شهيد فلسطيني وإضراب وحداد ومواجهات عنيفة في الأراضي المحتلة

آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان شهيد -(ارشيفية- رويترز)
آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان شهيد -(ارشيفية- رويترز)

نادية سعد الدين

عمان- استشهد شاب فلسطيني، أمس، في القدس المحتلة، أثناء انفجار "عبوة ناسفة" قرب معسكر لقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة أبو ديس، شرقي المدينة، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 164 شهيداً، منذ بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.اضافة اعلان
وعمّ الإضراب الشامل، الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية، بلدة أبو ديس، التي اكتست بسواد الحداد على روح الشهيد محمد نبيل حلبية (17 عاماً) الذي استشهد، فجر الأمس، إثر جروح خطيرة أصيب بها جرّاء انفجار "العبوة" قرب المعسكر الإسرائيلي في البلدة.
وقالت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" إن "قوات الاحتلال منعت طواقهما الطبية من الوصول الى مكان استشهاد الشاب، قبل تسليمها جثمان الشهيد، الذي جرى نقله إلى المركز الطبي في البلدة".
وأضافت، نقلاً عن شهود عيّان، "أن أهالي البلدة سمعوا صوت انفجار في مكان استشهاد الشاب حلبية، قبل أن يهرعوا إليه والاحتشاد قرب معسكر قوات الاحتلال بعد تلقيهم نبأ استشهاده".
فيما زعمت المواقع الإسرائيلية الالكترونية أن "الشاب الفلسطيني قتل في إنفجار عبوة ناسفة كان بصدد إلقاءها على المعسكر التابع "لحرس الحدود" في أبو ديس"، على حدّ قولها.
واندلعت مواجهات عنيفة عقب تشييع جثمان الشهيد، لدى قيام قوات الاحتلال بإطلاق الأعيرة المطاطية والرصاص الحيّ والقنابل الصوتية والغازية صوب المواطنين، فيما ردّ الشبان الفلسطينيون برشق الحجارة ضدّ النقطة العسكرية التي استشهد فيها الشاب حلبية.
وعزّزت قوات الاحتلال من تواجدها العسكري في محيط المعسكر الإسرائيلي، وعند مداخل البلدة، فيما شهدت مدينة القدس المحتلة وضواحيها مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمواطنين.
وباستشهاد الشاب حلبية، ومن قبله، أول أمس، الطفلة رقية أبو عيد التي لم تتجاوز الثالثة عشر ربيعاً، فإن "عدد الشهداء الفلسطينيين يرتفع إلى 164 شهيداً، منذ بداية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي"، وفق "التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين"، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأفاد، في بيان صحفي أصدره أمس، أن "عدد الشهداء الأطفال بلغ 41 طفلاً، تقل أعمارهم عن 18 عاماً، من ضمنهم 16 طفلة شهيدة".
بينما لم تمنع الأجواء القارسة من قيام قوات الاحتلال بشنّ عدوانها ضدّ الشعب الفلسطيني، عبر حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في مختلف الأراضي المحتلة، أسفرت عن وقوع إصابات بين صفوف المواطنين.
وقد عمّت الأراضي المحتلة مواجهات عنيفة أثناء اقتحام قوات الاحتلال لعدد من المدن والبلدات الفلسطينية وإطلاقها الرصاص الحيّ وقنابل الغاز المسيلة للدموع، مما أسفر عن عدة إصابات وحالات اختناق شديدة بين صفوف المواطنين.
بينما تصدى الشبان الفلسطينيون لعدوانها بإلقاء "الزجاجات الحارقة" و"الحجارة" ضدّ أهداف إسرائيلية في الخليل وأبو ديس وقلقيلية وبيت لحم ونابلس، ومثلها في قطاع غزة باتجاه معسكر وقوة عسكرية إسرائيلية بالقرب منه شرقي غزة.
وأردفت قوات الاحتلال عدوانها باعتقال ستة فلسطينيين من مدينة الخليل، في الضفة الغربية المحتلة، بينهم وزير الحكم المحلي سابقًا، وعضو بالمجلس التشريعي عن حركة "حماس".
وقال "المركز الفلسطيني للإعلام" إن "قوات الاحتلال دهمت منزل وزير الحكم المحلي في الحكومة الفلسطينية العاشرة، عيسى الجعبري، واعتقلته، قبل أن تقوم باعتقال عضو المجلس التشريعي عن كتلة "التغيير والإصلاح" التابعة لحركة "حماس" في الخليل، حاتم قفيشة".
فيما زعمت المواقع الإسرائيلية الالكترونية أن "قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من الفلسطينيين "المطلوبين" لديها"، بدعوى "ممارسة أنشطة ضدّ الجيش والمستوطنين"، على حدّ قولها.
من جانبه، قال رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله، إن استمرار سلطات الاحتلال بانتهاكاتها اليومية ضدّ الشعب الفلسطيني "يدمر حل الدولتين ويُقوض فرص السلام".
وجدد الحمد الله، في تصريح أمس، مطالبته المجتمع الدولي "بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين"، مؤكداً على "ضرورة عقد مؤتمر سلام دولي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة".
وشدد على أهمية "وقوف دول العالم في وجه الاستيطان، والضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها، لا سيما حصارها لقطاع غزة ومصادرتها لمقدرات الفلسطينيين وموارده الطبيعية".
في حين دانت وزارة الخارجية الفلسطينية "الهجمة الإسرائيلية الاستيطانية الممنهجة في الأراضي المحتلة، لاسيما ما تتعرض له البلدة القديمة في مدينة الخليل، والتي كان آخرها اقتحام المستوطنين لمنزلين والسيطرة عليهما بالقوة، تحت حماية قوات الاحتلال".
واعتبرت، في بيان أصدرته أمس، أن تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على دعم عودة المستوطنين إلى تلك المنازل بغطاء قانوني، تعدّ "محاولة مكشوفة وتبادل أدوار بين المستوى الرسمي الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين، كحلقة في مسلسل التهويد التدريجي للبلدة القديمة في الخليل وطرد مواطنيها الفلسطينيين منها".
وقالت إن "السياسة الإسرائيلية الاستيطانية تقوض حل الدولتين، وتنشر نذر الحرب الدينية في المنطقة، وتجسد تكريس الاحتلال عبر خطوات أحادية الجانب، تفرض واقعاً وشكلا جديداً للحل النهائي بحسب الرؤية الإسرائيلية".
وطالبت "المجتمع الدولي بالضغط تجاه إلزام السلطات الإسرائيلية بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان والخطوات الأحادية الجانب".
وأشارت إلى "قيامها بالتنسيق مع الأطراف المعنية لاستصدار قرارات أممية فاعلة لوقف الاستيطان، وعقد مؤتمر دولي للسلام، والإسراع في تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".