقا لباحثين في جامعة كاليفورنيا، وجدوا أن زيادة نسبة الطول تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى النساء بنسبة 12 %، مقارنة بنسبة 9 % لدى الرجال، وتشير النتائج إلى أن وجود المزيد من الخلايا في الجسم، بسبب الطول الزائد، يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالمرض القاتل. وبينت الدراسة أن الهرمون الذي يحفز النمو، ويسمى IGF-1، له تأثير على تحفيز السرطان، من خلال دوره في تسريع معدل انقسام الخلايا أثناء نموها، وزيادة احتمال تحول الخلايا إلى أورام.
    وتم قياس متوسط الطول لدى الذكور (175 سم)، ومتوسط الطول لدى الإناث (162 سم)، وقاموا بتقييم خطر الإصابة بـ23 نوعا من السرطان، وتبين أن النساء يواجهن أكبر زيادة في خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والجلد والأورام اللمفاوية والقولون والمبيض والثدي والرحم، أما بالنسبة للرجال، فيواجهون ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والجلد والأورام الليمفاوية والقولون والكلى والقنوات الصفراوية، والجهاز العصبي المركزي.
    كما أن الأفراد الأكثر طولا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، في حين أن قصار القامة قد يكون لديهم معدلات أقل من السرطان. ويعتقد أن لهرمون النمو دورا كبيرا في هذا، والذي يمكن أن يحمي ضد بعض الأمراض، ولكن يزيد خطر الإصابة لدى الآخرين.